قبل أسبوع تمت إقالة توماس شاف (54 عاما) من تدريب هانوفر في تجربة قصيرة مع الفريق، وقبل أربعة أسابيع أقيل أرمين فيه (55 عاما) من تدريب أينتراخت فرانكفورت للمرة الثانية، وقبل إقالة أرمين فيه بأربعة أسابيع استقال هوب ستيفنز (62 عاما) من تدريب هوفنهايم في تجربة لم تستمر طويلا. ومن الواضح أن الدوري الألماني لكرة القدم (بوندسليغا) يفقد بهذا الشكل ثلاث شخصيات مهمة كانت متواجدة (أو اثنين منها على الأقل) على مدار الأربعين عاما الماضية. وكان المدرب الألماني الأيقونة أوتو ريهاغل، الفائز مع منتخب اليونان بكأس أمم أوروبا عام 2004، يردد دائما أنه ابن للبوندسليغا. وإذا كان الأمر كذلك فإن الألمانيين توماس شاف وأرمين فيه هما أيضا من أبناء البوندسليغا، فقد لعبا ودربا فيها أيضا. أما الهولندي هوب ستيفنز فيكون في هذه الحالة من أبناء العمومة، وينتمي بقوة إلى دائرة العائلة. هوب ستيفنز.. وداع للأبد يعد الهولندي هوب ستيفنز أحد أيقونات التدريب في البوندسليغا، حيث درب فرق شالكه، هيرتا برلين، كولونيا، هامبورغ وشتوتغارت وأخيرا هوفنهايم. وكان يحاول إنقاذ هوفنهايم من الهبوط هذا الموسم. لكن في العاشر من فبراير الماضي أعلن الفريق استقالة ستينفنز من تدريب الفريق، وقال المتحدث باسم النادي "لقد فوجئنا". أما لاعبو الفريق فقد بكوا عندما سمعوا باستقالته، بحسب موقع "بيلد". ويتذكر عشاق البوندسليغا إنجازات ستيفنز مع شالكه كالفوز بكأس الكؤوس الأوروبية عام 1997، وبكأس ألمانيا مرتين عام 2001 و 2002. كما فاز المدرب الهولندي مع هيرتا برلين بكأس السوبر الألماني عام 2002. توماس شاف.. المخلص لبريمن رغم أن توماس شاف مولود في مدينة مانهايم، إلا أن ارتباطه بكرة القدم كان دائما مع اسم بريمن. فقد بدأ اللعب في بريمن وهو شبل صغير، وعندما احترف لم يلعب في نادٍ سواه. كما أنه منذ بداية مسيرته كمدرب عام 1988 وحتى عام 2013 كان مدربا في بريمن، قبل أن ينتقل إلى التدريب بين 2014 و 2015 ثم الفترة القصيرة التي قضاها في هانوفر في 2016. واستطاع شاف أن يفوز مع بريمن بالدوري الألماني عام 2004، وبكأس ألمانيا ثلاث مرات، وبكأس السوبر مرة واحدة، وحقق مع الفريق إنجازات كبيرة سويةً مع المدير السابق كلاوس ألوفس. ومنذ سنوات وشاف عضوا يعمل باللجنة الفنية بالاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا). وقد شوهد يوم الأربعاء الماضي في مقصورة مدرجات ملعب فولفسبورغ يكتب ملاحظاته على المباراة، التي حقق فيها فولفسبورغ فوزا تاريخيا على ريال مدريد (2 – 0) في دوري أبطال أوروبا. أرمين فيه.. العائد دائما بين المدربين الثلاثة يأتي أرمين فيه، كصاحب أكبر قائمة من الأندية، التي دربها أحدهم ثم عاد إليها. فقد بدأ مع أوغسبورغ عام 1990، وبقي معه خمس سنوات، قبل أن يتنقل بين أندية أخرى أبرزها هانزا روستوك 2002 – 2003 ثم عودته من جديد لأوغسبورغ، ثم ذهابه لشتوتغارت والفوز معه بالدوري، ثم الذهاب لفولفسبورغ ثم هامبورغ ثم فرانكفورت ثم العودة إلى شتوتغارت ثم العودة إلى فرانكفورت. ويقول كريستوف كنير، المحرر الرياضي بصحيفة زود دوتيشه تسايتونغ، إن أرمين فيه ذكر (له) على الهاتف أنه "ليس لديه حاليا أي خطط". ويضيف كنير أن أرمين فيه كان يردد ذلك من قبل، ثم بعدها بأسابيع نجده قد عاد للتدريب من جديد في شتوتغارت أو فرانكفورت. لكن تصريحه هذه المرة يبدو مختلفا، بحسب كنير "لقد قرر أرمين فيه بعد وداعه لفرانكفورت للمرة الثانية، ألا يعود مرة أخرى إلى فريق قد دربه من قبل". جيل جديد يوضح كريستوف كنير أن وجود عملية تحول في سوق المدربين لم تتضح بهذا الشكل مثلما حدث في الأسابيع الثمانية الأخيرة. والآن يدرب الأندية المسيطرة على المشهد شباب متقن مثل بيب غوارديولا في بايرن وتوماس توخل في دورتموند. كما أن بقية أندية البوندسليغا باستثناءات قليلة يدربها "الجيل القادم"، مثل شميت وفاينتسيرل ودارداي وشوبيرت وهازينهوتيل وناغلسمان، الذي خلف ستينفنز في هوفنهايم. وربما يعود أرمينه فيه، على الأقل، من جديد إلى التدريب في الدوري الألماني، وربما يصبح مديرا لنادٍ من الأندية "عندها سيكون المرء متشوقا لمعرفة من هو المدرب الذي سيتعاقد معه أرمين فيه"، كما يقول كنير.