بعد انتظار دام سنوات طويلة، بدأ عبدالحكيم زغبر وفلسطين طناني حياتهما الزوجية أخيرا في شقة صغيرة بمدينة غزة، بفضل حملة إلكترونية ساعدتهما في جمع تكاليف الزواج الباهظة في القطاع الفقير. وينظر إلى الزواج في القطاع المحاصر، الذي تعد نسبة البطالة فيه من أعلى المعدلات في العالم، على أنه نوع من الترف ويتأخر بذلك زواج الكثيرين ومنهم من يضطر إلى الاستدانة لتغطية نفقات زفافه وتقسيط الدين على سنوات. وقد اضطر عبدالحكيم وعروسه إلى مراعاة التقاليد وإقامة حفلة كبيرة وشراء فستان أبيض واستئجار قاعة للمناسبة وتقديم وجبات طعام إلى المدعوين، إضافة إلى توفير شقة جاهزة للسكن. ويقول عبدالحكيم «يحتاج أي شاب راغب في الزواج إلى ما بين 15 وعشرين ألف دولار» لتغطية نفقات العرس. وعبدالحكيم مهندس معماري، لكن مجال عمله ظل راكدا جدا بسبب الحصار المفروض على القطاع ومنع دخول مواد البناء إليه، أما فلسطين فهي تعمل في منظمات حكومية تعنى بالأطفال ولا تتقاضى راتبا ثابتا. ولهذا قرر الشابان اتباع طريقة غير مألوفة في تأمين نفقات العرس، فأطلقا حملة إلكترونية لمساعدتهما على جمع التكاليف اللازمة. وتقول فلسطين التي نشأت في مخيم جباليا المكتظ باللاجئين في شمال القطاع «من دون عمل، لا يمكننا أن نطلب قرضا بنكيا، ولم يتمكن أصدقاؤنا ولا أقاربنا من مساعدتنا لأنهم في نفس الوضع تقريبا». ويقول زوجها «بفضل هذه الحملة، تزوّجت وأقمت بمنزلي والآن يمكنني أن أنام في هدوء، لأن الديون لم تثقل كاهلي». لكن هذه الحملة الفريدة من نوعها والتي قد لا تتفق كثيرا مع العادات السائدة لم تكن بمنآى عن الانتقادات، رغم أن الحديث عن عقبات الزواج هو الشغل الشاغل لسكان القطاع.