فقدت الساحة الإعلامية المغربية، وخصوصا التلفزيونية و الإذاعية، عشية أول أمس الاثنين أحد أعلامها المقتدرين المميزين الكبار، الذين أبلوا البلاء الحسن في مجال الاشتغال في المجال السمعي البصري منذ السبعينيات من القرن الماضي، في زمن كان هذا الفضاء محصورا أو يكاد على العنصر الرجالي.. ويتعلق الأمر بالصحافية لطيفة القاضي الذي وفاها الأجل المحتوم عن عمر يناهز الثمانين سنة..، بعد معاناة طويلة مع المرض.. وقد ووري جثمانها الثرى أمس الثلاثاء بمقبرة الشهداء بالرباط. الفقيدة شكلت، منذ بدايات انطلاق البث التلفزيوني بالمغرب، أحد الثوابت الرئيسية على صعيد تقديم الأخبار الرئيسية بالقناة الأولى،الوحيدة أنذاك، وكانت بصمتها فيها جد مميزة على مستوى الإلقاء السليم، و على مستوى النبرة الصونية العالية و الصافية.. النافذة بلطف إلى المسامع، فكانت، بالتالي، أحد عوامل الجذب الجميلة للمشاهد و المستمع المغربي للنشرات الإخبارية الرئيسية، حيث برزت فيها بوضوح كمعظم زملائها الذين طبعوا مسيرة هذه المؤسسة التي عملت فيها، وهي بطبيعة الحال، مؤسسة الإذاعة و التلفزة المغربية.. فكانت، إذن واحدة من الجيل المؤسس للأعلام السمعي البصري بالمغرب، الذي ظلت تشتغل فيه طيلة السبعينيات و الثمانينيات إلى غاية التقاعد في منتصف التسعينيات من القرن الماضي، حيث توارت الأنظار، حيث قلما تم الالتفات إليها كواحدة من المؤسسيين الحقيقيين بالعطاء الإعلامي الحقيقي الملموس في مجال كان لا يزال يسجل بداياته المرئية الأولى، لكنها بدايات بالنسبة لحضورها، كانت قوية وجد موفقة على مستويات كثيرة.. فالإعلامية الراحلة نادرا ما حظيت بالتفاتات تكريمية تقدر حجم عطاءاتها العالية .. لتتويج من ثمة مسارها المضيء.. ومن هذه المحطات النادرة و النوعية كذلك، تكريمها أثناء انعقاد ندوة وطنية حول موضوع ?الثقافة والاتصال.. رهان التغيير والعطاء" التي نظمها اتحاد كتاب المغرب بأكادير سنة 2001، والتي شارك فيها بعض من كبار رجال الإعلام ببلادنا من قبيل محمد العربي المساري وزير الاتصال السابق وعبد الرفيع الجواهري عضو اتحاد كتاب المغرب ونور الدين الصايل المدير العام للقناة الثانية (دوزيم) ويونس مجاهد الكاتب العام للنقابة الوطنية للصحافة المغربية وعبد الجبار السحيمي كاتب ورئيس تحرير صحيفة ?العلم? وحسن نجمي الكاتب العام لاتحاد كتاب المغرب وعبد الله شقرون كاتب مسرحي وأحمد ريان إعلامي.. وهي مشاركة يمكن قياسها بمدى وبعد التقدير التي كانت تحظى به هذه الإعلامية المؤسسة.. رحمها الله و أسكنها فسيح جنانه..