سلطت ندوة مغربية فرنسية، نظمت متم الأسبوع الماضي بأركاشون (جنوب غرب فرنسا) الضوء على القطاع السياحي باعتباره رافعة للتنمية المستدامة للأقاليم. وشكلت الندوة ، التي نظمت في إطار اللقاءات المغربية الفرنسية، بتعاون بين سفارة المغرب بفرنسا، ووزارة السياحة، وعمدية أركاشون، مناسبة للمنتخبين ومهنيي القطاع السياحي بالمغرب وأركاشون لتبادل التجارب في ميدان تدبير التنمية السياحية، وبحث أفضل الممارسات الكفيلة بالتوفيق بين تطوير الصناعة السياحية، والتنمية المستدامة للأقاليم . وتناول المشاركون في الندوة، أوجه التشابه الكبير بين جهة لاجيروند والمغرب، خاصة في مجال السياحة الاصطيافية على الساحل الأطلسي، والقضايا ذات الصلة بالتعمير، والتهيئة والبيئة، مشددين على ضرورة رفع تحدي التثمين السياحي للتراث العالمي المصنف من قبل اليونسكو، وأساسا في مجال السياحة الحضرية. وناقش المشاركون سبل النهوض بسياحة يستفيد منها السكان المحليون، من خلال خلق الثروات،وإحداث فرص الشغل ،وتطوير البنيات التحتية، بما يمكن المناطق السياحية من تنافسية دولية عبر تموقع يثمن التراث الطبيعي والثقافي المادي وغير المادي. وأكد سفير المغرب بفرنسا ،شكيب بنموسى خلال الندوة على ضرورة توسيع التعاون المغربي الفرنسي في عدد من المجالات، وخاصة في ما يتعلق برفع التحديات المرتبطة بالتنمية المستدامة، مذكرا في هذا السياق بالتصريح المشترك المغربي الفرنسي حول التنمية المستدامة الذي تم التوقيع عليه بمناسبة الزيارة الأخيرة التي قام الرئيس فرانسوا هولاند إلى طنجة. وقال ان العلاقات المغربية الفرنسية تكتسي طابعا استثنائيا بالنظر إلى الروابط الإنسانية والثقافية التي تجمع بين البلدين ،مشددا على أهمية أن تستشرف هذه العلاقات المستقبل، بما يتيح استثمار النجاحات المشتركة للبلدين،ورفع التحديات المرتبطة بالتنمية المستدامة. من جهتها أكدت الكاتبة العامة لوزارة السياحة، ندى رودياس، أن القطاع السياحي الذي يعرف الكثير من التحديات والتحولات،يكتسي أهمية قصوى بالنسبة للمغرب الذي يشكل الوجهة الأولى على الصعيد الإفريقي ،مضيفة أن المملكة جعلت من التنمية السياحية رافعة للنمو الاقتصادي. وأضافت أن المغرب يهدف من خلال رؤية 2020إلى استفادة العديد من مناطق المملكة من ثمار التنمية السياحية، التي تشكل جوابا للتحديات المرتبطة بالتشغيل، والتنمية المستدامة، داعية في هذا الصدد إلى هيكلة وتنويع العرض السياحي والرفع من جودته. من جهتهم، اعتبر باقي المتدخلين أن تعزيز مكانة السياحة كرافعة لتنمية المستدامة، رهين برفع التحديات في مجال الحكامة وتعبئة كافة الأطراف على مستوى التمويل ، والتوفيق بين متطلبات التنمية، والحفاظ على التراث وتثمينه، وتعزيز تنافسية القطاع السياحي، وملاءمة التحولات التي يشهدها ومنها التأثير الرقمي،وظهور مهن جديدة. وتوزعت أشغال الندوة التي شارك فيها على الخصوص، رؤساء جماعات ومنتخبون محليون بمدن الداخلة والوليدية، ومولاي بوسلهام، ومراكش وكلميم واكادير وشفشاون والناضور وورززات، وعمدة مدينة أركاشون، والقنصل العام للمغرب ببوردو، وفاعلون اقتصاديون بجهة أكيتان، على ثلاث موائد مستديرة، ناقشت دور القطاع السياحي في النهوض بالأقاليم،والتنشيط السياحي والتحديات البيئية، وتأثير القطاع الرقمي على القطاع السياحي.