خلال تنفيذه لأمر القيام بعملية هدم بناء إضافي بمحل للحلاقة بخنيفرة، على أساس أنه بني بشكل عشوائي، تعرض عون سلطة بجروح وكسور متفاوتة الخطورة، ليلة الأربعاء 9 شتنبر 2015، لحظة انهيار البناء عليه، ما استدعى نقله على وجه السرعة إلى قسم المستعجلات بالمستشفى الإقليمي لتلقي العلاجات اللازمة، قبل إحالته على أحد مستشفيات فاس بالنظر لحالته الحرجة، ولغياب الطبيب المختص في جراحة العظام بالمستشفى الإقليمي المشار إليه، بينما أشارت مصادرنا إلى أن الحادث كاد أن يودي إلى مأساة غير متوقعة لولا الرعاية الإلهية. وفي هذا الصدد، أفادت مصادر «الاتحاد الاشتراكي» أن عون السلطة المذكور (م. أ)، والتابع للنفوذ الترابي للمقاطعة الحضرية الثالثة بخنيفرة، أصيب على مستوى ساقيه بجروح بليغة، أثناء قيامه، رفقة أعوان سلطة آخرين، بتنفيذ أوامر قائدهم بهدم حائط واجهة محل للحلاقة بحي وادي الذهب (حي بام)، بدعوى كونه بناء عشوائيا تم تشييده على حساب الملك العام، وبينما تحفظ المتتبعون حيال ما يتعلق ب "عشوائية البناء"، انصب اهتمام الرأي العام المحلي على ما يهم "عشوائية قرار الهدم" الذي تأكد اتخاذه بشكل مزاجي من طرف القائد، من دون سابق إنذار أو قرار قانوني، ولا حتى مسطرة إدارية، حسب مصادرنا المتطابقة. ولم يفت مصادر "الاتحاد الاشتراكي" التركيز بقوة على ملابسات قيام القائد بدفع المقدمين وحدهم، من دون قوات ولا أوامر قضائية ولا شروط مسبقة، وفي منتصف الليل، إلى تنفيذ أوامر غير محسوبة العواقب، والتي تم تعجيلها بفعل تهور أحد هؤلاء المقدمين الذي سجل عنه الملاحظون نهجه لنوع من الشطط الزائد في استعمال السلطة، ولعل جذور هذا التهور تعود إلى توبيخ سبق قد تلقاه رفقة زملائه بشأن بناء عشوائي تم ضبطه بإحدى أزقة الحي الفلاحي بعد تشييده خارج الضوابط التعميرية، وفي "غفلة مشبوهة" من بعضهم، خصوصا أمام عمليات البناء العشوائي التي تنتشر بشكل واسع إبان الحملات الانتخابية. مصادر «الاتحاد الاشتراكي» تحدثت باستياء عن سعي القائد لمحاولة سل شعرته من عجين "ورطة المقدم الجريح"، والترويج إلى أن القائد ناقش موضوع الحائط العشوائي بعيدا عن الدخول في إعطاء الأوامر لهدمه إلا عبر القنوات القانونية، الأمر الذي لم تستسغه الوقائع التي تساءلت حول معنى هذا الكلام مقارنة مع عدد المقدمين (أربعة) الذين حضروا لهدم الحائط، وكيف أنهم لم يتجمعوا للعملية إلا بأوامر رئيسهم، وكم تشعب تضارب المسؤوليات بعد الحادث الذي تعرض له المقدم (م. أ)، الشاب الذي يشهد له الجميع بحسن سلوكه الموروث عن والده المقدم أيضا، ولم يتوقف الكثيرون عن متابعة حالته بعد نقله لأحد مستشفيات فاس حيث أخضع لعملية جراحية دقيقة على مستوى الساقين. وارتباطا بالموضوع، تسلمت "الاتحاد الاشتراكي" نسخة من شكاية تقدم بها صاحب محل الحلاقة (د. زهير) لدى وكيل الملك بابتدائية خنيفرة (عدد 2914/ 3101/ 2015 )، يتهم فيها أعوان السلطة (المقدمون) بالتهجم على محله، تحت جنح الليل، من دون سابق إنذار، مما تسبب له في خسائر مادية، حسب قوله، منها اقتلاع عداد الماء الشروب، ومكيف هوائي، وغطاء الجبص، مطالبا باستدعاء المشتكى بهم واتخاذ ما يلزم من الإجراءات القانونية، ومن المتوقع أن يقوم ذات المشتكي بمقاضاة قائد المقاطعة، على حد معلومات متداولة. وموازاة مع هذه الشكاية، شدد المراقبون على ضرورة تدخل السلطات الإقليمية والمركزية لتحديد المسؤوليات، وفتح تحقيق في ملابسات الواقعة، مع الاهتمام بحالة المقدم الجريح الذي من حقه، في حال ثبوت سلامة موقفه، رفع دعوى قضائية لتعويضه عما لحقه من ضرر.