قال وزير الخارجية صلاح الدين مزوار أن الحكومة المغربية لن تسمح للمبعوث الشخصي للأمين العام الأممي بزيارة الأقاليم الجنوبية وأضاف مزوار في حوار مع وكالة إيفي للأنباء من مدينة العيون، إن روس ليس لديه ما يفعله هنا، وبالتالي لن يجتمع مع من يريد في العيون وأوضح مزوار أن المبعوث الشخصي للأمين العام الأممي عندما يأتي إلى المغرب فلكي يجتمع مع المسؤولين المغاربة، وهو يلتقيهم في الرباط ، وتنتهي مهمته، مضيفا أن الأمور ستتواصل على هذه الشاكلة في المستقبل، في إشارة إلى أن الرباط لن تسمح له بزيارة العيون مرة أخرى. واستطرد وزير الخارجية في حديثه إلى وكالة « إيفي» قائلا إنه من الواضح أن مهمة روس تتجلى في تسهيل المفاوضات، ولأجل ذلك يمكنه التنقل إلى الجزائر العاصمة، تندوف والرباط، وأن يقدم ما لديه من اقتراحات قد نقبلها أو نرفضها، لكن زيارته إلى العيون لا تدخل في إطار مهمته وهو ما أوضحنا له وتفهمه وقبل به وأضاف مزوار أن الأمر لا يتعلق بموقف شخصي من روس، فما دام يحظى بثقة الأمين العام الأممي لا يوجد سبب يمنعه من مواصلة مهمته، إننا نحترمه، لكن عندما يخرج عن الإطار المحدد لمهمته فإننا نخبره بذلك وهو يتفهم موقفنا.وكان المغرب قد أعلن في ماي 2012 سحب ثقته رسميا من كريستوفر روس، الذي اتهمه بالتحيز، بعد تقريره الذي قدمه أمام مجلس الأمن في نهاية أبريل من نفس السنة. وقال بلاغ رسمي آنذاك إنه تم «استنتاج مفارقات في تصرفات المبعوث الشخصي للأمين العام السيد كريستوفر روس» وصفها البلاغ «بتراجعه عن المحددات التفاوضية التي سطرتها قرارات مجلس الأمن وسلوكه لأسلوب غير متوازن ومنحاز في حالات عديدة». وأوضح المغرب أن سحب الثقة من كريستوفر روس يعود إلى «تسجيل انزلاقات على التقرير الأخير للأمين العام للأمم المتحدة»، إضافة إلى «تآكل مسلسل المفاوضات الذي أضحى دون أفق ولا تقدم» وفي تقريره المذكور تحدث كريستوفر روس كريستوفر عما أسماه «خروقات اقترفها المغرب في حق بعثة تنظيم الاستفتاء» المينورسو، متهما الرباط بوضع العراقيل في طريق المفاوضات التي ترعاها الأممالمتحدة منذ اتفاق وقف إطلاق النار بين البوليساريو والمغرب سنة 1991 و»التجسس» على بعثة الأممالمتحدة، وهو ما اعتبره المغرب سلوكا منحازا للطرف الآخر وابتعاد عن التوازن الذي يجب أن يتحلى به المبعوث الشخصي للأمين العام الأممي. وكانت آخر زيارة لكريستوفر روس إلى العيون، تمت في أكتوبر 2013، والتقى خلالها بمجموعات من انفصاليي الداخل، كما استغل قلة من مساندي البوليساريو هذه الزيارة، للقيام بوقفات والترويج لأطروحاتهم، وقاموا برشق القوات العمومية بالحجارة والزجاجات الحارقة وإضرام النار في إطارات السيارات، كما أقاموا متاريس في بعض الأزقة، معرقلين بذلك حركة السير والجولان وأدى ذلك إلى وقوع مناوشات بينهم وبين الصحراويين الوحدويين مما أدى إلى حدوث إصابات من جهة أخرى، استبعد مزوار في نفس الحوار، إجراء أي مفاوضات مباشرة مع البوليساريو، وأوضح في هذا الإطار أن الجولات التسع من المفاوضات المباشرة لم تسفر عن أي نتيجة، مضيفا أن المغرب قدم مقترحا للحل يتجلى في الحكم الذاتي وهو مستعد لمناقشته، لكن الطرف الآخر لم يتقدم بخطوة إلى الأمام، متهما الجزائر والبوليزاريو بنهج سياسة الجمود، وقال مزوار إن المغرب طالب بإجراء إحصاء لساكنة المخيمات والسماح بزيارة بعثات حقوقية دولية لتندوف، كما يفعل المغرب، لكن هذه المطالب ترفضها الجزائر والبوليساريو. ويأتي هذا الموقف بعد الدعوة التي وجهها الأمين العام للأمم المتحدة بان كيمون لإجراء مفاوضات من أجل إيجاد حل لنزاع الصحراء المفتعل. وكان بان كيمون قد أعلن يوم الأربعاء الماضي أن مبعوثه الشخصي كريستوفر روس كثف في الآونة الأخيرة جهوده في هذا الاتجاه قائلا: أدعو كافة الأطراف المعنية في المنطقة والمنتظم الدولي لاستغلال هذه الجهود المكثفة التي يقوم بها مبعوثي الشخصي من أجل تسهيل إطلاق مفاوضات جدية في الأشهر المقبلة « واعتبر بان كيمون أن الوضع يصبح مقلقا أكثر فأكثر، معبرا عن أمله في أن يتم إحراز تقدم بخصوص هذا الملف قبل نهاية ولايتة متم سنة 2016 ويتوقع أن يقوم بان كيمون بزيارة إلى المنطقة في شهر دجنبر القادم.