أجرى جلالة الملك محمد السادس، يوم الأربعاء، مباحثات هاتفية مع جون كيري، وزير الخارجية الأمريكي. وذكر بلاغ للديوان الملكي أن هذه المباحثات تمحورت بالخصوص حول قضية الصحراء المغربية. وبهذه المناسبة، يضيف البلاغ، أكد كيري لجلالة الملك أن الموقف الأمريكي لم يتغير، وأنه يندرج في الإطار الذي حدده بشكل مشترك جلالة الملك والرئيس باراك أوباما في نونبر 2013 بواشنطن. وأبرز البلاغ أن وزير الخارجية الأمريكي أوضح لجلالة الملك أيضا، بأن الحوار بين البلدين سيستمر إلى أن يتم التوصل، على هذا الأساس، إلى تسوية نهائية لهذا النزاع الإقليمي. وفي سياق متصل، أكد عضو الكونغرس الأمريكي، كارلوس كوربيلو، أن الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، «لم يعد ميسرا شرعيا للسلام»، عقب تصريحاته وتصرفاته المدانة التي قام بها خلال زيارته الأخيرة للمنطقة. وقال المشرع الأمريكي، في حديث مع وكالة المغرب العربي للأنباء، إننا «نقف إلى جانب صاحب الجلالة الملك محمد السادس والشعب المغربي، ونحن نشعر بخيبة أمل إزاء خرجة بان كي مون بخصوص قضية الصحراء»، لافتا إلى أنه «يتعين على الأمين العام للأمم المتحدة أن يتحلى بالحياد في كل قضية باعتباره وسيطا نزيها للسلام». وتابع أن بان كي مون «لم يعد مؤهلا للعمل على تسوية قضية الصحراء»، مشيرا إلى أن كل الجهود «يتعين أن تنصب على إدانة تصريحات وتصرفات الأمين العام للأمم المتحدة، وقطع الطريق على كل محاولة ترمي إلى المساس بمصالح حليفنا، المملكة المغربية». وفي هذا السياق، ذكر كارلوس كوربيلو بدعم الغالبية الكبرى من الحزبين بالكونغرس الأمريكي ل»حليفنا الكبير، المغرب»، مجددا التأكيد على الدعم القوي للمؤسسة التشريعية الأمريكية، بغرفتيها، ليس فقط لمخطط الحكم الذاتي بالصحراء، تحت السيادة المغربية، بل أيضا لمختلف مجالات الشراكة بين الرباط وواشنطن. وأعرب عن ارتياحه لكون «المغرب حليف استراتيجي للولايات المتحدة منذ القدم»، معتبرا أن الشراكة الاستثنائية بين البلدين تمتد أيضا لتشمل محاربة التطرف الديني وأزمة الهجرة بأوروبا. وفي تقريره التشريعي، جدد الكونغرس بغرفتيه الدعم القوي للحزبين للسياسة الأمريكية، الممتدة على سنوات، والتي ترتكز على ضرورة التوصل إلى حل متفاوض بشأنه لقضية الصحراء، على أساس مخطط الحكم الذاتي، تحت السيادة المغربية، كما حثت المؤسسة التشريعية القطاع الخاص الأمريكي على الاستثمار في الأقاليم الجنوبية. وينص هذا التقرير بوضوح على أن الأموال المخصصة لمساعدة المغرب يتعين أن تكون «متاحة» أيضا لفائدة الأقاليم الجنوبية، مشيرا إلى أن الكونغرس الأمريكي «لا يزال يعبر عن قلقه إزاء عدم التوصل إلى حل لنزاع الصحراء، وإزاء وضعية سكان مخيمات تندوف، جنوب غرب الجزائر» ودعا الكونغرس، في هذا الصدد، «كاتب الدولة الأمريكي (جون كيري) إلى العمل في اتجاه التوصل إلى حل متفاوض بشأنه لهذا النزاع، وذلك تماشيا مع السياسة الأمريكية التي تدعم حلا يرتكز على المخطط المغربي للحكم الذاتي»، مؤكدا أن هذه الجهود الدبلوماسية المكثفة ستقود بطبيعتها نحو «حل واقعي لهذا النزاع الذي طال أمده، وإلى إنهاء مهمة البعثة الأممية المتواجدة منذ أزيد من عقدين من الزمن.» كما دعت المؤسسة التشريعية الإدارة إلى تشجيع القطاع الخاص الأمريكي على الاستثمار في الأقاليم الجنوبية للمملكة. وذكر بأن مخطط الحكم الذاتي بالصحراء، تحت السيادة المغربية، والذي حظي بدعم ثلاث إدارات أمريكية متتالية، ابتداء من إدارة بيل كلينتون إلى إدارة باراك أوباما مرورا بإدارة جورج دبليو بوش، يتمتع أيضا بدعم الكونغرس الأمريكي بغرفتيه. من جهة أخرى جدد برلمان أمريكا الوسطى، يوم الثلاثاء، دعمه لمخطط الحكم الذاتي المقدم من طرف المغرب لتسوية قضية الصحراء المغربية. وقال نائب رئيس برلمان أمريكا الوسطى كارلوس روبيرتو مونتويا، عقب لقاء بالرباط جمع وفدا عن برلمان أمريكا الوسطى مع رئيس المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية خليهن ولد الرشيد «نجدد التأكيد على موقف برلمان أمريكا الوسطى المؤيد لمخطط الحكم الذاتي المقدم من طرف المغرب، كما ندعم جهود المملكة من أجل التوصل إلى حل سلمي لقضية الصحراء». ويعتبر برلمان أمريكا الوسطى، ومقره في مدينة غواتيمالا، منتدى إقليميا يهدف إلى تحقيق الاندماج بين بلدان أمريكا الوسطى. ويتألف من ست دول أعضاء هي السلفادور، وغواتيمالا، والهندوراس، ونيكاراغوا، وبنما، وجمهورية الدومينيكان، بالإضافة إلى بلدان ملاحظة. وكالات