تتراكم الأدلة التي تعضد نظرية مسؤولية عدوى زيكا الفيروسية عن تشوهات المخ لدى المواليد فيما وعدت منظمة الصحة العالمية بطرح مزيد من الحقائق والإجابات في غضون أسابيع لكن التوصل إلى علاقة وثيقة بين الأمرين لا يزال أمرا صعبا يتطلب مزيدا من الوقت. يقول المتخصصون إن تجميع معلومات وأدلة عديدة من أمهات يمكن أن تثبت وجود علاقة محتملة بين الإصابة بالفيروس الذي ينقله البعوض وولادة أطفال يعانون من صغر حجم الرأس لا يزال يستلزم مزيدا من تحري الدقة والصبر. وفي حالة الحصبة الألمانية (روبيلا) مثلا وهي عدوى فيروسية أخرى من المعروف الآن أنها تتسبب في تشوهات خلقية للمواليد- تطلب الأمر الانتظار عشر سنوات قبل حسم هذه العلاقة. يقول انتوني فاوتشي مدير المعهد القومي الأمريكي للحساسية والأمراض المعدية إن توقيت أي استنتاج «يعتمد على مدى التأكيد الذي نبحث عنه». وأضاف «الدليل التأكيدي المطلق سيجيء من الدراسات المعتمدة على بحث الحالات ومثلها يستغرق عادة بضعة أشهر». بدأت العدوى الحالية بزيكا عام 2015 في البرازيل وانتشرت منها إلى أكثر من 20 دولة في الأمريكتين ما اضطر منظمة الصحة العالمية إلى الإعلان عن أن الفيروس والاشتباه بعلاقته بتشوهات المواليد والمشكلات العصبية كلها عوامل تمثل حالة طوارئ عالمية. وأكدت البرازيل رصد أكثر من 500 حالة صغر حجم الرأس خلال الأشهر القليلة الماضية ويرى العلماء أن معظم الحالات مرتبطة بزيكا فيما تتحقق السلطات من 3900 حالة أخرى مشتبه بها. ولا يختلف أيان ماكاي أخصائي علوم الفيروسات بجامعة كوينزلاند بأستراليا مع الرأي القائل بأن البرهنة على العلاقة السببية بين الفيروس وتشوهات المواليد من عدمه «سيستغرق وقتا طويلا».