عادل التراب منعش اقتصادي شاب، رئيس المجلس الإقليمي للسياحة بمكناس، التقته الجريدة على هامش افتتاح الملتقى الدولي للفلاحة في نسخته الحادية عشرة، وسألته عن انتعاش الحركة الاقتصادية والسياحية بالمدينة في مثل هذه التظاهرات الكبرى ورأيه في الكيفية التي يمكن تطوير السياحة بمكناس بشكل دائم وليس مناسباتي. o بصفتكم رئيس المجلس الإقليمي للسياحة هلا حدثتنا على استفادة مكناس من الملتقى n الملتقى الدولي للفلاحة بمكناس فرصة تاريخية لا تعوض لإقلاع اقتصادي حقيقي بعاصمة المولى إسماعيل والجهة، إلا أن ذلك لم يتحقق بعد مرور 11 دورة. o لكن المنظمون يقدمون صورة وردية عن التنظيم؟ إن الجميع يقر بالنجاح الذي حققه الملتقى على مستوى التنظيم، لكن الجميع أيضا يقر بأن هذه التظاهرة الدولية لا يظهر لها أثر إيجابي على الجانب الفلاحي والاقتصادي والسياحي للمدينة. o كيف ذلك؟ n مكناس تعرف نسبة البطالة تصل إلى 20%، وهذا الرقم مؤشر خطير كان من شأن السيام وما استتبعه من مشروع أكروبوليس الذي دشنه جلالة الملك أن يحد من تنامي نسبة البطالة، لو أن المكتب الشريف للفوسفاط أنجز المشروع الاستثماري الضخم الذي وعد به أثناء تدشين المشروع، ولو أن المستفيدين من ضيعات الصوديا الضخمة قدموا القليل لفائدة الساكنة لساهموا في إنعاش الشغل، لكنهم ومع كامل الأسف لم ينجزوا شيئا يذكر، اللهم استفادتهم لوحدهم. ثم لو تم استقطاب استثمارات مهمة ترتبط بالفلاحة والصناعة الغذائية، وما يليها من خدمات، لساهمت بشكل وافر في التقليل من نسبة البطالة، وإنعاش الحركة التجارية والاقتصادية لإعطاء المدينة دفعة قوية في مجال التنمية المنشودة، إلا أنه ومع كامل الأسف لم يتحقق أي شيء من ذلك. o هناك رواج اقتصادي مهم تعرفه المدينة خلال فترة السيام ولا يجد المرء واو غرفة واحة بالفنادق. n صحيح، لكن ما نطمح له كمؤسسة مهنية هو ازدهار السياحة طول السنة، وانتعاش ما يرتبط بها من خدمات، خصوصا أن عاصمة المولى إسماعيل تتوفر على أسوار شامخة وأبواب قل نظيرها ومصنفة عالميا، كما أن مكناس تراث عالمي ولها من المؤهلات ما يجعلها تنافس كبريات المدن المغربية في هذا المجال. o لكن ضعف الطاقة الاستيعابية للإيواء مقارنة مع مدن أخرى يجعلها محطة عبور ليس إلا. n لا نختلف في ذلك، لكن دعني أقول لك « شكون سبق واش الدجاجة ولى البيضة « وبلغتنا كمهنيين في المجال نقول « شكون سبق واش بناء المؤسسات الفندقية ... ولى نعرفوا الزبناء لي غادي يجيو لهم» نحن ننتظر السيام بشغف لأنه التظاهرة الوحيدة من الحجم الدولي الذي تحتضن عاصمة المولى إسماعيل فعالياته، لكن السيام محصور في الزمان، لكن يجب أن نطور سياحتنا. o أنتم مقصرون في الترويج وتسويق المنتوج السياحي لمكناس n لا أبدا، نحن كمهنيين نسعى بكل ما لدينا من أفكار من شأنها المساهمة في الترويج، ونعمل على تقديم جودة أفضل وخدمات تتجاوب ومتطلبات السياح، لكن الترويج يبقى من اختصاص المكتب الوطني للسياحة. o أو ليس المطار عائق بالنسبة للسياحة بمكناس؟ n شيئا ما لكن لو حول المسؤولون اسمه من مطار فاس سايس إلى مطار «فاس – مكناس « كما تم الاتفاق عليه من قبل، لقدموا خدمة جليلة للمدينة في مجال الترويج لها وإنعاشها سياحيا. o ولم لا تبادرون كمجلس إقليمي للسياحة وتنظمون لقاء لتقييم دورات الملتقى n يصعب علينا، لأننا لا نتوفر على المعطيات الكافية، لكن لنا رأي في الموضوع، فمثلا حين وضعت الدولة برنامجها السياحي سنة 2000 في أفق 2010 طالبنا بمنطقة سياحية بالمدينة، وأنجزت دراسة في الموضوع بتكلفة فاقت 500 مليون سنتيم، كما أن الوكالة الحضرية هيأت بدورها وادي بوفكران لإنعاشه سياحيا، إلا أن كل الدراسات بقيت في الرفوف ولم تر النور. وحتى لا نتيه بعيدا أحيلكم على ما تم إنجازه من دراسات لتهيئة المدينة في إطار مشروع مكناس الكبير التي شارك فيها الجميع لانطلق الإقلاع الحقيقي لمكناس وشمل جميع الميادين. o ومن هي الجهة الموكول لها تقييم الملتقى الدولي للفلاحة؟ n دعني أقول لك أن جلالة الملك حين قرر تنظيم الملتقى بمكناس كان ينشد من بين ما ينشده هو تنمية الإقليم والجهة بالنظر للمؤهلات الطبيعية والفلاحية التي تتميز بها، لكن يبدو أن هناك تعثر نجهل أسبابه، وعلى المسؤولين أن يعلنوها صراحة لجلالته من خلال تقرير شامل يكشف بوضوح مكامن القوة، ومكامن الخلل، وطرح البدائل، ليرتقي السيام من حسن إلى أحسن، ويساهم في ما أراده له جلالة الملك لمكناس والجهة على حد سواء.