أعلن رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك أمس، أن قمة طارئة للاتحاد الأوروبي حول أزمة اللاجئين ستعقد في بروكسيل الأربعاء المقبل. وأوضح توسك في تغريدة على تويتر أن القمة التي دعت إليها ألمانيا ستعقد غداة اجتماع استثنائي لوزراء داخلية دول الاتحاد التي يفترض أن تتفق على تقاسم 120 ألف لاجئ عملاً بتوصية المفوضية الأوروبية، من أجل تخفيف الضغوط عن ايطاليا واليونان وهنغاريا التي تواجه تدفقاً غير مسبوق لطالبي اللجوء. وتؤيد غالبية دول الاتحاد هذا الإجراء الطارئ، الا أن عدداً من البلدان يعارضه، خصوصاً الطابع الإلزامي لحصص التقاسم التي تريد المفوضية الأوروبية فرضها. واكتظت محطة توفارنيك الصغيرة في شرق كرواتيا، القريبة من الحدود مع صربيا، بمهاجرين يحاولون الصعود الى قطارات متجهة الى العاصمة زغرب ليكملوا من هناك رحلتهم غرباً. وصرح يان كابيتش احد الناطقين باسم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين بأن "هناك بين 4 و5 آلاف شخص هنا. القطارات تصل لكن لا يمكنها نقل كل هذا العدد". وانتشرت مجموعة صغيرة من متطوعي الصليب الأحمر لتوزيع الطعام لمئات الأطفال والرضع، كما أرسلت السلطات مساعدات صحية لمهاجرين أمضوا الليل نائمين على خطوط السكة الحديد. وفي نفس السياق صوت النواب الأوروبيون خلال اجتماع طارئ أمس الخميس لصالح اقتراح المفوضية الأوروبية القاضي بتوزيع 120 ألف لاجئ بشكل إلزامي على دول الاتحاد الأوروبي، وهو موضوع يثير انقساما بين البلدان الأعضاء في الاتحاد. وصوت 372 نائبا لصالح المذكرة المتعلقة بهذه الخطة القاضية ب"إعادة توزيع" لاجئين موجودين حاليا في ايطاليا واليونان والمجر بشكل عاجل، فيما صوت 124 ضدها وامتنع 53 عن التصويت. ويفسح إقرار البرلمان الأوروبي لهذا الإجراء المجال أمام الدول الأعضاء لتبنيه وإن كان البرلمان لا يملك سلطة المشاركة في اتخاذ القرار بشأن هذا الاجراء، إلا أنه كان لا بد من استشارته بشأنها، وهو ما دفع رئيسه مارتن شولتز إلى تنظيم عملية التصويت وفق آلية عاجلة خلال اجتماع موسع في بروكسيل. جانبه أعلن رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان ، أمس الجمعة ، ان بلاده بدأت في إقامة سياج من الأسلاك الشائكة على حدودها مع كرواتيا لمنع تدفق اللاجئين الساعين للوصول الى أوروبا الغربية. ونقلت الإذاعة المجرية الرسمية عن أوربان قوله ان " الأشغال بدأت لإغلاق الحدود عمليا (...) يبدو أننا لا نستطيع الاعتماد على مساعدة من أحد " ، مشيرا الى ان " 600 جندي باتوا منتشرين في الموقع وسيصل 500 آخرون خلال النهار وبضع مئات في عطلة نهاية الاسبوع ، وتم إرسال 200 شرطي الى الحدود ". وأضاف أوربان ان " طريق غرب البلقان لا تزال قائمة ، وإغلاق الحدود الصربية المجرية لم يوقف وصول وافدين جدد ". وبحسب الشرطة فان 453 مهاجرا معظمهم سوريون وأفغان دخلوا بصورة غير شرعية ، أول أمس الخميس ، الى المجر من كرواتيا. وأعلنت كرواتيا أنها لا تستطيع استقبال المزيد من المهاجرين. وقال وزير الداخلية رانكو أوستويتش إن زغرب ستؤمن عبور المهاجرين إلى مراكز استقبال حول العاصمة، ولكن سيتم اعتبار مَن لا يطلبون اللجوء مهاجرين غير شرعيين. وقال أوستويتش: "عندما قلنا إن الممرات جاهزة كنا نعني ممراً من توفارنيك إلى زغرب"، مشيراً إلى أن كرواتيا لن تسمح ببساطة للمهاجرين بإكمال طريقهم نحو سلوفينيا حيث يأملون بالالتفاف على اغلاق هنغاريا حدودها للوصول الى النمساوألمانيا. ودخل الى كرواتيا حوالى 5650 طالب لجوء خلال يومين، ويتوقع وصول أكثر من 20 ألفاً في الأسبوعين المقبلين. وأحصت الشرطة الفيديرالية الألمانية دخول 9100 مهاجر إلى البلاد، ما يشكل زيادة كبيرة مقارنة ب 6 آلاف شخص في مطلع الأسبوع. وتوافد ألفان في قطارات والباقون سيراً على الأقدام او على متن عربات خصوصاً من النمسا. ورأى المفوض السامي لحقوق الإنسان الأمير زيد رعد الحسين في بيان ، أن معاملة هنغاريا "القاسية" للاجئين شملت "انتهاكات واضحة للقانون الدولي". واستنكر المواقف "الكارهة للأجانب والمعادية للمسلمين التي يبدو أنها في صميم سياسة الحكومة الهنغارية". وفي موازاة ذلك، كان مئات السوريين يبحثون في تركيا عن معبر بري نحو اليونان لينضموا إلى اللاجئين الذين دخلوا الاتحاد الأوروبي. كما نشرت بلغاريا الف جندي على حدودها مع تركيا حيث تجمع مئات المهاجرين منذ 3 أيام. وأعلنت البرتغال أول أمس، استعدادها لاستقبال الفي لاجئ إضافي ليصبح عددهم الإجمالي في البلاد 3500 شخص، فيما ابدت الحكومة الدانماركية ، استعدادها لاستقبال ألف مهاجر من أصل 120 الفاً يريد الاتحاد توزيعهم على دوله.