رفض الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) يوم الثلاثاء السماح لرئيس الاتحاد الاوروبي للعبة الموقوف، الفرنسي ميشال بلاتيني، باللجوء مباشرة الى محكمة التحكيم الرياضي لاستئناف عقوبة إيقافه 8 أعوام من طرف لجنة الأخلاق في الفيفا. وندد بلاتيني بقرار الفيفا وأعلن محاموه في بيان "بحرمانه من طرف الفيفا للجوء مباشرة إلى محكمة التحكيم الرياضي وكذلك من استئناف العقوبة (فورا، أمام لجنة الاستئناف التابعة للفيفا) بسبب غياب أسباب الحكم (المقررة في الأيام ال 15 الأولى من يناير المقبل)، فان بلاتيني ومحاميه ينددون بعرقلة إجراءاته بهدف منعه من الترشح للانتخابات الرئاسية". وبمجرد حصوله على أسباب الحكم الذي اتخذته بحقه لجنة الأخلاق في الفيفا، يتعين على بلاتيني التقدم باستئناف أمام لجنة الاستئناف في الفيفا، وانتظار حكم الأخيرة ومن ثم اللجوء إلى محكمة التحكيم الرياضي. ويحتاج بلاتيني إلى موافقة الاتحاد الدولي من أجل اللجوء مباشرة إلى محكمة التحكيم الرياضي. وكانت هيئة القضاء الداخلي للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) أوقفت يوم الاثنين الرئيس المستقيل السويسري جوزيف بلاتر ورئيس الاتحاد الاوروبي بلاتيني ثمانية أعوام عن ممارسة أي نشاط مرتبط بهذه الرياضة في قضية مرتبطة بدفع مبلغ مثير للجدل قدره 1.8 مليون يورو. وبات القائد السابق للمنتخب الفرنسي في صراع مع الزمن، في ظل رغبته التقدم بترشيحه لرئاسة الفيفا المقررة في 26 فبراير المقبل, كون المرشحين يملكون مهلة قصوى حتى 26 يناير المقبل للترشح رسميا. وكان صاحب الكرة الذهبية 3 مرات أكد في حديث حصري لوكالة فرانس برس أن "ما يزعجني هو أنه ليس لدي يقين بخصوص الروزنامة المقبلة. المسألة هي: + ما هو البرنامج لمحاولة الخروج من هذا الفخ؟+". وأضاف "الأمر الآن بيد الفيفا لشرح كيف أن رفض الطعن المباشر لدى محكمة التحكيم الرياضي، وكذلك التأخير الذي لا يطاق عن (الحكم)، يتوافقان مع روزنامة الانتخابات الرئاسية". وقال بلاتيني في بيان أن (فيفا) أبلغته الثلاثاء برفضها الطلب الذي قدمه في السادس عشر من الشهر الحالي. وأبلغت لجنة القيم بلاتيني الثلاثاء أيضا بأنها لن تخبره بأسباب عقوبته حتى النصف الأول من يناير، دون تحديد تاريخ معين. ولا يمكن لبلاتيني الطعن على قرار إيقافه حتى إبلاغه بأسبابه، وهو الأمر الذي يراه غير مناسب مع جدول انتخابات رئاسة الفيفا. وأدان الفرنسي بهذه الطريقة وجود "عملية تخريب" لعملية ترشحه بعد منعه من الطعن مباشرة أمام محكمة التحكيم الرياضي أو استئناف العقوبة الموقعة عليه في 18 دجنبر. وقال بلاتيني في تعلقي على قرار لجنة الأخلاق: "لقد بدأت المباراة الحقيقية"، مضيفا: "أنا أقاتل ضد هذا الظلم، من محكمة إلى محكمة. لكن في هذا الوقت تم تلطيخ اسمي في الصحف. مهما يحصل فقد تشوهت صورتي، لقد وضعوني في نفس الحقيبة مع بلاتر". وأسقط القضاء الداخلي للفيفا تهم الفساد عن بلاتر رئيس الفيفا منذ 1998 وبلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم منذ 2007 لكنه اتهمهما ب"تضارب المصالح" و"سوء الإدارة". وهذه القضية تتعلق بعملية "دفع غير شرعي" من قبل بلاتر إلى بلاتيني في 2011 من دون أي عقد خطي لهذا المبلغ لقاء عمل قام به الفرنسي لمصلحة الفيفا بين 1999 و2002. وأضاف بلاتيني: "أعضاء لجنة الأخلاقيات تورطوا في عرقلة ترشحي لنتخابات رئاسة فيفا، وفي المتاجرة بدلا من الأخلاقيات. ليسوا أخلاقيين بل مثيرين للشفقة". وعن عدم اتهامه بالفساد من قبل اللجنة، قال بلاتيني: "سعيد أيضا! الفساد غائب في هذه الحالة. أبدأ من فرضية أن الحقيقة ستظهر وسيتم الاعتراف ببراءتي". ويملك بلاتر وبلاتيني اللذان كانا حتى الآن أقوى مسؤولين في عالم كرة القدم، فرصة الاستئناف أمام الفيفا، ثم بعد ذلك أمام محكمة التحكيم الرياضي. بيد أن ضيق الوقت في حسم القضية نهائيا قد يحرم بلاتيني من الترشح لرئاسة الفيفا في 26 فبراير المقبل. وأعلن بلاتر وبلاتيني أنهما سيلجأن إلى محكمة التحكيم الرياضي. وأوقفت لجنة الأخلاق المستقلة بلاتيني وبلاتر في السابع من أكتوبر الماضي عن ممارسة جميع الأنشطة الكروية لمدة 90 يوما، أي حتى الخامس من يناير 2016 في إطار القضية نفسها. وعواقب الحكم قاسية على بلاتيني أكثر منها على بلاتر. فالرئيس الحالي للفيفا لم يكن يأمل سوى في البقاء على رأسها حتى الانتخابات الرئاسية المقبلة، بينما يطمح بلاتيني إلى منصب الرئيس. في ظل إيقاف بلاتيني، سيكون التنافس مفتوحا على مصراعيه في انتخابات 26 فبراير المقبل بين نائب رئيس فيفا السابق، الأمير الأردني علي بن الحسين ورئيس الاتحاد الآسيوي الشيخ البحريني سلمان بن إبراهيم وأمين عام الاتحاد الأوروبي جياني إينفانتينو ورجل الأعمال الجنوب إفريقي طوكيو سيكسويل والمساعد السابق لأمين عام فيفا الفرنسي جيروم شامبانيي.