دافع السويسري جوزف بلاتر، الرئيس المستقيل للاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، عن براءته أمام قضاة لجنة الأخلاقيات، الذين استمعوا إليه يوم الخميس في مقر السلطة الكروية العليا في زيوريخ، وذلك في وقت أعلنت فيه السلطات السويسرية عن تجميد حسابات بملايين الدولارات لعلاقتها بالفساد، الذي يغرق كرة القدم العالمية. ووصل بلاتر، الذي يواجه احتمال إيقافه لفترة طويلة بصحبة رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم الفرنسي ميشال بلاتيني، إلى مقر فيفا ثم غادر منه بالطريقة ذاتها بسيارة مرسيدس سوداء اللون برفقة أحد مستشاريه، المحامي السويسري لورنز أرني، دون أن يدلي بأي تصريح كما حال الأخير، إلا أن محاميه الآخر الأميركي ريتشارد كولن أصدر لاحقا بيانا قال فيه بأن "الرئيس بلاتر يتطلع بفارغ الصبر لقرار في مصلحته لأن الدليل يفرض ذلك". وواصل البيان: "الدليل يظهر بأن الرئيس بلاتر تصرف بشكل صحيح، ولم يخالف بشكل مؤكد قانون الاخلاقيات في فيفا. يجب إغلاق التحقيق ورفع عقوبة الإيقاف". وقبل جلسة الاستماع، كتب بلاتر رسالة إلى أعضاء فيفا ال 209 وصف فيها محققي لجنة الأخلاقيات ب "محاكم التفتيش". وفي ما كان بلاتر يدلي بأقواله أمام لجنة الأخلاقيات، خرج الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بموقف "متقدم" حيال السويسري، حيث اعتبر بأن الأخير يستحق أن يمنح جائزة نوبل للسلام. وقال بوتين، الذي تستضيف بلاده مونديال 2018، في مؤتمره الصحافي السنوي "إنه شخص محترم يستحق أن يمنح جائزة نوبل للسلام". وأضاف الرئيس الروسي "جوزيف بلاتر قام بعمل مهم في كرة القدم العالمية. مساهمته في المجال الانساني كبيرة جدا. إنه الشخص الذي يستحق أن يمنح جائزة نوبل للسلام". وأضاف بوتين في استعراض للأزمة التي يعاني منها الفيفا منذ مطلع العام الحالي، "استخدم بلاتر دائما أو حاول استخدام كرة القدم من أجل تعزيز الصداقة بين الشعوب"، معتبرا "بالتأكيد، هناك دسائس" من قبل الغربيين. وشدد على أنه "لا يحق لأي دولة أن توسع قوانينها إلى حكومات أخرى أو حتى منظمات دولية"، في إشارة إلى توقيف عدد من المسؤولين السابقين والحاليين في الفيفا في سويسرا بناء على طلب القضاء الاميركي. وتابع "إذ كانت هناك عناصر فساد في الفيفا فيجب أن يتم اثباتها من خلال تحقيق" لم تنشر نتائجه حتى الآن. وبلاتر موقوف راهنا لتسعين يوما حتى 5 يناير المقبل، ويتم الاستماع إليه بشأن دفعة مثيرة للجدل بقيمة 8، 1 مليون يورو إلى بلاتيني (الموقوف بدوره بنفس المدة) عام 2011 لعمل استشاري قام به رئيس الاتحاد الأوروبي بين 1999 و2002. ويتعين على بلاتر أيضا شرح عقد بيع حقوق تلفزيونية اعتبر غير منصف لفيفا منحه للترينيدادي جاك وارنر لمونديالي 2010 و2014. ومن المتوقع ان تصدر لجنة الأخلاقيات حكمها الاثنين المقبل في حق كل من بلاتر وبلاتيني، وهناك إمكانية بعدها للاحتكام إلى لجنة الاستئناف في فيفا ثم محكمة التحكيم الرياضي من أجل الطعن بالحكم، الذي سيشكل على الأرجح ضربة إضافية أخرى لكرة القدم العالمية، التي تعيش أحلك أيامها بسبب الفساد الذي دفع ببلاتر إلى التخلي عن ولايته الخامسة، لكنه بقي في منصبه (قبل الإيقاف) حتى إجراء انتخابات جديدة في فبراير المقبل. وبعد عام من الأزمات المتلاحقة التي لم تشهدها كرة القدم سابقا، حذر رئيس فيفا بالوكالة الكاميروني عيسى حياتو وأمين عام فيفا بالوكالة أيضا الألماني ماركوس كاتنر من أن الإعصار الذي يضرب اللعبة الشعبية الأولى لم ينته. و"قد يكون هناك المزيد من التحديات"، هذا ما قاله الاثنان في رسالة مفتوحة بعد مراجعة حزمة الاصلاحات التي قدمت الشهر الماضي بهدف إصلاح مصداقية فيفا، وأضافا: "نحتاج إلى الوقت لكي يبدأ مفعول هذه الاصلاحات، لكن عزمنا على إعادة بناء فيفا للأفضل يبقى ثابتا". وكان بلاتيني المرشح الأوفر حظا لخلافة بلاتر في انتخابات فبراير 2016، لكن إيقافه بصحبة السويسري بسبب الدفعة المشبوهة التي يدعيان أنها قانونية، شكل ضربة شبه قاضية له. وقد أخذت الأزمة التي تعيشها كرة القدم منعطفا قانونيا-ماليا جديدا بعدما طالبت الولاياتالمتحدة السلطات السويسرية بتجميد 50 حسابا في المصارف السويسرية لها علاقة بتحقيقاتها الموسعة في الفساد، الذي يضرب كرة القدم، وذلك بحسب ما كشف متحدث باسم النيابة العامة الفدرالية.