ابتداء من يومه الأربعاء 24 فبراير الجاري يعرض بالقاعات السينمائية الوطنية الفيلم المغربي " دلاس" للمخرج محمد على المجبود، وهو الفيلم الذي تمكن من الفوز بجائزتي أحسن تمثيل (إناث وذكور لأمال الأطرش لعزيز داداس)، من المهرجان الوطني للفيلم في دورته الأخيرة، وقدم عرضه ما قبل الأول يوم 16 فبراير ب"ميكاراما" الدرالبيضاء بحضور مخرجه وأبطاله. دلاس" أول تجربة سينمائية طويلة لمحمد علي مجبود بعد إخراجه سلسلة من الأعمال التلفزيونية الناجحة (ساعة في الجحيم، ودار الضمانة)، تتمحور أحداثه حول واقع السينما بالمغرب، من خلال تسليط الضوء على المتطفلين من المنتجين، الذين لا هم لهم سوى مصالحهم الشخصية، دون الاهتمام بتطوير السينما. مخرج سينمائي يعيش عطالة مؤقتة، وأزمة مالية خانقة، بسبب غياب منتجين حقيقيين وكتاب سيناريو محترفين، بعد تألقه في سنوات خلت حصل خلالها على جوائز مهمة جعلت منه مخرجا ناجحا في فترة من الفترات. مع اشتداد الأزمة يفتح أحد الأثرياء الباب أمام المخرج "الهواري" الملقب ب"دلاس"، طالبا منه إخراج فيلم يتناول السيرة الذاتية لوالده الراحل. بعد تردد يضطر "دلاس" لقبول العرض، لتحقيق حلمه في العودة إلى الأضواء وإخراج فيلم العمر، ولو مع منتج انتهازي (إدريس الروخ) يسعى إلى تلميع صورته وصنع تاريخ مشرف لوالده الذي اغتنى بطريقة غير مشروعة. مع بداية التصوير تبدأ المشاكل، برفض البطل (عصام بوعلي) وهو فنان عالمي اختاره المنتج لتقمص شخصية والده، تعليمات المخرج، وبعد مشاداة كلامية يموت الممثل ليبدأ مسلسل من التحديات لاستكمال الفيلم ولو بجثة البطل، مستعرضا الاستغلال البشع الذي يتعرض له الممثلون. في جو متوتر يعرض الفيلم الضغط النفسي، الذي يتعرض له المخرج أثناء عمله، كما يسلط الضوء على معاناة المشتغلين بالحقل السينمائي (ممثلين وتقنيين)، أمام تسلط وجهل المنتج الجاهل (مول الشكارة)، الذي لا هم له سوى تلميع صورة عائلته الانتهازية بفيلم سينمائي، في وصف دقيق لمشاكل الإنتاج في غياب صناعة سينمائية حقيقية.