احتفالا باليوم العالمي للجبال الذي اختير له هذه السنة شعار «الترويج لمنتجات الجبال من أجل سبل عيش أفضل»، نظمت عمالة إقليمبركان بتعاون مع المجلس الإقليمي والمجلس الإقليمي للسياحة ببركان، لقاء تحسيسيا صباح الثلاثاء 15 دجنبر الجاري، احتضنه مركز الأعمال الاجتماعية لموظفي المندوبية السامية للمياه والغابات، بالجماعة القروية لتافوغالت. وقد تم خلال هذا اللقاء تسليط الضوء على الأهمية الإيكولوجية والبيولوجية لسلسلة جبال بني يزناسن التي تمتد على مساحة 8300 هكتار، وذلك للمساهمة في الترويج للمنتوج السياحي بإقليمبركان ومواكبة الجهود الرامية إلى إنعاش السياحة الجبلية البيئية، انطلاقا من مشروع تنمية المناطق الخلفية المضمنة في البرنامج التعاقدي الجهوي للتنمية السياحية بجهة الشرق. وتم خلال هذا اللقاء تقديم مجموعة من العروض والمداخلات، حيث قدم ممثل عمالة بركان البرنامج الوطني للسياسة الطبيعية، واستعرض مضمون اتفاقية 29 شتنبر 2014 حول تفعيل برنامج التنمية المندمجة للسياحة القروية والطبيعية، والذي خصصت لإنجازه ميزانية مهمة في حدود 2340 مليون درهم، 232 مليون درهم منها مخصصة لجهة الشرق وحدها، وذلك من أجل تحقيق مجموعة من المشاريع أهمها تهيئة المسالك السياحية، التنشيط السياحي، الإيواء، تثمين المنتجات المحلية، المواكبة والمرافقة التقنية. كما قدم ممثل وكالة الحوض لملوية عرضا حول موضوع «مصادر المياه رافعة للتنمية المستدامة في المناطق الجبلية»، فيما قدم ممثل المديرية الإقليمية للمياه والغابات ومحاربة التصحر عرضا حول «الجبال والتنمية المستدامة»، زيادة على عرض حول موضوع «الإنسان و تثمين الموارد الطبيعية بجبال بني يزناسن». وموازاة مع ذلك تم تنظيم مسابقة في رياضة المشي عبر مسلك «اولاد الحافي» على امتداد 11 كلم شارك فيها عدد من المواطنين (نساء ورجال) من مختلف الأعمار وبمشاركة جمعية المشائين للمحافظة على التراث الجبلي، ثم عبر مسلك أونوت على امتداد 6 كلم وشارك فيها المكفوفون وهي المبادرة الأولى من نوعها على الصعيد الوطني. وجدير بالذكر أن سلسلة جبال بني يزناسن تتميز بتنوع بيولوجي وإيكولوجي، وبغطاء غابوي غني يمتد على مساحة 148 ألف هكتار، وبمغاراتها كمغارة الجمل التي تعتبر موقعا تاريخيا وأركيولوجيا فريدا من نوعه ، ومغارة الحمام التي تؤرخ للإنسان القديم حيث اكتشفت بها أقدم قطع حلي في التاريخ، زيادة على توفرها على ثروات مائية مهمة بوادي زكزل وعدد من العيون المتفجرة وثروات نباتية وحيوانية، حيث تحتوي منطقة تافوغالت، التي يعول عليها إقليمبركان لضمان الإقلاع السياحي، لوحدها على ثروة نباتية تتكون من 38 نوعا محليا و16 نوعا نادرا وثلاثة أصناف مهددة بالانقراض، وثروة حيوانية تضم 41 صنفا محليا و46 صنفا نادرا و20 صنفا مهددا بالانقراض.