يواجه سيباستيان كو، الرئيس الجديد للاتحاد الدولي لألعاب القوى، اختبارا صعبا لقيادته ومصداقيته فيما يتعلق بتعامل الاتحاد الدولي مع الفساد، وتحقيقات المنشطات التي تورطت فيها روسيا وربما دول أخرى، وكذلك السنغالي لامين دياك الرئيس السابق للاتحاد. وامتدح كو، الفائز بميداليتين ذهبيتين في سباق 1500 متر في الأولمبياد، ورئيس اللجنة المنظمة لأولمبياد لندن 2012، سلفه دياك واصفا إياه بأنه "الزعيم الروحي"، بعدما خلفه في منصب رئيس الاتحاد الدولي لألعاب القوى في غشت الماضي. ويخضع دياك (82 عاما) حاليا لتحقيقات جنائية من قبل السلطات الفرنسية، بسبب مزاعم بتورطه في عمليات ابتزاز، تتعلق بالتغطية على اختبارات منشطات إيجابية أو يشتبه في كونها إيجابية لرياضيين من روسيا ودول أخرى. وبدأت تحقيقات الشرطة بعد أن تم تمرير دليل من قبل لجنة مستقلة للوكالة العالمية لمكافحة المنشطات (وادا) والتي تحقق في ادعاءات تتعلق بانتشار المنشطات على نطاق واسع في روسيا، وهي القضية التي بدأت في الأصل من خلال تقرير وثائقي بإحدى شبكات التلفزيون في ألمانيا خلال ديسمبر الماضي ووصفها كو بالخاطئة. وتحدث كو أيضا عن "إعلان حرب" عندما تناولت شبكة التليفزيون الألمانية وصحيفة "ذي صنداي تايمز" البريطانية، تسريب بيانات 12 ألف عينة دم تخص خمسة ألاف عداء، تشير إلى أن ثلث الفائزين بالميداليات في دورات الألعاب الأولمبية وبطولات العالم بين عامي 2001 و2012 يشتبه في تعاطيهم المنشطات. والتحقيق مازال جاريا من قبل وادا ولكن الأمور بلغت ذروتها الاثنين الماضي عندما طالبت الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات باستبعاد روسيا من البطولات الدولية لألعاب القوى، بسبب تورطها بشكل فج في تعاطي المنشطات، الأمر الذي يزيد من الضغوط على كو وقيادات الاتحاد الدولي لألعاب القوى. ويعقد الاجتماع المقبل للاتحاد الدولي للقوى يومي 26 و27 نونبر الحالي، حيث سيتم على أساسه تحديد العقوبات المحتملة، وقد يكون هذا الاجتماع بمثابة الاختبار الأول للوعود التي قطعها كو على نفسه.