كما كنا نتوقع، لم يكن ممكنا الاتصال بالملاكم المغربي محمد الربيعي بطل العالم عبر هاتفه الشخصي مباشرة بعد نزوله من الحلبة التي شهدت تفوقه الكبير وفوزه التاريخي باللقب العالمي، فكان الهاتف الشخصي لمحمد اللوميني نائب رئيس الجامعة ورئيس البعثة المغربية في الدوحة، هو الحل الأنسب. تحدث اللوميني وهو يرد على اتصالنا بسعادة كبيرة قبل أن يوجه كلامه للربيعي: " السي محمد.. السي محمد.. تعالى رد على الصحافة الوطنية.. " كان التأثر مايزال باديا على محمد الربيعي و دموع الفرح تقاطع تلك الكلمات التي تدرجت من فمه.. أنا في قمة السعادة اليوم، حققت أول خطوة في طريق تحقيق حلمي الكبير وهو التتويج في الألعاب الأولمبية.. الانتصار لا يأتي صدفة، فمن جد وجد.. والانتصار يأتي جماعيا، أي عبر تظافر جهود عدة أطراف، وهنا لابد أن أشكر كل الأطر التقنية التي أشرفت على تدريبي، أشكر الجامعة التي هيأت لي أفضل الظروف، أشكر أسرتي وأصدقائي، أشكر الصحافة المغربية، وأشكر كل المغاربة على دعمهم ومساندتهم.. " بالنسبة لمحمد اللوميني، ففوز الربيعي يعد أولى ثمرات العمل الذي تقوم به الجامعة: "أؤكد مرة أخرى كما قلتها مرارا، هناك عمل مهم وكبير يتم في الجامعة وأكيد سيمنحنا النتائج التي نتوخاها.. وأقولها مرة أخرى، لاخوف على الملاكمة المغربية، وجميع الملاكمين الذين لعبوا في بطولة العالم الحالية إلى جانب الربيعي كانوا في المستوى العالي، ونعول على مثابرتهم في الاستعداد من أجل حصولهم في الإقصائيات الافريقية القادمة على بطاقات التأهيل للأولمبياد. مباشرة بعد رجوعنا إلى المغرب، سنضع برنامجا جديدا للاستعدادات للملاكمين، سيكون البرنامج متكاملا ومتوازنا بين ما هو مالي لوجيستيكي وبين ما هو تقني.". في نفس السياق، وبمجرد نهاية نزال الربيعي وفوزه باللقب العالمي، كان الاتصال بوالده علي الربيعي ( 49 سنة،ضابط شرطة في أمن مقاطعة مولاي رشيد بالدارالبيضاء)،وكان أول سؤال: كيف عشتم في البيت فوز محمد باللقب العالمي؟ يقول علي الربيعي: " البيت كان منذ الساعات الأولى من يوم الخميس، مفتوحا وقبلة للجيران ولأفراد الأسرة والأصدقاء ومسؤولين من الجامعة والعصبة وأطر تقنية وصحافيين.. الجميع كان يحمل الرغبة في الاحتفال معنا وكأن الجميع كان متأكدا مائة في المائة من فوز ابني محمد.. عشنا لحظات صعبة للغاية، ليس أثناء النزال، بل قبل المباراة بساعات، إذ تملكنا أن وزوجتي وإخوته القلق والتوتر، لكن بمجرد بداية النزال ووقوف محمد فوق الحلبة، حتى استعدت ارتياحي وقلت للجميع هذا يوم ابني محمد.. فأنا أعرف طبائع ابني، وبمجرد معاينتي لخطوته الأولى فوق الحلبة، أعرف مسبقا كيف سيكون عطاؤه. بصراحة، لم يكن لي يد في اختيار ابني وشقيقه حمزة لرياضة الملاكمة، فأنا كنت عداء ولاعبا لكرة القدم، والحكاية بدأت حين كان محمد وحمزة يرافقان عمهما لقاعة الملاكمة لمشاهدته وهو يتدرب، فأحباها وتعلقا بممارستها، فيما اختارت شقيقتهما ابنتي كوثر التخصص في رياضة الجيدو وحققت فيه عد ألقاب وطنيا وقاريا وعربيا.. عندما يلعب محمد الربيعي،ما يؤثر في نفسي حقيقة، هو تأثر والدته التي تظل تبكي وهي تشاهد ابنها يتلقى الضربات على وجهه، وغالبا أفضل الابتعاد عنها لتتبع نزالات ابني فوق الحلبة... ما زاد من سعادتنا هو تشرفنا ببرقية جلالة الملك محمد السادس التي توصل بها ابني محمد بعد تتويجه باللقب العالمي.. أنا سعيد جدا، لقد نجنا وساهمنا في إدخال الفرح لقلوب المغاربة والحمد لله.." بالنسبة لهشام محفوظ عضو لجنة الإعلام في الجامعة، فأوضح أن الملاكمة المغربية تسير في الاتجاه الصحيح بفضل مجهودات كل المتدخلين من أطر الجامعة ومدربين وإداريين، والبرنامج المعتمد يحمل طابعا احترافيا يلزمه فقط الدعم المالي حتى يحقق كل الأهداف التي يطرحها. وقال محفوظ أنه اتصل بالمدرب محمد مصباحي والمدير التقني منير البربوشي، وأكدا له أن المستوى الذي قدمه الملاكمون المغاربة في البطولة العالمية، يمنحنا الاطمئنان الكافي لمستقبل الملاكمة الوطنية.."