o تكثر خلال فترة الشتاء على وجه التحديد العديد من الأمراض كالزكامّ، صعوبة التنفس والتهاب الحلق وغيرها، هل من تعريف للحلق في هذا الصدد كمدخل لحوارنا؟ n الحلق هو تجويف أو أنبوب يوجد داخل العنق، وهو ينقل الطعام إلى المريء، ويوصل الهواء إلى الرغامى والحبال الصوتية، ويطلق على الحلق أيضا اسم البلعوم الذي توجد على كلا جانبيه لوزتان، وهما غدتان تقعان في مؤخرة الفم، تعتبران جزءا من الجهاز المناعي، وتساعدان على مقاومة العدوى، واستكمالا لوصف/التعريف فإن هناك «لهاة» تتموضع هي الأخرى في مؤخرة الفم، وهي تتدلّى من منتصف الحنك الرخو، بينما يوجد خلفها ممرّ يصلُ بين الأنف والفم. o ما المقصود بالتهاب الحلق الذي يعرف انتشارا واسعا؟ n يحدث التهاب الحلق عندما يصبح هذا العضو مصدرا للألم والوخز أو يعرف حالة من التهيّج، ويسوء الألم غالبا عند التكلّم أو البلع. وقد يتسبّب التهاب الحلق أيضا في صعوبة البلع، جفاف الحلق، بحّة في الصوت أو صعوبة في الكلام، تورم واحمرار اللوزتين، تورم العقد اللمفية في العنق أو الفك، حدوث رُقَع بيضاء على اللوزتين. ويقع التهاب الحلق غالبا مع أعراض أخرى من قبيل الأوجاع الجسمية، السعال، الحمّى، صداع، غثيان أو قيء، سيلان الأنف، العطاس. o ما هي الأسباب المؤدية إلى هذه الحالة المرضية؟ n تحدث معظم حالات التهاب الحلق بسبب الفيروسات، والتي هي عبارة عن «أحياء» تتسبب في المرض، كما هو الشأن بالنسبة للزكام الشائع والأنفلونزا، بحيث يمكن لهذه الأمراض أن تؤدي إلى التهاب الحلق، بينما باقي الأمراض الفيروسية الشائعة التي يمكن أن تتسبّب بالتهاب الحلق فتتوزع ما بين « الحُماق أو ما يعرف بجدري الماء»، الحصبة، كثرة خلايا «الوحيدات». وقد يحدث التهاب الحلق أحيانا بسبب عدوى جرثوميّة، غير أن ذلك أقل وقوعا، وتتضمن بعض أنواع العدوى الجرثومية التي يمكن أن تتسبب بالتهاب الحلق، الخُنّاق المعروف ب «الديفتريا»، التهاب الحلق بجراثيم «العقديات»، والسعال الديكي. كما يمكن أن يكون لالتهاب الحلق الكثير من الأسباب الأخرى أيضا، ومن بينها حالات الحساسيّة كتلك التي تكون مرتبطة بالوبر، الحيوانات الأليفة، الغبار، أو حبوب الطلع ... وغيرها، إذ يمكن للتنفس في وجود تلك العوامل المُسبّبة للحساسية أن يؤدي إلى التهاب الحلق، كما يمكن لهواء المنزل الجاف أن يتسبب في نفس العلّة، وكذلك الشأن بالنسبة للتنفّس في جوّ جاف، أو التنفّس عبر الفم، الذي قد يؤدي إلى وخز في الحلق والتهابه. وقد يصبح الحلق ملتهبا ومتهيّجا نتيجة للهواء الملوّث، كحالة الضباب الدخاني أو دخان السجائر، أو نتيجة لشرب الكحول أو مَضغ التبغ أو أكل طعام فيه بهارات. ويمكن أن يحدث التهاب الحلق أحيانا بسبب إجهاد العضلات، كحالة الهتاف في مناسبة رياضية، أو بفعل التحدث بصوت مرتفع لمدة زمنية طويلة، كما قد يكون نتيجة لمشاكل طبية معينة كما هو الحال بالنسبة للارتجاع الحمضي، أو بسبب داء فقدان المناعة المكتسبة، أو نتيجة للأورام. o هل من خطوات ذاتية يمكن القيام بها للتعامل مع هذا الوضع؟ n يجب أن نعلم بأن عدوى التهاب الحلق تتواصل لمدة تتراوح ما بين 5 و 10 أيام، وهي لاتكون في حاجة إلى علاج طبي في غالب الأحيان، إذ يكفي اتباع عدّة خطوات ذاتية على مستوى المنزل للتخفيف من حدّة الألم، ومن بينها الخلود للراحة، تجنب الكلام الكثير، وشرب كميات مهمة من المياه والسوائل لترطيب الحلق، ويمكن أن تساعد السوائل الدافئة على تخفيف التهاب الحلق، شأنها في ذلك شأن المثلجات، إلى جانب الحرص على إبقاء الهواء في المنزل نظيفا ورطبا، وتفادي دخان السجائر ومستحضرات التنظيف التي يمكن أن تجعل التهاب الحلق أسوأ. o أليست هناك حالات تتطلب زيارة الطبيب؟ n أغلب حالات التهاب الحلق هي تشفى تلقائيا، لكن هناك بعض الحالات التي تكون نتاجا للإصابة بعدوى جرثومية وهي التي تتطلب علاجا طبيّا، خاصة عندما يتبين غياب أي تحسن في الوضعية الصحية للمريض من خلال اتباع التدابير السالف ذكرها، ومن المفيد التأكيد على أن زيارة الطبيب تعدّ ضرورية عند الأطفال على وجه التحديد، في الحالات التي يكون فيها التهاب الحلق مصحوبا بصعوبة التنفس، ووجود سيلان مفرط في اللعاب، ومشاكل متواصلة في البلع. أما بالنسبة للكبار فيجب عليهم زيارة الطبيب متى تبيّن لهم إصابتهم بالتهاب شديد ومستمر للحلق، وفي الحالات التي يكون الالتهاب مصحوبا بوجود كتلة في العنق، أو وجود دم في اللعاب أو المخاط، أو صعوبة في التنفّس أو البلع، وكذا في حالة الإحساس بالألم في الأذن، وارتفاع درجات الحرارة لما يفوق 38.5 درجة مئوية، وعند ظهور الطفح الجلدي، والإحساس بألم مفصلي، وكذا استمرار بحّة الصوت لأكثر من أسبوعين. (*) طبيب متخصص في جراحة الأنف والأذن والحنجرة