تم اليوم الاثنين بالمكتبة الوطنية للمملكة المغربية بالرباط تقديم كتاب »أوراق من ساحة المقاومة« للمقاوم مولاي عبد السلام الجبلي، وذلك بحضور عدد من المؤرخين والباحثين وقدماء المقاومين والمهتمين. وفي تقديم للكاتب حسن أوريد، قال إن الكتاب، الذي يتضمن معلومات لم يسبق نشرها، صدر في ظرفية خاصة تنامى فيها الاهتمام بتاريخ المغرب وربط الصلة بالماضي، مشددا على أن الأمم التي تبني المستقبل هي التي تستوعب تاريخها، إذ أن المستقبل لا يبنى من عدم، وأن الحقيقة ليست بناء جاهزا ولكنها مسلسل يقوم بتسليط أضواء كاشفة من كل الزوايا. وأضاف أن حفل التقديم تكريم لمقاوم فذ ولكل المقاومين الذين ضحوا من أجل استقلال الوطن، وأن الكتاب، الذي يصب في خانة الوفاء للمقاومين المخلصين، يحكي عما عايشه مؤلفه خلال مرحلة المقاومة وما بعدها، ويقدم شهادة عن الملابسات التي عرفتها الحركة الوطنية والتي كان شاهدا عليها ونأى بنفسه عنها. واستعرض مراحل من كفاح مولاي عبد السلام الجبلي انطلاقا من بدء تشكل وعيه بعد إضراب طلبة مولاي يوسف بمراكش تضامنا مع طلبة القرويين بفاس الذي احتجوا على إجراءات تعسفية لسلطات الحماية، واستقبال السلطان سيدي محمد بن يوسف وولي عهده آنذاك الأمير مولاي الحسن للطلبة الذين تعرضوا لعقاب شديد من باشا مراكش، وتعرفه على شخصيات فذة من قبيل الشهيدين محمد الزرقطوني وحمان الفطواكي. وتحدث عن تكليف المقاوم الجبلي بإقناع المقاومين الجزائريين أن استقلال المغرب قبل استقلال بلدهم سيفيدهم، وعن الانشقاق الذي عرفته الحركة الوطنية بسبب معطيات موضوعية وليس صراع الزعامات، ومشكل الحدود مع الجزائر، قبل أن يختار الجبلي الاستثمار في العلم والتربية من خلال مشروع »أبناؤنا« في مراكش. أما الكاتب عبد العزيز آيت بنصالح، محرر شهادة مولاي عبد السلام الجبلي، فتحدث عن الصعوبات التي لاقته في صياغة هذه مذكرات أحد أبرز رجالات المقاومة في المغرب الكبير، وكذا اللحظات الممتعة التي عاشها وهو يسجل أحاديث رجل ختم القرآن الكريم مرات عديدة، وحفظ العديد من روايات الحكواتيين في ساحة جامع الفنا بمراكش. وأضاف أن الهدف من اهتمامه بتحرير مذكرات المقاوم الكبير هو أهميتها في تنبيه الوعي الوطني والتنشئة الاجتماعية، ودور المقاومة في تحرير المغرب خاصة بمدينتي مراكش والدار البيضاء التي عاش فيها مولاي عبد السلام الجبلي قسطا من حياته. وفي كلمة للمقاوم مولاي عبد السلام الجبلي، في الختام، قال إن هذه المذكرات كانت أمانة في عنقه وركز فيها على محطات أساسية من مشاهداته خلال فترة المقاومة وبعد استقلال المغرب حيث كانت له مواقفه الخاصة، دون أن يقصد تصفية حسابات مع أي كان.