تحتضن مدينة الدارالبيضاء، إلى غاية 15 دجنبر القادم، تظاهرة بيئية حول التغيرات المناخية ينظمها المعهد الفرنسي تحت شعار «المناخ يتغير، ونحن؟»، بتعاون مع عدد من الهيئات المدنية والمؤسساتية. ويروم هذا الحدث البيئي، الذي سيشهد تنظيم عدد من الورشات والمعارض البيئية وتقديم مجموعة من العروض الوثائقية والمحاضرات واللقاءات العلمية التي سيؤطرها خبراء ومختصون من داخل المغرب وخارجه، تمكين عموم المواطنين، وخاصة الأجيال الصاعدة، من إدراك الرهانات البيئية، والتحديات المناخية التي تواجه كوكب الأرض، وتحسيس الجميع بضرورة الانخراط والعمل من أجل كوكب في صحة جيدة. وأوضح المنظمون، خلال الافتتاح الرسمي لهذه التظاهرة، والذي نظم مساء الاثنين الماضي بمقر المعهد الفرنسي بالدارالبيضاء بحضور فعاليات مدنية وهيئات مؤسساتية وشخصيات من عالم الفكر والإعلام ومهتمين بمجال المناخ، أن هذه التظاهرة ستقدم برمجة غنية ومفتوحة، حيث يكون بإمكان العموم الحضور والمشاركة بفاعلية في الأنشطة المكثفة التي سيتم تنظيمها، دون إغفال إشراك الأطفال والشباب الذين يعتبرون الرهان الأساسي لهذه المبادرة البيئية. وأبرزوا أن المبادرة، التي تخصص عدة أسابيع للحديث عن التغيرات المناخية والتهديدات التي تواجه عالم اليوم على هذا المستوى، تطمح إلى مواكبة الجهود المبذولة من طرف عدد من المنظمات العالمية لتنبيه المجتمع الدولي إلى خطورة تلك التهديدات، مشيرين إلى أن أهمية هذه المبادرة تتمثل في كونها تأتي عشية انعقاد مؤتمر الأطراف للاتفاقية الإطار للأمم المتحدة حول تغير المناخ التي ستحتضنها باريس من 30 نونبر الجاري إلى غاية 11 دجنبر المقبل. وعليه، بالنسبة إليهم، فإن تظاهرة «المناخ يتغير، ونحن؟» ستشكل مناسبة للتمهيد لهذه القمة، وإطلاع العموم وجميع المهتمين بأهم المستجدات والقضايا المطروحة للنقاش، وفرصة للوقوف على المفاوضات الخاصة بالاتفاق الدولي المقبل الذي سيدخل حيز التنفيذ في 2020، فضلا عن تقديم أرضية لفهم الرهانات المطروحة على المؤتمر القادم المزمع عقده بمراكش في السنة المقبلة. ويتضمن برنامج التظاهرة إقامة ثلاثة معارض مبتكرة وتفاعلية لفائدة الجمهور، وتتوخى تمكين الشباب والأطفال على الخصوص من استيعاب وإدراك المفاهيم المرتبطة بالاحتباس الحراري، واقتراح الحلول للعمل سويا على الحد من التأثيرات السلبية لهذه الظاهرة المناخية. وتتوزع موضوعات هذه المعارض على ثلاثة محاور تشمل «المناخ يتغير، ونحن؟»، و»60 حلا أمام تغير المناخ»، و»التربية من أجل التأقلم مع التغيرات المناخية». كما يتضمن البرنامج إقامة ورشات علمية تقوم على مبدأ إعادة التدوير، وهي مستوحاة -في جزء كبير منها- من الزراعة المستديمة والمعمرة، ومن أفكار مبتكرة وترفيهية، وتهم «المناخ والأرض والحرارة»، «أنا والمناخ في انسجام»، «ذات مرة كانت قطرة ماء». ومن جهة أخرى، ولمزيد من النقاش والحوار حول جملة من القضايا المناخية التي تهم المغرب، وغيره من بلدان العالم، ارتأى المنظمون عقد ندوات متخصصة ينشطها خبراء من داخل المغرب وخارجه. وفي هذا الإطار، نظمت مساء أمس أولى هذه الندوات، والتي ناقشت موضوع «المحيطات والمناخ»؛ وذلك بمشاركة الخبيرين الفرنسيين بريجيت بورنمان ورايمون غويو اللذين قدما عرضين، تناول الأول محور الطاقات المتجددة البحرية، وأهميتها في تنمية الاقتصاد العالمي، والرهانات المطروحة على بلدان العالم للحفاظ على هذه الموارد واستثمارها لصالح الإنسانية، وكذا أهمية استغلال التكنولوجيات الرقمية في التحسيس بأهمية هذه الموارد الطاقية الجديدة. فيما تناول العرض الثاني موضوع الهيدروغرافيا (علم وصف المياه)، من حيث تعريفاته، واستعمالاته، وأهميته في الحفاظ على التوازنات البيئية وتحقيق التنمية المستدامة، وتدبير المخاطر، وتهيئة السواحل، وتعزيز البنيات التحتية. ومن أهم مواعيد هذا البرنامج، تنظيم ندوة يوم 14 دجنبر المقبل بعنوان «من مؤتمر أطراف إلى آخر» ، سيديرها الباحث المغربي فؤاد عمراوي، أستاذ بجامعة الحسن الثاني، ومستشار في علوم الماء ورئيس جمعية أساتذة علوم الحياة والأرض. وستخصص الندوة لعرض حصيلة ندوة باريس واستعراض رهانات قمة مراكش 2016، إضافة إلى بحث تأثير التغير المناخي على الموارد المائية بالمغرب، وكذا المشاريع الفلاحية الحضرية المنجزة بالدارالبيضاء. وللشباب، سيتم منح «6 دقائق للإقناع» يوم 10 دجنبر المقبل، بشراكة مع شبكة المؤسسات المدرسية والجامعية بالدارالبيضاء، حيث سيمنح المشاركون فرصة تقديم اقتراحات وتوصيات من خلال تدريب عملي يقلد أشغال لجان الأممالمتحدة، على أن تقوم لجنة تحكيم خاصة بانتقاء أفضل المشاريع والتوصيات المتعلقة بمستقبل الحياة على كوكب الأرض. وفي الجانب الوثائقي من البرنامج، سيتم عرض أفلام «عطش العالم» للمخرج الشهير يان أرتوس بيرنارد، و«الأزمنة تتغير» لماريون ميلن، و«البحث عن المعاني».