نائب رئيس الكنيست الإسرائيلي يدعو إلى قتل الفلسطينيين البالغين بغزة    شرطي يطلق النار في بن سليمان    اتحاد طنجة يسقط أمام نهضة الزمامرة بثنائية نظيفة ويواصل تراجعه في الترتيب    انتخاب محمد انهناه كاتبا لحزب التقدم والاشتراكية بالحسيمة    المؤتمر الاستثنائي "للهيئة المغربية للمقاولات الصغرى" يجدد الثقة في رشيد الورديغي    صدمة كبرى.. زيدان يعود إلى التدريب ولكن بعيدًا عن ريال مدريد … !    بدء أشغال المؤتمر السابع للبرلمان العربي ورؤساء المجالس والبرلمانات العربية بالقاهرة بمشاركة المغرب    اختيار المغرب ضيف شرف المعرض الدولي للفلاحة بباريس يعكس جودة التعاون الثنائي (وزيرة الفلاحة الفرنسية)    حديقة المغرب الملكية في اليابان: رمز للثقافة والروابط العميقة بين البلدين    ألمانيا.. فوز المحافظين بالانتخابات التشريعية واليمين المتطرف يحقق اختراقا "تاريخيا"    تجار سوق بني مكادة يحتجون بعد حصر خسائرهم إثر الحريق الذي أتى على عشرات المحلات    الملك محمد السادس يهنئ سلطان بروناي دار السلام بمناسبة العيد الوطني لبلاده    نجوم الفن والإعلام يحتفون بالفيلم المغربي 'البطل' في دبي    المغربي أحمد زينون.. "صانع الأمل العربي" في نسختها الخامسة بفضل رسالته الإنسانية المُلهمة    الإمارات تكرم العمل الجمعوي بالمغرب .. وحاكم دبي يشجع "صناعة الأمل"    مصرع فتاتين وإصابة آخرين أحدهما من الحسيمة في حادثة سير بطنجة    إسرائيل تنشر فيديو اغتيال نصر الله    الكاتب بوعلام صنصال يبدأ إضرابًا مفتوحا عن الطعام احتجاجًا على سجنه في الجزائر.. ودعوات للإفراج الفوري عنه    انتخاب خالد الأجباري ضمن المكتب الوطني لنقابة الاتحاد المغربي للشغل    مودريتش وفينيسيوس يقودان ريال مدريد لإسقاط جيرونا    هذه هي تشكيلة الجيش الملكي لمواجهة الرجاء في "الكلاسيكو"    لقاء تواصلي بمدينة تاونات يناقش إكراهات قانون المالية 2025    أمن تمارة يوقف 3 أشخاص متورطين في نشر محتويات عنيفة على الإنترنت    تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس : الجمعية المغربية للصحافة الرياضية تنظم المؤتمر 87 للإتحاد الدولي للصحافة الرياضية    المغرب في الصدارة مغاربيا و ضمن 50 دولة الأكثر تأثيرا في العالم    الاعتماد المفرط على الذكاء الاصطناعي يُهدد القدرات المعرفية للمستخدمين    طنجة تتصدر مقاييس التساقطات المطرية المسلجة خلال يوم واحد.. وهذه توقعات الإثنين    مقاييس الأمطار المسجلة بالمغرب خلال ال 24 ساعة الماضية    المغرب ضمن الدول الأكثر تصديرا إلى أوكرانيا عبر "جمارك أوديسا"    نقابة تدعو للتحقيق في اختلالات معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة    رسالة مفتوحة إلى عبد السلام أحيزون    تقرير.. أزيد من ثلث المغاربة لايستطيعون تناول السمك بشكل يومي    جمال بنصديق يحرز لقب "غلوري 98"    عودة السمك المغربي تُنهي أزمة سبتة وتُنعش الأسواق    حماس تتهم إسرائيل بالتذرع بمراسم تسليم الأسرى "المهينة" لتعطيل الاتفاق    هل الحداثة ملك لأحد؟    مسؤول أمني بلجيكي: المغرب طور خبرة فريدة ومتميزة في مكافحة الإرهاب    لقاء تواصلي بين النقابة الوطنية للصحافة المغربية ووفد صحفي مصري    نجاح كبير لمهرجان ألوان الشرق في نسخته الاولى بتاوريرت    سامية ورضان: حيث يلتقي الجمال بالفكر في عالم الألوان    نزار يعود بأغنية حب جديدة: «نتيا»    متهم بالتهريب وغسيل الأموال.. توقيف فرنسي من أصول جزائرية بالدار البيضاء    فقدان الشهية.. اضطراب خطير وتأثيره على الإدراك العاطفي    الصين تطلق قمرا صناعيا جديدا    رضا بلحيان يظهر لأول مرة مع لاتسيو في الدوري الإيطالي    القوات المسلحة الملكية تساهم في تقييم قدرات الدفاع والأمن بجمهورية إفريقيا الوسطى    القصة الكاملة لخيانة كيليان مبابي لإبراهيم دياز … !    الشاذر سعد سرحان يكتب "دفتر الأسماء" لمشاهير الشعراء بمداد الإباء    المغرب يعود إلى الساعة القانونية    فيروس غامض شبيه ب"كورونا" ينتشر في المغرب ويثير مخاوف المواطنين    في أول ظهور لها بعد سنة من الغياب.. دنيا بطمة تعانق نجلتيها    التخلص من الذباب بالكافيين يجذب اهتمام باحثين يابانيين    رمضان 2025.. كم ساعة سيصوم المغاربة هذا العام؟    على بعد أيام قليلة عن انتهاء الشوط الثاني من الحملة الاستدراكية للتلقيح تراجع نسبي للحصبة وتسجيل 3365 حالة إصابة و 6 وفيات خلال الأسبوع الفارط    اللجنة الملكية للحج تتخذ هذا القرار بخصوص الموسم الجديد    أزيد من 6 ملاين سنتيم.. وزارة الأوقاف تكشف التكلفة الرسمية للحج    الأمير رحيم الحسيني يتولى الإمامة الإسماعيلية الخمسين بعد وفاة والده: ماذا تعرف عن "طائفة الحشاشين" وجذورها؟    التصوف المغربي.. دلالة الرمز والفعل    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الخطاب الغربي حول الإسلام السياسي

عمَلاً بمقولة «الدين يأتي من البحر، والعادات والتقاليد تأتي من الجبل»، يطرح الكاتب والصحفي والمترجم محمد جليد أسئلة من قبيل: كيف تتناول الدراسات الغربية الأكاديمية ضمن مختلف مجالات العلوم الانسانية والاجتماعية، الظواهر الاسلامية، ومنها الحركات الاسلامية؟ وهل استطاعت تجاوز المتن الاستشراقي؟ وهل التزمت بالحياد والموضوعية انسجاما مع مبادئها الأكاديمية؟
يتناول الكتاب ( الخطاب الغربي حول الإسلام السياسي.) بالتحليل، مواقف الغرب (خصوصا الأنكلوساكسوني) داخل أعمالهم البحثية، من الحركات الإسلامية وطبيعة تحركاتها وخطاباتها ومواقفها من عدد من القضايا الخلافية مثل الديمقراطية والعلمانية وحقوق الإنسان ووضع المرأة...
ينقسم العمل إلى أربعة فصول مركزية. يتطرق الفصل الأول لتاريخ الإسلام بعيون الغرب حتى حدود المرحلة الراهنة. بينما يتناول الفصل الثاني، نظرة الغرب لمواقف الحركات الإسلامية من الديقراطية وحقوق الإنسان والعلمانية. وخصص الكاتب محمد جليد فصل الكتاب الثالث لتحليل بعض الدراسات الغربية التي اتخذت من قضايا الهوية والمرأة والعلاقة مع الغرب المسيحي داخل خطاب الحركات الإسلامية، موضوعا لمباحثها.
أما الفصل الرابع والأخير، فقد خصصه الكاتب للآثار والتجليات المتعلقة بالعنف والأمن ضمن خطابات وممارسات الإسلام السياسي من ذات المنظور الغربي السالف الذكر.
وما يميز الكتاب، هو طابعه المنهجي الصارم، والتزامه بالموضوعية والحياد، تاركا فرصة للقارئ لاستخلاص القضايا العامة وموضعتها ضمن سياق الأحداث ليكون لها مضمون فكري وتحليلي ذو قدرة تفسيرية مهمة.
الفصل الأول، تحدث الكاتب فيه عن بدايات الإسلام السياسي من الناحية التاريخية من خلال طرح السؤال التالي: هل شطر الإسلام وحدة البحر الأبيض المتوسط. السؤال الذي يجيب عنه كتاب «البحر الوفي: الثقافات الدينية في البحر الأبيض المتوسط ما بين 1200 و1700»، المنشور عام 2007، وهو كتاب جماعي أُنجز بالإنجليزية، هو: كيف يمكن للباحث أن يدمج الثقافات الدينية باعتبارها جزءا من تاريخ المتوسط خلال العصور الوسطى في دراسة تاريخ الثقافات الدينية بهذه المنطقة؟
يتفق كتاب «البحر الوفي» مع طرح هنري بيرن في نظرته العامة إلى الحوض المتوسطي. ويدرج الكاتب في هذا السياق كتاب «البحر الأبيض المتوسط والعالم المتوسطي خلال عصر فيليب الثاني» لصاحبه المؤرخ الفرنسي الشهير فرناند بروديل الذي اعتبر الدراسات التي تناولت موضوع البحر الأبيض المتوسط، قد نحتْ منحيين:
الأول: الحوض باعتباره مسرحا لتفاعلات واحتكاكات وصراعات بين شعوب مختلفة وكذا ثقافاتها المتنوعة، تجاوزت الخريطة الجغرافية واللغوية والعرقية والدينية والسياسية. ويقوم البحث في هذا المنحى على مسارات التفاعل الحركية، كانتقال البضائع والأفراد والمعرفة المكتوبة والتأثيرات الواعية وغير الواعية التي تمر عبر المراسلات والرحلات والترجمات والحوارات.
المنحى الثاني: يقول بوحدة الحوض التي تجسدت في الإمبراطورية الرومانية التي جعلت منه فضاء جغرافيا مشتركا حقق انتعاشا اجتماعيا واقتصاديا متحركا باستمرار.
والعيب في كلتا المقاربتين هو عدم توفيقهما في دمج العوامل الثقافية والدينية والحضارية، وغياب التفاعل والاحتكاك والصراع بين الأشكال الثقافية والدينية والحضارية التي شكلت عنصر التداخل فيما بينها كثقافات دينية متداخلة ومتعايشة.
إيديولوجيا الرعب الشديد في الإسلام الحركي العالمي:
إن الارهاب الإسلامي المتجسد في تنظيمات معروفة، كتنظيم القاعدة مثلا، قد استطاع زرع الرعب في مناطق عربية قبل أن ينتقل إلى أمريكا والهند وإسبانيا. ويميز الكاتب بين إرهاب الدولة وإرهاب التنظيمات. فالاختلاف بينهما في كون إرهاب الدولة له مسوغات وأكثر تنظيما ولا يتعرض للنقد من المجتمع الدولي عموما، بينما إرهاب التنظيمات أو الأشخاص أو الجماعات، يلقى مقاومة باعتباره خطيرا ويمس السكان المدنيين الأبرياء.
وفي ذات السياق، يرى الباحث (مغناد ديساي) أن الإرهاب الجديد، يمتص تعاليمه من القرآن الكريم أثناء تنفيذ ضرباته ضد الصليبيين، مما يجعله حربا جهادية. بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 ، بدأ الغرب يطرح أسئلة مقلقة حول الإسلام وطبيعة الحركات الإسلامية، وإمكانية التسامح مع هذا التشدد الذي يطبع كذلك المسيحية والهندوسية واليهودية.
يميز (ديساي) بين الإسلام كدين وممارسة، والإسلام الحركي كإيديولوجيا تستطيع تغذية الإرهاب وجعله ثقافة حربية بامتياز. فهو بهذا المعنى، لا يختلف عن الإيديولوجيات الأخرى كالشيوعية مثلا.
الإسلام الحركي ينتقد منظومة الأخلاق السائدة، ويسعى لنمط حياتي فردي، وتنظيم اجتماعي تدعمه أحزاب سياسية إسلامية تضع الوصول الى السلطة السياسية هدفا لها، معتمدة في ذلك على وسائط الاتصال الحديثة لنشر تعاليم الدعوة التي تضع نمط الأخلاق الإسلامية غاية تأثيرها على المتلقين المفترضين.
إن بن لادن كرائد في مجال الإرهاب الدولي، قد سعى لبناء حركة سياسية عالمية تعتمد التبرير الديني الذي يجعل العدو أكبر من حزب أو حكومة بعينها، وإنما أصبح العدو أكبر بكثير. وبالتالي فالنزال سيكون ضد قوى عالمية منظمة عسكريا. لقد انتقل بن لادن من محاربة السوفييت في أفغانستان، إلى زعيم عسكري يقود حرب العصابات ضد الغرب الكافر. فالإسلام الحركي كما جسده بن لادن، يختلف عن تجليات الإسلام السياسي الذي تقوده أحزاب من العدالة والتنمية في تركيا، وحركات التحرر والمقاومة كما هو الحال في فلسطين ولبنان.
أين الخلل؟ الأثر الغربي وردُّ الشرق الأوسط.
ضمن منشورات أكسفورد 2002، نشر المؤرخ الأمريكي ذو الأصول اليهودية برنارد لويس كتاب «أين مكمن الخلل؟ الأثر الغربي ورد الشرق الأوسط». يبرر فيه حالة الاختناق بين الغرب والعالم الإسلامي. يرى الكاتب أن العالم الإسلامي ظل يتصدر واجهة الأحداث العالمية حضارة ومنجزا إنسانيا منسجما مع الحضارة الإنسانية. فالمسلمون قد أدركوا وجود وجود مجتمعات أخرى استطاعوا إخضاعها لحكم الإسلام، في حين ظل المسيحيون الخطر الحقيقي والمنافس الشرس للإسلام. وهذا ما حصل فعليا خلال العصور الوسطى حين تم طرد المسلمين من الأندلس عام 1492.
ينتقل برنارد لويس لمقاربة ثالوث المرأة والعلم والثقافة. فيقارن بين شخصية المرأة العربية ونظيرتها الغربية انطلاقا من منظور الديانتين «الإسلامية/المسيحية». فيرى أن موقف المسلمين من مكانة المرأة داخل المجتمع يختلف عن موقفهم من استغلال العلوم والتكنولوجيات الغربية. فالحاجة إلى ردم الفوارق تتطلب انكبابا على العلم والمعرفة. فمن كانوا تلامذة المسلمين بالأمس، أضحوا أساتيذ المسلمين/التلاميذ الكسالى. وفي الجانب الثقافي، ساعدت وسائل الاتصال في نشر الأثر الثقافي الغربي داخل البلاد الإسلامية، خصوصا مع ظهور الصحافة والمطبعة قبل قرنين تقريبا.
الفصل الثاني: الإسلام السياسي والعلمانية والديمقراطية.
الدين والدولة: المقاربة الإسلامية للسياسة.
ظلت السياسة في العالم الاسلامي ملتبسة وغامضة في كثير من الشروحات الإسلامية التي صاغها السلاطين والساسة والفقهاء العرب والأتراك والفرس والمسلمون على امتداد قرون. لكنهم رغم ذلك مارسوها للوصول لمجتمع سياسي مثال. اعتمدوا في ذلك على تأويل ثنائيات من قبيل «الدين/الدنيا- السلطة الدينية/ السلطة السياسية»... في هذا الصدد، يرى الباحث الأمريكي كارل براون في مقدمة كتابه (الدين والدولة: المقاربة الإسلامية للسياسة.) أن تصور المسلمين ينطلق من مفهوم القدر باعتباره متدخلا في تغيير مسارات الإنسانية كيفما كانت دوافعها الرامية لبناء الإنسان. هذه النظرة تخلخلت ظاهريا مع المطالبة بتكييف السياسة والإدارة مع مقتضيات الإسلام، مما جعل كثيرا من الدول الإسلامية تطابق دساتيرها ومواثيقها بمضامين التشريع الإسلامي. غير أن الحركات الإسلامية الجديدة (يقول براون)، أرادت في كثير من المناسبات استئصال الوجود الغربي وهيمنته، داخل الدول الإسلامية بكل الطرق. هذه الرغبة التي أدت في السنوات الأخيرة وحتى الآن، في أحداث إرهابية تعدت النطاق الجغرافي الإسلامي إلى مدن عملاقة كباريس ونيويورك ولندن ومدريد...
يجيب بروان عن طبيعة العلاقة بين الدين والإسلام بالقول بالنظرة الراديكالية الإسلامية التي تعتبر الإسلام دينا صالحا لكل زمان ومكان، ومؤسسا على وحدة المجتمع عكس المجتمعات المسيحية.
لقد أرست الحركات الإسلامية منظورا دشنه آية الله الخميني وغيره، واعتُبر ردة على الخطاب العلماني الذي دعا إليه كمال أتاتورك وبورقيبة وعبد الناصروغيرهم. لقد كانت مقالة الخميني حول (الحكومة الإسلامية) مثار اهتمامهم. وفي كتاب (كشف الأسرار) يؤكد الخميني على مفهوم حاكمية الله كقانون أعلى وشامل، يقدم الإجابات عن كل القضايا ويحل كل المشكلات. ولابد من وجود الفقيه داخل دواليب الحكم باعتباره قادرا على انتخاب الرئيس العادل الذي لا يخالف شرع الله.
الإسلام السياسي والتوجه العلماني الجديد:
يرى غراهام فولر في كتابه (مستقبل الإسلام السياسي)، إن الإسلاميين يؤسسون فضاء إسلاميا يقوم على الفصل بين فضاءات المجتمع، وأجهزة الدولة. حيث يمثل هذا الفضاء شكلا من أشكال المجتمع الذي يزدهر خارج رقابة الدولة. فهو بهذا المعنى، مشروع إسلامي علماني. فالدولة لا تستطيع إغلاق المساجد التي تعتبر فضاء لأنشطة الإسلاميين، خصوصا في المناطق التي تعاني الهشاشة. حيث تقوم على تقديم خدمات اجتماعية خيرية تسبق رسالتها السياسية (الانتخابية ) التي تستقطب كثيرا من الفئات داخل المدن، خصوصا أولئك الذين هُمشوا أو تضرروا من أسلوب النخب السياسية والاقتصادية. فالإسلام السياسي حسب فولر، يتشكل من فاعلين جدد يتخذون من ثقافة الحضارة الإسلامية وتقاليدها قاعدة متينة للحفاظ على المساندة الشعبية الواسعة.
تحديات الإسلام بعد أحداث 11 سبتمبر.
قبل 11 سبتمبر، كان الإسلام كدين مدني، مدعوما من جمعيات كثيرة في أمريكا، غايتها تبرير مكانة الإسلام داخل النسيج الثقافي والسياسي الأمريكي. غير أن انخراط الإسلام في السياسة، جعله في مواجهة و صراع مع التنظيمات اليهودية الداعمة لإسرائيل. لكن أحداث 11 سبتمبر، قلصت من هذا النشاط الإسلامي، نتيجة صمت الزعماء المسلمين وتعثر مواقفهم عموما.
الحركات الإسلامية عموما حسب فولر، كانت في رغبة بلوغها سدة الحكم، تعي أن الديمقراطية هي السبيل لإنتاج خطاب سياسي يؤثر في الجماهير. حصل ذلك بعد غياب التنظيمات الإسلامية عن المشاركة في السيرورات الدمقراطية داخل بلدانها. وأمام هذا الوضع، أصبح الإسلاميون أقوى دعاة للديمقراطية لأنهم أول ضحاياها باعتبارهم معارضين للأنظمة الحاكمة. وبذلك أصبحوا يطالبون بدمقرطة العملية السياسية، حتى إذا دخلوها، عارضوها كما حدث في البرلمان الكويتي حيث عارض الإسلاميون مشاركة النساء في العمل السياسي بعدما التحقوا بالبرلمان. كما أوقف الإسلاميون في السودان باقي الأحزاب السياسية بعد سيطرتهم على دوليب الحكم إثر انقلاب سياسي.
بالنسبة لحقوق الإنسان، يشير فولر إلى أن الإسلاميين بعدما راحوا ضحية الحقوق، أصبحوا يعترفون بأهمية حقوق الإنسان، والدعوة لتطبيقها واستغلالها بتأسيس مؤسسات المجتمع المدني التي غالبا ما تتخذ طابعا دينيا جاء نتيجة نقاشهم حول الفضاء المقدس مقابل الفضاء العلماني.
الفصل الثالث:
قضايا الهوية في الإسلام السياسي: يعتبر فولر الإسلام مصدر هوية المسلمين في العالم أجمع. لكن الحركات الإسلامية السياسية تسعى لإنتاج هوية إسلامية موحدة تسبق أحيانا الهوية الوطنية. وهذه الهوية التي تتعدى الحدود لتبشر بالأمة المثالية، تظل مضامينها الدلالية غامضة وملتبسة. فالأمة مقابل الوطن، والكيانات الإقليمية هي السبيل لردم الحدود التي وضعها المستعمر المسيحي.
الفصل الرابع:
الإسلام السياسي: العنف والأمن:
خلال هذا الفصل نجد دراسة أنجزتها البريطانية بيفرلي ميلتون إدواردز، المتخصصة في الإسلام السياسي وقضايا الإرهاب، وقدمتها داخل كتاب: «الإسلام والعنف في العصر الحديث». فهناك صورة الإرهابي التي التصقت بالإنسان المسلم بعد أحداث11 سبتمبر، وكذا التمثلات الأخرى الرائجة في الغرب عن الإسلام بصفة عامة. كما يتطرق الكتاب للأسباب الكامنة وراء هذه الصورة والكتابات التي تناولت ظاهرة الإرهاب الاسلامي.
الأصولية الاسلامية والإرهاب في أوروبا:
يضم الاتحاد الأوروبي مئات من الإسلاميين الأصوليين، حيث يشكل المغاربيون أغلبيتهم. ففي دراسة قدمها مايكل لاسكيي الباحث بجامعة بار إيلان الإسرائيلية، تحت عنوان «الأصولية الإسلامية في الاتحاد الأوروبي»، يعتبر مشاعر الإحباط المتنقلة عبر الأجيال عند المسلمين القاطنين بأوروبا، تختلف درجاتها. فأبناء الجاليات الذين ولدوا بالمهجر يعانون من العنصرية والإقصاء، خصوصا بفرنسا. فقد حرموا من القيم الإنسانية الليبرالية، ما أدى بهم إلى معارضتها وتبني مختلف أشكال التطرف والتشدد الديني، خصوصا درجة الاختناق الناتجة عن التضييق والإقصاء السياسي، والمحاصرة التي أدت إلى تشكيل الأصولية الإسلامية التي تلقى دعما من جامعة العالم الإسلامي بالسعودية. ونجد الشباب منخرطين، حسب لاسكيي، في اتحاد شباب المسلمين في فرنسا الراغبين في الانخراط في العمل السياسي الذي تأثر بالخطاب الإيديولوجي المتطرف لحسن البنا، رغم احترام هذا الخطاب لمبادئ الجمهورية الخامسة. ويقسم الباحث لاسكيي توجهات الحركات الإسلامية بفرنسا خصوصا، إلى أربع تيارات: 1) جماعة التبليغ، 2) التيار السلفي، 3) التيار الجهادي، 4) جماعة التكفير والهجرة المحظورة.
الفصل الخامس:
الإسلام الحركي معضلة العالم الإسلامي:
نجد في هذا الفصل مؤلفا ل «بيتر ديمانت» الباحث بجامعة ساو باولو بعنوان: (الإسلام في مقابل الإسلام الحركي) الذي يضم ثلاثة أجزاء تدرس الإسلام في واقعه الزمني: «الأمس- اليوم- الغد». الجزء الأول يتناول أصول الإسلام وتاريخه وموقعه في الزمكان وعلاقته مع الآخر وحضارته... غير أن ما يهم الكاتب هنا هو الجزء الذي يركز على واقع الإسلام اليوم وتصوره لما سيكون عليه غدا. كما يسعى المؤلف بيتر ديمانت لتوضيح الخلط بين مفهومي الإسلام والإسلام الحركي. فالأول يشير حسب بيتر، إلى الدين ومنظومة الثقافة التي أنتجها، بينما يحيل المفهوم الثاني (الاسلام السياسي/ الحركي) على الحركة الدينية الراديكالية للإسلام السياسي.
هل سرق الإسلاميون ثورات الربيع العربي؟
يستدل الأستاذ محمد جليد للإجابة عن هذا السؤال، بكتاب «بعد الربيع العربي: كيف اختطف الإسلاميون ثورات الشرق الأوسط؟» للصحفي البريطاني جون برادلي. الصادر عام 2012 . ويسلط فيه الضوء على ما يحدث في تونس وليبيا واليمن وسوريا وغيرها، ويقدم تحليلا معمقا حول ما أسماه ب «الانتشار المأساوي للإيديولجيا الوهابية».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.