دعت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل مجددا الاربعاء الى "توزيع ملزم" للاجئين على جميع دول الاتحاد الاوروبي من غير ان تحدد سقفا عدديا. ورأت ميركل في كلمة امام مجلس النواب الالماني ان الاقتراحات التي قدمها رئيس المفوضية الاوروبية جان كلود يونكر في الوقت نفسه امام البرلمان الاوروبي تشكل "خطوة اولى نحو توزيع عادل" للاجئين داخل الاتحاد الاوروبي. وطلب يونكر من دول الاتحاد الاوروبي توزيع 160 الف لاجئ وصلوا الى اوروبا فيما بينها على الفور قبل ايجاد آلية توزيع "دائمة" وإلزامية. وتنقسم الدول الاوروبية حول مبدأ الحصص الالزامية وتبدي بريطانيا ودول اوروبا الشرقية تحفظا شديدا حيال هذه المسالة. وقالت ميركل "اننا بحاجة الى تضامن في أوروبا محذرة من انه "اذا فشلت اوروبا في مسالة اللاجئين, فسوف نقوض احد العناصر التي قامت على اساسها اوروبا, وهو الارتباط الوثيق بالحقوق الاساسية التي تأسست عليها اوروبا منذ أصولها وتتوقع المانيا استقبال 800 الف طالب لجوء هذه السنة ما يشكل رقما قياسيا في اوروبا. من جهته دعا رئيس المفوضية الاوروبية جان كلود يونكر الدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي الى توزيع 160 الف لاجئ وصلوا الى اوروبا فيما بينهما في خطوة اولى عاجلة قبل ايجاد Bلية توزيع "دائمة" وإلزامية. كما حض يونكر الدول الاوروبية على "عدم التمييز" بين اللاجئين بناء على ديانتهم في اول خطاب له حول حالة الاتحاد امام البرلمان الاوروبي في ستراسبورغ. وقال يونكر "ثمة 160 الف (شخص) يترتب على الاوروبيين احتضانهم .. ويجب ان يتم ذلك بصورة الزامية" داعيا وزراء الداخلية الذين يجتمعون في 14 سبتمبر في بروكسل الى الاتفاق بهذا الصدد. وقال "ليس هناك ديانة او معتقد او فلسفة حين يتعلق الامر بلاجئين. اننا لا نميز". ويأتي رقم 160 الف لاجئ من ضم اقتراح سابق بتوزيع 40 الف لاجئ وصلوا الى الاراضي الاوروبية واقتراح جديد عاجل باستقبال 120 الف لاجئ موجودين حاليا في ايطاليا واليونان والمجر. وفيما تتزايد الانتقادات لاتفاقات شنغن التي تنظم حرية التنقل في اوروبا اكد رئيس المفوضية الاوروبية انه لن يتم اعادة النظر في هذه الانظمة خلال ولايتاه. في غضون ذلك تبدي عدة دول من اميركا اللاتينية بعد اوروبا استعدادها لاستقبال قسم من ألاف المهاجرين الذين يفرون من النزاعات في الشرق الأوسط ولو ان اوائل اللاجئين السوريين الذين تم استقبالهم العام الماضي في الاوروغواي يتظاهرون مطالبين بمغادرة هذا البلد. وأعلن رئيس فنزويلا الاشتراكي نيكولاس مادورو المؤيد لنظام الرئيس السوري بشار الاسد مساء الاثنين عزمه على ان "يأتي عشرون الف سوري وعائلات سورية الى وطننا" الذي يعد حاليا "جالية سورية كبيرة". كما ابدت الرئيسة البرازيلية ديلما روسيف استعدادها "للترحيب باللاجئين .. المطرودين من بلادهم والذين يودون المجيء والعمل والمساهمة في الازدهار والسلام في البرازيل". ومن بين دول اميركا اللاتينية فان البرازيل هي التي استقبلت اكبر عدد من السوريين منذ اندلاع النزاع في بلادهم عام ,2011 مع تخطي عددهم الفي لاجئي. وعمد هذا البلد العملاق من جنوب القارة الاميركية منذ سنتين الى تسهيل اليات الهجرة بالنسبة للسوريين وهو يستعد لتجديد هذه العملية. وأوضح بيتو فاسكونسيلوس المسؤول في اللجنة الوطنية للاجئين في وزارة العدل لوكالة فرانس برس انه "خلال السنوات الاربع الاخيرة انتقلنا من اربعة ألاف لاجئ الى 8400 لاجئ". وأبدت تشيلي الموقف ذاته ولو ان اي لاجئ لم يصل بعد وأكد وزير الخارجية هيرالدو مونيوز الثلاثاء ان "قرار (استقبال اللاجئين) اتخذته الرئيسة" ميشيل باشليه. وأكدت الرئيسة الشيلية ا انها "تعمل على استقبال عدد كبير من اللاجئين لأننا ندرك المأساة التي تجري, انها مأساة للبشرية أجمع بدون ان تكشف تفاصيل حول بلدان الاشخاص الذين سيتم استقبالهم او عددهم او شروط استقبالهم. وفي اليوم نفسه اعلن رئيس بنما خوان كارلوس فاريلا "اذا ما طلب منا ذلك فإننا مستعدون لفتح الابواب بسرور". وتطبق الارجنتين منذ اكتوبر 2014 برنامجا رسميا للاجئين السوريين اتاح استقبال 90 شخصا. ودعا البرتو ادريانزين ممثل البيرو في برلمان الانديز (يضم ايضا الاكوادور وكولومبيا وبوليفيا) الى اقرار "تأشيرة دخول انسانية" للسوريين لأنه "لا يمكننا البقاء مكتوفي الأيدي ومع استمرار هذه المأساة، دعت منظمة العفو الدولية أمس الاتحاد الاوروبي لان يعدل بشكل عاجل قوانين اللجوء وان يعتمد نظاما موحدا للجوء لمواجهة ازمة اللاجئين الذين يتدفقون على دوله. وإذ ذكرت المنظمة الحقوقية بأعداد المهاجرين الذين قضوا اثناء محاولتهم الوصول الى اوروبا وبالحواجز الحدودية التي يبنيها بعض القادة الأوروبيين اكدت في بيان ان "هذا الامر لا يجوز ان يستمر". ودعت المنظمة الاتحاد الاوروبي الى "استجابة منسقة وعاجلة وإجراء إصلاح جذري لنظام اللجوء الأوروبي العاجز". وطالبت المنظمة بتأمين طرق آمنة تتيح للاجئين الوصول الى اوروبا وبتخفيف الضغوط على الدول الواقعة على الحدود الخارجية للاتحاد واعتماد نظام موحد للجوء. وشددت منظمة العفو التي تتخذ من لندن مقرا لها على ضرورة ايجاد اماكن لاستضافة 1,38 مليون لاجئ هم من بين الاكثر ضعفا وذلك على مدى العامين المقبلين, مطالبة الاتحاد الاوروبي باستضافة 300 الف من هؤلاء اللاجئين.