أثارت تصريحات رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران بخصوص أحقية اقتطاع أيام الإضراب، جدلا كبيرا في فضاء العالم الأزرق، إذ شنت التعليقات هجوما على هذه التصريحات التي أقحم فيها بنكيران القرآن الكريم في صراعه مع المركزيات النقابية والطبقة العاملة وعموم الموظفين الذين مارسوا حقهم الدستوري دفاعا عن مطالبهم. ففي شريط مصور جمعه مع إعلامه الحزبي التابع للعدالة والتنمية، بين رئيس الحكومة السياق الذي تم فيه اتخاذ قرار اقتطاع أجور المضربين. ويظهر من هذا التصريح كيف وظف رئيس الحكومة والأمين العام للعدالة والتنمية القرآن الكريم في صراعه مع النقابات لإقناع أعضاء الحكومة المشكّلة من ثلاثة أحزاب أخرى إضافة إلى حزبه ومن وزراء آخرين تكنوقراط بدون انتماءات سياسية. يقول بنكيران بعظمة لسانه إنه ما إن جاء إلى الحكومة حتى تكاثرت الإضرابات سواء في الجماعات المحلية أو التعليم أو قطاع العدل. ويضيف إن المضربين كانوا يشوشون على القضاة «بالضرب على الكصرونات»، قبل أن يخاطب الحكومة بقرار الاقتطاع الذي ادعى انه «مذكور في القرآن » وعلق بنكيران في السياق ذاته، أن الحكومة «تفعفعت»عندما سمع أعضاؤها الأمر. وكشف أن الأمين العام للحكومة إدريس الضحاك والوزير السابق للتشغيل عبد الواحد سهيل كانا مع القرار منذ البداية، في حين عارضه الراحل عبد لله باها. واستشهد رئيس الحكومة حسب تصريحه بالآية الكريمة «والسماء رفعها ووضع الميزان». وحسب تفسيره فإن للميزان كفتين: كفة للأجرة وأخرى للعمل، أي واحدة تقابل أخرى. وبهذا تكون الحكومة والأحزاب المشكّلة لها اتخذت قرارا خطيرا بناء على قراءة خاصة لرئيسها. في حين بدا للبعض أن ما حدث، يشكل فضيحة بكل ما تحمل الكلمة من معنى على اعتبار أن هذا التوظيف مسيء للدين الإسلامي الحنيف، في حين تساءل البعض عن ردود فعل الوزراء الآخرين، خاصة التقدميين والحداثيين، وكيف انساقوا وراء هذا الاستغلال والتوظيف الذي يضرب الدين في العمق، ويحاول بنكيران من خلاله الاستقواء على من يعتبرهم خصومه بدينهم، وتساءل البعض الآخر حول ما إذا كنا أمام اجتماع مسؤول للحكومة أم أن الأمر مرتبط فقط بإحدى الجلسات الخاصة ب «الحضرة»؟؟.