حل جلالة الملك مرفوقا بالأمير مولاي رشيد، مساء السبت، بأبوظبي قادما إليها من دولة قطر، وذلك في مستهل زيارة عمل وأخوة لدولة الإمارات العربية المتحدة. وقد أجرى جلالة الملك مباحثات مع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة لدولة الإمارات العربية المتحدة. وتشكل هذه الزيارة دفعة قوية للشراكة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والإنسانية التي يحرص البلدان على تعزيزها وتطويرها، بما يعكس عمق الأواصر الأخوية الوطيدة والأصيلة التي تربط بين دولة الإمارات والمملكة المغربية. وتأتي هذه الزيارة، في أعقاب محطة سنة 2015، التي شكلت منعطفا حاسما في مسار العلاقات الثنائية الاستثنائية، ذلك أنها جاءت حافلة باللقاءات والزيارات والأحداث الهامة التي أكدت للجميع أن البلدين يمضيان بعزم وقوة من أجل إرساء الأسس الصلبة والقوية لبناء شراكة استراتيجية بين بلدين شقيقين وفي هذا السياق، عرف التعاون الاقتصادي والتجاري تطورا نوعيا وكميا، شمل جميع الميادين، حيث شهدت السنوات الأخيرة تدفقا هاما للاستثمارات الإماراتية نحو المغرب، والتي تنفذها عدد من المؤسسات الكبرى، من قبيل صندوق أبوظبي للتنمية، والشركة المغربية الإماراتية للتنمية، وشركة طاقة، وشركة المعبر الدولية للاستثمار وشركة اتصالات ... الخ. كما حرص البلدان على الارتقاء بعلاقاتهما الاقتصادية إلى مستوى مؤسساتي من خلال اللجنة المشتركة المغربية الإماراتية التي ساهمت وتساهم بدور كبير في تفعيل التعاون بين البلدين، ولاسيما في قطاعات التجارة والاقتصاد والاستثمار، مما جعل دولة الإمارات العربية المتحدة تحتل المراتب الأولى من حيث حجم الاستثمارات العربية في المغرب. ثقة المستثمرين الإماراتيين في ولوج السوق المغربية، تعززت كثيرا بفضل الجهود الاستثنائية التي بذلتها المملكة خلال الآونة الأخيرة، سعيا إلى استقطاب كبريات الشركات الاستثمارية الخليجية في القطاعات الاقتصادية الحيوية، مثل الطاقة المتجددة والسياحة والصناعة والعقار والبنيات التحتية الكبرى. وارتباطا بالقضايا الإقليمية والدولية الراهنة، فقد حرص المغرب والإمارات، على الدوام، على توحيد رؤيتهما وتصوراتهما بخصوص أهم المواضيع التي تحتل صدارة أولويات الأمة العربية والإسلامية، كما عبرا بوضوح عن عزمهما المشترك والراسخ على محاربة الإرهاب والتطرف والأفكار الهدامة.