عن منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط التابعة لجامعة محمد الخامس -أكدال ، صدر للباحث والناقد حسن بحراوي ، ضمن سلسلة بحوث ودراسات ، كتاب جديد تحت عنوان : « أبراج بابل : شعرية الترجمة من التاريخ إلى النظرية ». يقع المؤلف في 318 صفحة من القطع المتوسط ، وقد أشرف على تصميمه الفني الشاعر والمبدع التشكيلي عزيز أزغاي . وعبر الرحلة الممتعة والمضمونة التي توفرها المفاصل الخمسة لهذا البحث الأكاديمي الرصين ، الذي يسلط الأضواء الكاشفة على « فن الخيانات الجميلة « ابتداء من مرحلة « ما قبل تاريخ الترجمة « وصولا إلى مرحلة « نظرية الترجمة في القرن العشرين « ،يتبدى أن الهدف الجوهري منه ، كما جاء في كلمة الغلاف الرابع ، هو « إعداد إسطوغرافيا للترجمة بما هي ممارسة كونية وذات طابع دينامي عبرت العصور إلينا ومازالت تنهض بدورها في تحقيق التواصل وتناقل المعرفة، ومن خلال ذلك استهداف المسار النظري الذي واكبها منذ لحظة الإرهاص إلى لحظة التبلور «. وبفضل المقاربة التاريخية الوصفية التي اعتمد ها الباحث سعيا للإجابة عن سؤال إشكالي شغل ذائقته على امتداد تضاعيف هذا الكتاب وهو « كيف يكون التاريخ منجبا للنظريات ؟ » ، يمكن الجزم بكل اطمئنان أن هذا البحث بوسعه أن يمكن القارئ العربي من « تكوين فكرة اشتمالية عن المسار التاريخي الذي قطعته الترجمة بوصفها ضرورة حضارية وتواصلية ، وفي نفس الوقت يتيح له الاطلاع بطريقة متدرجة وسلسة على عصارة النظريات الترجمية التي انبثقت في هذا الطرف أو ذاك من العالم ويضع أمامه صورة عن السياقات والظرفيات السوسيوثقافية التي كانت وراء إنتاج أهم التصورات بخصوص الترجمة » . وتجدر الإشارة في هذا السياق ، إلى أن العمل الجديد هو الثامن ضمن المشغل النقدي متعدد الأطياف للدكتور حسن بحراوي بعد مؤلفات قيمة أغنت المكتبة المغربية ، نذكر منها : « بنية الشكل الروائي : الفضاء، الزمن ، الشخصية » ، « المسرح المغربي : بحث في الأصول السوسيوثقافية » ، « عبدالصمد الكنفاوي : سيرة إنسان ومسار فنان » ، « ذاكرة المغرب الساخر : حالة بزيز وباز»، « حلقة رواة طنجة : دراسة ونماذج »، « فن العيطة بالمغرب : مساهمة في التعريف » ، و« جدل الذات والوطن : بصدد السيرة الذاتية لعبدالكريم غلاب » .