أبلغ سيب بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم ?فيفا? أعضاء ?فيفا? أنه سيكون بوسعهم ?اجتياز هذا الموقف الصعب معاً، وذلك بعد يوم واحد من إعفاء مساعده الأول جيروم فالكه، الأمين العام للاتحاد الدولي، من مهام منصبه، ومنحه إجازة بعد فضيحة فساد تتعلق ببيع تذاكر. وكتب بلاتر- الذي سيترك منصبه بعد إجراء انتخابات جديدة في 26 فبراير المقبل- رسالة إلى 209 أعضاء بالفيفا ? ? مباشرة بعد إعفاء فالكه من مهام منصبه يوم الخميس، ?"مازلت أشعر بالثقة في أنه سيكون بوسعنا أن نجتاز هذا الموقف الصعب معاً، وشكرا على ثقتكم". وأكد بلاتر- الذي يرأس ?فيفا? منذ 1998- أن ماركوس كاتنر، نائب الأمين العام للفيفا، سيتولى مسؤولية ?الأمور ? بشكل فوري. وجاء رحيل فالكه ليمثل ضربة جديدة لبلاتر، في ظل وجود تساؤلات عديدة حول وجود فساد خلال توليه رئاسة ?فيفا? على مدار 17 عاماً. ?واتخذ ?فيفا? قرار رحيل فالكه بعد ساعات من مزاعم حول وجود خطة لدفع أموال لفالكه مقابل الحصول على تذاكر في كأس العالم 2014 . ويبدو أن النهاية المريبة لعهد السويسري جوزيف بلاتر في رئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) لم تكتمل فصولها السوداء بعد، فإبعاد الفرنسي جيروم فالكه عن منصب الأمين العام، على خلفية اتهامات جديدة، يعزل أكثر فأكثر الرئيس المستقيل الذي يبدو على العكس أنه يريد إعطاء ضمانات إلى العدالة. وكانت الصاعقة مدوية في وقت متأخر من ليل الخميس ? الجمعة قبل الماضيين عندما أعلن ?فيفا? إعفاء الرجل الثاني في المنظمة العالمية، جيروم فالكه، من مهامه لاتهامه من قبل الصحافة بالتورط في بيع كميات كبيرة من بطاقات الدخول إلى الملاعب في السوق السوداء خلال مونديال 2014 في البرازيل. وكان إعفاء الفرنسي سريعاً ومفاجئاً أكثر من المتوقع، خصوصاً أنه يعتمد فقط على اتهامات في الصحافة، وليس على أساس تحقيق رسمي، ورأى أحد أركان ?فيفا?، ?أنها إشارة قوية موجهة إلى القضاء الأميركي ولوريتا لينتش?، وزيرة العدل الأميركية، التي تحقق في ممارسات ?فيفا?. واتهمت الصحافة الأميركية فالكه (54 عاماً) في يونيو بالتورط في تحويل 10 ملايين دولار إلى الترينيدادي جاك وارنر، الرئيس السابق لاتحاد الكونكاكاف (أميركا الشمالية والوسطى والكاريبي) ونائب رئيس ?فيفا? سابقاً، الملطخ بدوره بفضائح فساد كبرى والملاحق من القضاء الأميركي، من خلال اتحاد جنوب إفريقيا للعبة، تحت ستار ?مساعدة الشتات الإفريقي في الكاريبي?.. لكنه نفى ذلك بشدة ورمى بالمسؤولية الكاملة على الاتحاد الدولي. وهو اليوم هدف ادعاءات خطيرة، أطلقت شرارتها شركة ?جيه بي? للتسويق الرياضي، المتخصصة في عقد صفقات كاملة للأحداث الرياضية، حيث أكدت أنها باعت بعض بطاقات الدخول إلى الأماكن المفضلة بثلاثة أضعاف سعرها الحقيقي، بموافقة فالكه خلال مونديال البرازيل. وبعيداً عن التعقيدات الظاهرة لهذه القضية، تبدو الطريقة التي اعتمدتها الشركة لكشف تورط فالكه غير طبيعية، فقد دعت ليلة الخميس وفجر الجمعة (16 ? 17 شتنبر الجاري) 20 صحافياً إلى مطعم فاخر في زيوريخ، وقدمت لهم ناقل معلومات (يو آس بي) يحتوي على رسائل إلكترونية مدعية أن فالكه أرسلها، حسب ما ذكر أحد المشاركين. لكن الفرنسي نفى في بيان شديد اللهجة، أصدره محاميه الأميركي باري بيرك في نيويورك، تلك المزاعم قائلاً، ينفي جيروم فالكه بشكل قاطع الاتهامات الملفقة والشائنة لمخالفات مزعومة متعلقة ببيع تذاكر كأس العالم. وأضاف ?لم يتلق (فالكه) أو يوافق على قبول أموال أو أي شيء آخر ذا قيمة من عالون، وكل التعاملات تمت الموافقة عليها من قبل الدائرة القانونية في ?فيفا?. وحسب مصدر مقرب من ?فيفا?، فقد استقل فالكه بعد ظهر الخميس طائرة خاصة في طريقه جواً إلى موسكو لحضور حدث ?العد العكسي? قبل 1000 يوم عن انطلاق كأس العالم 2018 في روسيا، لكن الطائرة استدارت في منتصف مسارها، وعادت أدراجها إلى زيوريخ، إثر تبليغه نبأ الإعفاء ? الإقالة من قبل محامي ?فيفا?. وعجلت الاتهامات برحيل الفرنسي، الذي كان سيترك منصبه مع انتخاب رئيس جديد، خلفاً لبلاتر في 26 فبراير 2016. وتقول مصادر متطابقة، إن فالكه الذي تأثر كثيراً بتوقيف مسؤولين رفيعي المستوى في ?فيفا? في مايو الماضي، يبدو متعباً من الواقع الحالي، وينتظر الاستحقاق المقبل في فبراير بفارغ الصبر. وفي مواجهة هذا الموجة العارمة من الفضائح، وجد بلاتر (79 عاماً) نفسه مرغماً على إعلان استقالته في 2 يونيو، بعد 4 أيام من انتخابه رئيساً لولاية خامسة على التوالي، بفوزه على الأمير الأردني الشاب علي بن الحسين، ?بسبب الضغوط الخارجية? على حد قوله. وتعيش المنظمة الدولية فضائح كبرى منذ مايو إثر اعتقال 7 من كبار مسؤوليها واتهام 14 شخصاً من قبل القضاء الأميركي بتلقي رشاوى، تزيد على 150 مليون دولار منذ عام 1991 في قضايا فساد، تشمل التسويق وحقوق النقل التلفزيوني.