تعرض منذ سنوات مجموعة من البرامج الثقافية والفنية والرياضية..، عبر الفضائيات العربية، ومن بين هذه البرامج مسابقات اكتشاف الأصوات الغنائية الموهوبة، التي لفت بعضها الأنظار، بأدائها الرائع، مثلما هو الحال في برامج الشبكة التلفزيونية الخليجية "إم بي سي" في هذا الصدد تعتزم جمعية مغربية مختصة في تنظيم مسابقات من هذا النوع، وهي «جمعية الأصيل للطرب والإبداع الفني»، التي تأسست سنة 2015 بالدار البيضاء، بعدما تمت المناقشة حول الفكرة بين أعضائها، وخصوصا نائب رئيس الجمعية بالحاج الحسن ومحمد أديب، العضو و المطرب، البحث عن توقيع شراكة مع إحدى القنوات التلفزيونية الوطنية، حتى يتسنى لها تنظيم هذه المسابقة بشكل احترافي تبتغي من ورائها اكتشاف مواهب مغربية حقيقية شابة تتوفر على مقومات أداء الطرب المغربي والعربي الأصيل، وذلك بعد أن تم إيقاف مسابقة «استوديو دوزيم» التي أشرفت عليها القناة الثانية، وكانت وراء اكتشاف العديد من الأصوات الجيدة. وعلى ضوء هذه الرغبة، يشتغل أعضاء الجمعية حاليا على إنجاح الفكرة وبلورتها لبرنامج فني كبير على المستوى الوطني، إذ من خلال زيارة " الاتحاد الاشتراكي" لمقر تداريب الفرقة الموسيقية للجمعية نهاية الأسبوع الماضي، و بعد الاستماع لوصلات موسيقية شرقية طربية ومغربية أصيلة، بأصوات نسائية وذكورية، كان ل"الاتحاد الاشتراكي" لقاء مع مسؤولي الجمعية تناول عدة محاور، حيث أوضح العربي أوبيه، أمين مال الجمعية والناطق الرسمي، أن الجمعية تأسست يوم 20 نونبر 2015 وهي جمعية فتية، لكن أطرها لهم تجربة واسعة في المجال الفني والجمعوي، وتشتغل على أهداف من بينها تأطير الشباب في المجال الفني والإبداع بصفة عامة، "لأننا نشتغل - يقول محاورنا - علي محورين، الفن التشكيلي والطربي، ونعمل على تركيز ثقافة الانتماء للغة الفن عن طريق رد الاعتبار للرواد، وللأغنية المغربية التي استطاعت أن تفرض نفسها في الستينيات..، لكن مع الموجة الجديدة للفن وضعف التأطير والتوعية.. ساهم كل ذلك في عدم محافظة الشباب على الأصالة في المجال الفني". وحول هوية أعضاء الجمعية، أكد العربي أوبيه أن "الأعضاء كلهم يمارسون في المجال الفني، ولهم دراية معتبرة بالموسيقى، ومن عاشقي الأغنية المغربية، وهذا هو المعيار الأساسي الذي اعمتدنا عليه - يقول محاورنا - في اختيار الأعضاء، فرئيس الفرقة الموسيقية أو المايسترو، يعمل كأستاذ اللغة الفرنسية ومطرب وأستاذ لمادة الموسيقى، وهو الأستاذ العلام، ثم لدينا الأخت كوثر لحلو كمسؤولة عن العلاقات العامة الفنية، لها دراسة في مجالات متعددة ومطربة ، وهناك أيضا بلحاج لحسن نائب الرئيس، الذي أعتبره العراب لهذه الجمعية، استفدنا منه كثيرا، وله تجربة واسعة، وسبق له أن قام بتنظيم مهرجانات داخل المغرب وخارجه". وبخصوص برامج الجمعية، يضيف العربي أوبيه أنه "تم مؤخرا تنظيم مهرجان بالدار البيضاء نهاية الشهر الماضي بمناسبة ذكرى المقاوم إبراهيم الروداني الذي كان عاشقا للطرب، تم تكريم فيه مجموعة من أسرة الفن من تشكيليين ومطربين ومطربات، ومن هؤلاء المطرب الذي لفت الأنظار موسم 2015، جواد بنونة الذي له الفضل الكبير داخل الجمعية، بعد أن حفز وحبب مجموعة من الشباب الذين ينتمون للجمعية إبداعات الأستاذ الفنان عبد الهادي بلخياط، خصوصا لمن لم يعايشوا هذا الهرم في فترات تألقه". وحول طبيعة تنظيم الجمعية للأنشطة الفنية، يقول نائب الرئيس بلحاج لحسن، بالرغم أنها حديثة العهد، فقد سبق لها أن نظمت مهرجان المعاريف نهاية الشهر الماضي، وقبله مهرجان بمسرح محمد السادس، كما كشف أن هناك برنامجا حافلا في إطار مهرجان نهاية شهر ماي القادم. وكون أن السيد بلحاج أمازيغي، فقد ناقش الأسبوع الماضي فكرة تنظيم مهرجان الأغنية الأمازيغية، وهناك مشروع في هذا الجانب لربط جسور التواصل فيما بين الثقافات من شمال المغرب إلى جنوبه، كالأندلسي والأمازيغي والحساني والجبلي.. وسيتم الاتصال بمختصين بهذا المجال لإبراز الفكرة وبلورتها. وعن المدارس الفنية التي تتبنها الجمعية، أوضحت كوثر لحلو أنها اختارت عدة مدارس طربية، وبالتوازي تفكر في توظيف الأغنية الفرنسية والإسبانية والإيطالية في أنشطتها، وذلك علي أساس إدماجها مع الأغنية المغربية، يقدمها شباب بطريقة جديدة. وأضافت أن الموجة الغنائية الجديدة تستهوي الشباب بمختلف ألوانها الغربي منها و العربي، وبالرغم من ذلك فالطرب الأصيل لا زال حاضرا.. كما أشارت كوثر لحلو إلى أن الجمعية تسعى خلال الأسابيع المقبلة إلى تنظيم كاستينغ للمواهب المغربية الشابة، بهدف اكتشاف أصوات من مستوى رفيع . كما أوضحت محاورتنا أنها ملمة بالأغاني الطربية، وسبق لها أن شاركت في عدة مسابقات، قدمت فيها أغاني لسيدة الطرب العربي أم كلثوم وكذا قطع مغربية أصيلة للمرحوم محمد الحياني، كما أكدت أن للجمعية مطربة صاعدة، موهوبة بنت منطقة قرية الجماعة، تؤدي أغاني طربية رائعة وجد صعبة لأم كلثوم، تدعى هبة، وقد تم اختيارها من بين أجود الأصوات بإحدى المسابقات بلبنان. الفنان جواد بنونة، الذي التحق بالجمعية منذ خمسة أشهر، أوضح أنه استفاد كثيرا من برامجها وتداريبها، حيث أعطته دفعة قوية كمطرب، من خلال إبراز قدراته الفنية، ويرى أن الجمعية سيكون لها مستقبل زاهر بوجود أعضاء أكفاء ولهم دراية بالجانب الفني، وبتجربتهم الكبيرة. أما المطرب محمد أديب فقد أشار إلى أنه دخل عالم الموسيقى بداية الثمانينات وكان يمارس بدار الفنون الكائنة بشارع الروداني بالدار البيضاء، وبعدما صادت الحاج العربي أوبيه بالحاج الحسن، اقترح عليهما الفكرة بخلق جمعية الأصيل للطرب، لخدمة الأغنية المغربية الأصيلة، باعتبار أن لديه إلماما كبيرا بهذا النوع الموسيقي، وغيرته عليه حفزه لتبنيه والدفاع عن كينونته. الفنان التشكيلي كمال بن حدو، عضو بالجمعية أدلى ل"الاتحاد الاشتراكي" بكلمة قصيرة، قال فيها بأن الجمعية تتوفر على عازفين مهرة. ولهم دراية كبيرة بالموسقى، وله الشرف بأن يكون عضوا ضمن أعضائها، لأنها تخدم الفن والطرب الأصيل.