شب حريق مهول عشية يوم الأحد 3 أبريل 2016 بمقر صناعة الأدوية التابع لشركة «لابروفان» الكائنة بشارع فلسطين قبالة المجازر القديمة بتراب عمالة مقاطعات عين السبع الحي المحمدي بالدار البيضاء. الحريق الذي لم تعرف أسباب اندلاع شراراته الأولى، شب في أحد المخازن الرئيسية للمصنع و تحتوي على أدوية معدة للتسويق، لتنتقل إلى باقي المخازن التي تستعمل لتخزين باقي المواد التي تدخل في تعبئة الأدوية. ورغم أن الحادث لم يخلف خسائر في الأرواح، إلا أنه خلف خسائر مادية هامة، وكان التخوف الكبير أن تنتقل ألسنة النيران إلى البنايات المجاورة للمخازن، علما بأنها تحتوي على المواد الأولية التي تدخل في صناعة الأدوية، وكذلك تواجد مواد قابلة للاشتعال، كما كان التخوف أن تمتد شرارة النار إلى محطة الوقود التي تجاور المخازن المشتعلة. وقد غطت أدخنة الحريق سماء المنطقة، ممزوجة بروائح تكتم الأنفاس. وعزت مصادرمطلعة أسباب عدم وجود ضحايا إلى كون توقيته صادف يوم عطلة الأحد. هرع رجال المطافئ والأمن الوطني و القوات المساعدة، وبعد عدة ساعات تمكن رجال الإطفاء من محاصرة النيران، وإخمادها، مستخدمين لهذا الغرض عدة شاحنات صهريجية و رافعتين والسلالم. وقد أعاق هذا الحادث حركة «الطرامواي» لعدة ساعات، وأرجعت مصادرنا هذه الإعاقة، إلى تمديد خراطيم المياه فوق الخط للسكك «لطرامواي»، بعد أن لم تجد الوقاية المدينة، أفواه المياه الخاصة بمكافحة الحرائق بداخل الشركة، وهو ما عقد عملية تسريع التدخل رغم تواجد بعضها بجانب الشركة، إلا أنه كان غير كاف في مثل هذه الحالة التي كانت عليها قوة النيران، وشساعة انتشارها. ومن جهتها، فتحت الشرطة القضائية و شرطة مسرح الجريمة بحثا في النازلة، وكان أول ما تم حجزه ذاكرة تسجيلات كاميرات المراقبة، و قد رفض جل المتدخلين من أمن ووقاية مدنية التصريح للصحافة الوطنية التي كانت حاضرة بحجة عدم معرفتهم بأسباب الحادث. شركة الطرامواي و التي ظل موظفوها يترددون على موقع الحادث، أخبروا المسؤولين الأمنيين بأن جل محطات الطرامواي عرفت احتقان الزبناء بسبب عدم تفهم الأسباب التي عطلت حركة السير والجولان للطرام، كما أن بعض الركاب رفضوا النزول من القطارات، وهو ما عايناه في بعض المحطات.