خلف رد فعل حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بتطوان، خلال انتخاب رئيس مجلس جماعة تطوان، صبيحة يوم الثلاثاء المنصرم، ردود فعل إيجابية لدى الكثير من المتتبعين، باتخاذه موقف الامتناع عن التصويت، وإدانة المهزلة التي حصلت من خلال تحالف البام والبيجيدي، وكذلك تنازل رشيد الطالبي العلمي عن الترشح لفائدة إيدعمار. موقف ترك تداعيات إيجابية لدى المواطنين الذين اعتبروه موقفا مسؤولا يهدف إلى الارتقاء بالممارسة السياسية و تكريس الديمقراطية الحقة التي حاول البعض تشويهها عبر تحالفات هشة . وكان مستشارو الاتحاد الاشتراكي الخمسة، قد اعلنوا منذ البداية عدم التحالف مع العدالة والتنمية، واختاروا أن يكونوا في صف تحالف المدينة، الذي كان مشكلا من التجمع الوطني للأحرار وحزب الاستقلال، إلا أن عدم التزام مستشاري البام، بميثاق المعارضة وارتمائهم منذ الوهلة الاولى في أحضان البيجيدي، صعب المأمورية امام التحالف الثاني، الذي عجز عن استكمال العدد المطلوب لتحقيق الرئاسة بثلاثة مستشارين فقط. وكان مستشارو حزب الوردة قد حضروا جلسة انتخاب الرئيس، حيث ترأس الجلسة بصفته العضو الأكبر سنا الأستاذ العربي الزكاري، وأكدوا خلال تصويتهم امتناعهم التصويت لفائدة إيدعمار، قبل أن يغادروا القاعة معلنين انسحابهم، مؤكدين تواجدهم في المعارضة إلى جانب مواطني ومواطنات مدينة تطوان، وأنهم لن يندمجوا مهما حصل، وسيكونون نموذجا للمعارضة من داخل الجماعة. وكيل اللائحة الأستاذ كمال المهدي، مرفوقا بباقي المستشارين الاتحاديين الفائزين في استحقاقات 04 شتنبر، الأستاذ العربي الزكاري، محمد ارحو، نبيل الحراق وفاطمة الزهراء الشيخي، أكد خلال مغادرة القاعة، أن ما حدث «هو مسرحية تضر بالمشهد الديمقراطي للمدينة، وأنها تؤكد تورط جهات واياد خفية في ما يحدث»، مشيرا بشكل ضمني لمن أرغم مستشاري البام على الاستمرار في تحالفهم رغما عنهم مع البيجيدي. وكان حزب العدالة والتنمية قد جيش العشرات من أنصاره، من نساء ورجال وأطفال للحضور منذ الساعات الاولى، في محاولة منهم لخلق البلبلة وإرهاب السلطات وكذلك المستشارين، الذين يمكن ان يغيروا من موقفهم، خاصة من كانوا «معتقلين» لدى العدالة والتنمية لأيام طوال بإحدى المناطق الجبلية البعيدة، وجلهم من مستشاري البام، حيث أبان هؤلاء عن مستويات منحطة خاصة في سبهم واستفزازهم لمستشاري الأحزاب المعارضة للبيجيدي، والذي جاء مستشاروه في وقت لاحق، بعد وصول التحالف المسمى «تحالف الوفاء». وقد حاول بعض هؤلاء الاعتداء على رشيد الطالبي العلمي خلال خروجه من مقر الجماعة بمفرده، بطريقة هستيرية مستغلين الفوضى التي عرفها محيط الجماعة، في غياب أي دور للسلطات المحلية التي تأخرت في توفير العناصر الأمنية، والذين تكفلوا في البداية بمحاصرة الصحفيين، قبل أن يتدخل فرع النقابة الوطنية للصحافة المغربية لضمان دخول الزملاء وحضورهم الجلسة. و كان أحد رجال السلطة قد حاول استفزاز بعض الزملاء الصحفيين و طردهم من القاعة إلا ان تضامن باقي الزملاء معهم و احتجاجهم على هذا السلوك دفع بالمسؤول للتراجع عن موقفه الذي أثار نوعا من الاستنكار و التنديد .