أكد متحدث باسم الشرطة الإندونيسية مقتل سبعة أشخاص وجرح عشرة آخرين من بينهم أجانب في الهجوم الذي نفذه، صباح أمس الخميس، مسلحون بالأسلحة والقنابل بشارع تامرين وسط جاكرتا. وأوضح الجنرال بودي جوناوان، المسؤول بالقيادة العامة للشرطة، في تصريح للصحافة، أن سبعة أشخاص قتلوا، فيما أصيب عشرة آخرون بجروح متفاوتة الخطورة، مشيرا إلى أن خمسة من بين الجرحى هم من أفراد الشرطة والخمسة الآخرين من المدنيين. وبموازاة ذلك، أكدت عدة مصادر بالشرطة الإندونيسية، في تصريحات لوسائل الإعلام المحلية، أن عدد القتلى مؤهل للارتفاع. وأشار الجنرال بودي جوناوان إلى وجود أجانب من بين المصابين دون أن يعطي تفاصيل حول جنسيتهم. وفي سرد للأحداث، أكد بودي جوناوان أن الهجمات نفذتها ثلاث مجموعات، حيث قامت مجموعة برمي قنبلة يدوية في اتجاه مقهى «ستاربكس»، وقامت بعدها مجموعة أخرى بمهاجمة مركز للشرطة، بينما فجر إثنان أنفسهما على مقربة من المركز التجاري «سارينا». وأضاف أن الشرطة وقوات التدخل السريع وفرقة محاربة الإرهاب سيطرت على الوضع، وما تزال تقوم بعمليات تمشيط للمناطق المجاورة في محاولة للقبض على مشاركين محتملين في الهجمات. وتناقلت وسائل الإعلام المحلية أن الشرطة الاندونيسية ألقت القبض على أربعة أشخاص يشتبه في مشاركتهم في الهجمات، وهو الأمر الذي لم تعلن عنه بعد أي من الجهات الرسمية المخولة بذلك. وعرفت كل المناطق الحساسة في جاكرتا حركة أمنية مكثفة، حيث تم إغلاق جل المراكز التجارية ونشر المدرعات وعناصر الشرطة والجيش بالشوارع الرئيسية، فيما لوحظ انخفاض في وتيرة حركة المرور نتيجة الذعر الذي أصاب ساكنة جاكرتا. وأعلن مصدر برئاسة الجمهورية أن الرئيس الإندونيسي دعا إلى عقد اجتماع مع قادة الأمن والجيش والمسؤولين عن الأجهزة الأمنية في البلاد. كما دعا الرئيس الإندونيسي إلى الهدوء وعدم الخوف إثر هجوم نفذه مسلحون بالأسلحة والقنابل في وسط العاصمة. وقال في تصريح للصحافة قبيل مغادرته اقليم سيريبون غرب جزيرة جاوة في طريقه إلى جاكرتا، «يجب ألا نخاف وألا تهزمنا الأعمال الإرهابية». وأضاف أنه طلب من الوزير المكلف بالشؤون السياسية والقانونية والأمنية بتنسيق الجهود لمواجهة الحادث وإلقاء القبض على الجناة والمتعاونين معهم. وكان الرئيس الإندونيسي في زيارة عمل لأقاليم غرب جاوة حين هاجم أشخاص بالأسلحة والقنابل عدة أماكن بشارع تامرين الذي يضم عددا من مقرات الوزارات والادارات العمومية والهيئات الدبلوماسية. ولم تعلن السلطات الإندونيسية عن الجهة المسؤولة عن الهجمات إلا أن رئيس قسم العلاقات العامة بالشرطة، انطوان شارليان، قال إنه يشتبه في تورط التنظيم الإرهابي «داعش» في هذه الهجمات الإرهابية التي تعرضت لها جاكرتا. هذا وقالت وكالة أنباء موالية لتنظيم الدولة الإسلامية إن التنظيم نفذ هجمات في العاصمة الإندونيسية جاكرتا في وقت سابق اليوم الخميس. وقالت وكالة أعماق للأنباء «مقاتلون من الدولة الإسلامية نفذوا صباح اليوم هجوما مسلحا استهدف رعايا أجانب والقوات الأمنية المكلفة بحمايتهم في العاصمة الإندونيسية جاكرتا». وفي وقت سابق قال قائد شرطة جاكرتا تيتو كارنافيان إن تنظيم الدولة الإسلامية هو «قطعا» المسؤول عن الهجوم. وقال للصحفيين إن مقاتلا في الدولة الإسلامية يدعى بحرون نعيم يعتقد أنه في سوريا «كان يخطط لهذا منذ فترة. إنه المسؤول عن الهجوم.» وكانت إندونيسيا قد أعلنت، منذ أواخر شهر دجنبر الماضي، عن رفع درجة التأهب في صفوف الأمن والجيش لمواجهة التهديدات التي أطلقها هذا التنظيم. هذا، وأعلن قائد الشرطة الوطنية في ماليزيا خالد أبو بكر أمس الخميس رفع حالة التأهب الأمني في البلاد إلى أعلى مستوى بعد التفجيرات التي شهدتها العاصمة الإندونيسية (جاكرتا) منذ ساعات وخلفت ثمانية قتلى, حسب حصيلة مؤقتة. وقال أبو بكر - حسبما نقلت شبكة «إيه بي سي نيوز» الأمريكية - إنه تم تشديد الإجراءات الأمنية في الأماكن العامة مثل مراكز التسوق والمناطق السياحية الشهيرة, مشيرا إلى أنه سيتم تطبيق إجراءات احترازية إضافية في المناطق الحدودية لمنع احتمال تسلل عناصر إرهابية إلى داخل البلاد. وكانت السلطات الماليزية قد اعتقلت أكثر من 150 شخصا للاشتباه في صلتهم بتنظيم (داعش) الارهابي على مدى العامين الماضيين, بما في ذلك أشخاص يشتبه أنهم كانوا يخططون لشن هجمات في مناطق استراتيجية من كوالالمبور.