أوقفت الجزائر الخط الجوي الذي يربط بينها وبين طرابلس الليبية، تضييقا للخناق و إمعانا في حصار الشعب الليبي من كل المنافذ، وذلك بدعوى أن هذا الخط يستعمل من طرف مغاربة عبر مطار محمد الخامس بالدارالبيضاء، متهمة إياهم بأنهم يتوجهون إلى ليبيا من أجل الالتحاق بداعش، في الوقت الذي تكذِّب الوقائع هذا الاتهام، إذ أن المغرب ساهم بشكل كبير في إنجاح الحوار الليبي، وضرب شبكات الإرهاب، والمساهمة في حماية محيطه، إضافة إلى أن أوروبا ،نفسها، اعترفت رسميا بدور المغرب الكبير في التعاون من أجل تفكيك الخلايا الإرهابية وإفشال مجموعة من الهجمات ، وذلك راجع للنجاح الأمني المغربي و نجاعته في ترصد الإرهابيين. وفي هدا الإطار، كتبت جريدة الشروق نقلا عن ما أسمتها مصادر رسمية وصفتها ب»الرفيعة» أن قرار تعليق الخط الجوي الذي يربط الجزائربطرابلس «ما هو إلا ترجمة ووجه آخر لبيان وزارة الشؤون الخارجية الصادر يوم السبت الماضي، والذي كشفت فيه عن فحوى اللقاء الذي جمع وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية عبد القادر مساهل، بممثل الدبلوماسية المغربية بالجزائر»، والذي كانت أخبرت من خلاله السفير المغربي بشبهات حول مغاربة يتوجهون إلى ليبيا دون التوفر على وثائق. في حين أن الحقيقة تتجلى في كون ليبيا لا تفرض أي تأشيرة على المغاربة في الوقت الذي يفرض المغرب تأشيرة بسبب الوضع الأمني في ليبيا. وتأتي هذه التطورات الخطرة التي تمنع بمقتضاها المغاربة من دخول التراب الليبي ،في ظل صمت الخارجية المغربية باستثناء تصريح سابق للسفير المغربي بالجزائر، أكد من خلاله أن الخارجية المغربية تتابع القضية . ولم يناقش المجلس الحكومي هذه القضية في آخر اجتماع له الخميس الماضي .. وذكرت الصحيفة بأن تجميد خط الجزائر-طرابلس والذي يعد «إجراء أمنيا بحتا» يأتي بعد ثلاثة أيام من صدور بيان الخارجية الجزائرية الذي أكدت من خلاله «إطلاع السفير المغربي على مسألة التدفق المكثف وغير العادي لمغاربة قادمين من الدارالبيضاء باتجاه ليبيا عبر الجزائر الذي لوحظ خلال الأسابيع الأخيرة»، مضيفة أن مساهل أوضح أن «السياق الأمني الراهن بالغ الحساسية يستدعي التحلي باليقظة «. وفي الشأن الليبي أيضا، قال البيت الأبيض ،إن الرئيس الأميركي باراك أوباما، أصدر توجيهات لمستشاريه في مجال الأمن القومي الخميس الماضي، للتصدي لمحاولات تنظيم داعش للتوسع في ليبيا ودول أخرى. وأضاف البيت الأبيض في بيان «أصدر الرئيس توجيهات لفريق الأمن القومي لمواصلة الجهود لتعزيز الحكومة ودعم الجهود الراهنة لمكافحة الإرهاب في ليبيا والدول الأخرى التي يسعى داعش لتأسيس وجود له فيها». وكان وزير الدفاع الأميركي أشتون كارتر قال في مؤتمر صحفي، «إن تنظيم داعش يقيم مواقع تدريب في ليبيا ،ويستقبل مقاتلين أجانب في أسلوب يماثل ما فعله في العراقوسوريا الأعوام المنصرمة». وتابع «ولا نريد أن نكون على طريق يقودنا لوضع مثل سورياوالعراق. وهذا ما يجعلنا نراقب الأمر عن كثب. هذا ما يجعلنا نطور خيارات لما قد نفعله في المستقبل».وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) بيتر كوك إن الولاياتالمتحدة أرسلت بالفعل «عددا صغيرا من العسكريين» إلى ليبيا لمحاولة «إجراء محادثات مع قوات محلية للحصول على صورة أوضح لما يحدث هناك على وجه التحديد».وقال كوك وفقا لما جاء على الموقع الالكتروني لوزارة الدفاع «نبحث خيارات عسكرية» وكشفت صحيفة المحور إن «الجزائر أبلغت شركاءها الأوربيين والأمريكيين برفضها المشاركة في أي تدخل عسكري مباشر في ليبيا، خصوصا بمشاركة مغربية، على اعتبار أن هذا الأخير بعيد تماما عن ليبيا، ولا تربطه أي حدود جغرافية معها». وأضافت الصحيفة أن المشاركة الجزائرية في هذه الحرب تفتح المجال لعبور طائرات حربية أجنبية وحتى عربية المجال الجوي الجزائري، وهو ما تعتبره السلطات بمثابة خطر حقيقي على أمنها وتعرض البلاد لعمليات جوسسة واسعة.