في سابقة فريدة من نوعها في محاربة العمل النقابي وتبخسيه، أعطى النائب الإقليمي لنيابة سيدي بنور، مؤخرا، أوامره الصارمة لبعض الموظفين (المغلوبين على أمرهم منهم من قضى زمانه و أحيل على التقاعد ويمارس مهام إدارية بمكتب الضبط!) بمنع الكاتب الإقليمي للنقابة الوطنية للتعليم العضو في الفدرالية الديمقراطية للشغل، من سحب البريد والوثائق المتعلقة بالنقابة الموجودة بمكاتب النيابة.. علما أن الكاتب الإقليمي، بالإضافة إلى كونه يشغل مهمة مسير المصالح الاقتصادية بالثانوية التأهيلية أولاد عمران والثانوية الإعدادية الزيتونة، فإنه أيضا يعد المسؤول الأول عن تدبير شؤون النقابة بالإقليم وأنه المخاطب الرسمي للمسؤول الإقليمي بالنيابة ومن حقه سحب كل المذكرات والوثائق المتعلقة بالنقابة من الرفوف التي تخصصها مصالح النيابة للنقابات، وليس لأي أحد -مهما كان موقعه ومكانته في الإقليم- الحق في مصادرة والدوس على الحقوق والمكتسبات التي تحققت بفضل نضالات الشغيلة التعليمية والعمل النقابي الجاد والمسؤول، لكن يتبين من خلال السلوك «الشاذ» للمسؤول الأول بالنيابة أن هذا الأخير سلك أسلوبا انتقاميا لثني المسؤولين النقابيين الجادين من الدفاع عن مصالح شغيلة القطاع بكل مصداقية وشفافية، وأنه اعتبر أن المرفق العمومي يعد ضيعة خاصة به يتصرف فيها كيفما شاء، ولما لا وقد تحولت بعض المؤسسات التعليمية في عهده إلى ضيعات فلاحية ومحلات تجارية؟! كما يبدو من خلال هذا التصرف أن المسؤول الإقليمي انزعج -وبشكل كبير- من التعاطي الجاد والمسؤول مع قضايا رجال ونساء التعليم التي طرحها المكتب الإقليمي في لقائه الأخير مع المسؤول الإقليمي للتربية والتكوين المهني، وهو ما يؤكد، بالملموس، أن هذا الأخير يعيش زمنا خارج الزمن السياسي الذي تعيشه البلاد بعد دستور ،2011 ونسي ما خصصه هذا الدستور من دور أساسي للنقابات في التأطير والتكوين والمشاركة في تدبير شؤون القطاع. لكن بعض المسؤولين ومن ضمنهم نائب التربية والتكوين بسيدي بنور يسيرون في الاتجاه المعاكس ويسبحون ضد التيار مستعملين الشطط في السلطة من أجل تركيع وتبخيس العمل النقابي الجاد والمسؤول، ضاربين عرض الحائط مبدأ التشارك والإنصات للفرقاء الاجتماعيين لحل مشاكل منظومة التربية والتكوين. وبهذا السلوك غير المسؤول والممارسة غير المحسوبة العواقب يريد تأجيج الوضع التعليمي بالإقليم ويدفع في اتجاه نسج الأباطيل وخلق البلبلة والتشويش على العمل النقابي المتميز للتغطية على ما يعيشه قطاع التعليم على المستوى الإقليمي من اختلالات وتجاوزات سبق للمكتب الإقليمي للنقابة المذكورة أن أثارها مع النائب الإقليمي، وراسل في شأنها وزير التربية والوطنية ومدير الأكاديمية وعامل الإقليم، مما يتطلب من الجهات المسوؤلة والمعنية والوصية على القطاع محليا وجهويا ومركزيا التدخل لوضع حد لهذه التصرفات غير المسؤولة التي لن تزيد الوضع التعليمي إلا احتقانا، مما ستكون له آثار سلبية على التحصيل والدراسة بالإقليم بفعل الممارسات اللامسؤولة للنائب الإقليمي بسيدي بنور.