تحتضن مدينة طنجة ،على مدى ثلاثة أيام، ورشة عمل مغاربية، لوضع استراتيجية مشتركة لمكافحة الأمراض والبكتيريات التي تصيب شجرتي النخيل والزيتون. وتنكب الورشة، التي يشارك فيها خبراء مغاربة وأجانب ويشرف عليها مكتب فرع منظمة الأغذية والزراعة «الفاو»بشمال أفريقيا بتنسيق مع اتحاد المغرب العربي والسلطات المغربية المعنية، على البحث عن الآليات الميدانية والعلمية وتبادل الخبرات وتعزيز التعاون بين بلدان المنطقة والمصالح المختصة في السلامة الصحية للمنتجات الغذائية من أجل حماية النباتات ضد البكتيريات الفتاكة، التي تصيب اشجار النخيل (سوسة النخيل الحمراء) وأشجار الزيتون «إكزيليلا فاستيديوزا»، وتهدد المنتوج المحلي من ثمار هذه الاشجار. كما يتناول المشاركون في الورشات العلمية إمكانية وضع استراتيجية مشتركة وبرنامج تعاون تقني استعجالي لدعم البرامج الحكومية والتوافق حول ميكانيزمات التدخلات المؤطرة لمواجهة خطر البكتيريات التي تنتقل عبر الحشرات المجهرية. و تندرج هذه الورشة في إطار الإجراءات الوقائية التي اتخذتها بعض دول المنطقة، خاصة منها المغرب وتونس، للحيلولة دون انتقال بكتيريا «إكزيليلا فاستيديوزا»، التي اكتشفت لأول مرة سنة 1892 وكانت تطال الكروم فقط في كاليفورنيا الشمالية، قبل أن تنتقل سنة 1987 إلى أشجار الزيتون بعد ظهورها في إيطاليا، وكذا للحيلولة دون تنامي فرضية انتقال عدواها إلى باقي بلدان الضفة الجنوبية لحوض البحر الأبيض المتوسط. واعتبر منظمو الورشة ، التي تختتم يومه الاربعاء ، «أنه نظرا لخطورة الوضع، فإن توحيد وتشبيك الجهود العلمية وتقاسم ايجابيات الممارسات الجيدة وتعميق البحث العلمي ونشر نتائجه المعرفية وتعميمها وتشديد المراقبة والوقاية من الآفات، هي خير الوسائل لمواجهة التحدي الكبير الذي تطرحه البكتيريات الفتاكة وتطوير الزراعة بالمنطقة وضمان التوازن الغذائي وتحقيق التنمية المتوازنة والمستدامة». وأكدت «الفاو» بالمناسبة، على مواصلة دعمها للوقاية والسيطرة على هذا التهديد الذي يؤرق بال الفلاحين بمنطقة المغرب العربي وشمال أفريقيا بشكل عام للحد من انتشار هذه الآفات المدمرة لأشجار النخيل والزيتون ،التي تشكل تاريخيا أحد أسس الإنتاج الزراعي في بلدان المغرب العربي التي تصدر سنويا كميات مهمة من زيت الزيتون والثمور بمختلف أنواعها ،وضمان جودة هذه المنتوجات في سياق التعاون الإقليمي . وشددت المنظمة على ضرورة حشد الجهود المشتركة والاستفادة من التجارب العلمية والميدانية في الدول المعنية للسيطرة على الوضع ومنع خطر الانتشار السريع للبكتيريا التي تنتقل عن طريق الحشرات التي تهاجم مختلفة الأنواع النباتية، بما في ذلك شجرة الزيتون وشجرة النخيل. وتحقيقا لهذه الغاية تبحث منظمة الفاو وشركاؤها الاقليميون عن إمكانية إنشاء صندوق مشترك لتطوير البرامج الموجهة للحد من مخاطر بكتيريا (سوسة النخيل الحمراء) و «إكزيليلا فاستيديوزا ».