اختار منظمو المهرجان الدولي للفيلم بمراكش السينما الكندية لتكريمها في الدورة 15 . ويأتي هذا الاختيار من قناعة بريادة وقوة السينما الكندية، من خلال حضورها في المهرجانات العالمية، حيث استضافت هذه الدورة، وفدا كنديا مكونا من ممثلين ومخرجين ومنتجين كبار. وتعد السينما الكندية من أقدم وأكبر الصناعات السينمائية في العالم، إذ في سنة 1896 قام عارضان للأفلام يعملان مع لويس لوميير بتقديم أولى العروض السينمائية في كندا، في مقهى- مسرح يقع بشارع سان لوران بمونريال. بينما عرفت سنة 1906 افتتاح أول قاعة سينما في الكيبيك. وسنة 1912 اعتبر الفيلم القصير دولارد دي أورمو، للأمريكي فرانك بيريسفورد، أول فيلم روائي كندي، وذلك قبل " أوه أوه جان " (سنة 1922) الذي أخرجه جوزيف آرثر أوميي. كما تم إحداث مكتب الرقابة بالكيبيك (الذي سيتم إلغاؤه سنة 1967). وعرفت سنة 1913 افتتاح قاعة السينما أمبيريال بمونريال، التي أصبحت اليوم، بعد ترميمها وإصلاحها، مقر مهرجان أفلام العالم. وفي سنة 1939 تم إحداث المكتب الوطني للسينما. وفيلم نوتردام دولا مويز هو أول إنتاج سينمائي مشترك بين الكيبيك وفرنسا. هذا، وبعد إحداثه بتاريخ 2 مايو 1939، بناء على توصية من المخرج جون كرييرسون، يعتبر المكتب الوطني للسينما مؤسسة عمومية فيدرالية تتولى إنتاج وتوزيع الأفلام السينمائية والأعمال السمعية البصرية. وبتمويل من البرلمان، أصبحت هذه المؤسسة مطالبة بأن تكون "عيون كندا" استجابة لطلب مؤسسها، وذلك بهدف "مراقبة كل ما يهم البلاد : من يعيش بها وما الأفكار التي يسعون لتحقيقها"، مع الحرص على التعريف بكندا خارج الحدود. وتسلم المخرج الكندي أتوم أكويان خلال حفل التكريم النجمة الذهبية للمهرجان من المخرجة المغربية فريدة بليزيد، على منصة اصطف فيها جمع من الممثلين والمخرجين والمنتجين . وفي كلمة باسم الوفد الكندي، أعرب المخرج العالمي أتوم أكويان، عن سعادته بتقاسم التجربة السينمائية لبلاده مع الجمهور المغربي، من خلال أفلام تعكس تنوع المرجعيات والأساليب في المتن السينمائي الكندي، مضيفا أن أفلام كندا تعكس فسيفساء ثقافية تجمع بين إرث الشعوب الأصلية والذاكرة الاستعمارية لفرنسا وبريطانيا، انضافت إليه تأثيرات موجات الهجرة المتواصلة إلى بلاده، التي تكرس تعددية ثقافية وهوية متنوعة الروافد. ومن المنتظر أن يثري حظوظ الشراكة في المجال السينمائي بين المغرب وكندا، حيث أن صناعة السينما في البلدين لا تخلو بالفعل من نقاط التشابه و الطموحات المتماثلة لتعزيز دور سينما وطنية أصيلة. ومتجدرة في بيئتها . ومن هنا بدأت السينما الكندية تتطور في هذا الاتجاه وكان لها صوت وتجربة فريدة في التعبير عن أصولها، في ظل منافسة قوية لتجربتين سينمائيتين عالميتين: الأمريكية و الفرنسية. من ثم بدأت السينما الكندية بدمج نوعين سينمائيين، أحدهما حقق نجاحا كبيرا عند الفئة الناطقة باللغة الإنجليزية، وآخر سجل طفرة ملحوظة في مجال سينما المؤلف بالكيبيك، واستطاعت كندا التوفيق بين قواعد السينما الأمريكية المستلهمة من هوليود وخصوصية الهوية الكندية. وبذلك أصبحت السينما الكندية اليوم نموذجا يحتذى في الصناعة السينمائية في العالم، وباتت مدينة طرونطو بمهرجانها الدولي للفيلم الذي أسس في سنة 1976 قبلة لصناع السينما في العالم. وباتت غزارة الإنتاج الكندي ملحوظة في السنوات الأخيرة، بإنتاج ما يقارب المائة فيلم في السنة، 30 منها من إنتاج الكيبيك. كما وقعت كندا عدد من الشراكات الإنتاجية فيما بينها وبين 57 دولة أخرى. وحضور مهنيي مهرجان مراكش هذه السنة يفتح إمكانيات تقديم أعمال مشتركة بين الممثلين والمؤلفين والتقنيين المغاربة ونظرائهم الكنديين..