صوت ملايين المواطنين في غواتيملا الاحد لاختيار رئيس جديد في أجواء من الاستياء غير المسبوق من الفساد وبأمل حدوث تغيير وذلك بعد أسبوع حافل شهد استقالة الرئيس السابق ثم وضعه قيد الحجز الاحتياطي. وأغلق 2700 مكتب اقتراع ابوابه عند الساعة 18.00 (00.00 تغ) ، ويتوقع صدور النتائج الاولى بعد ثلاث ساعات من غلق المكاتب. وقبل ساعتين من غلق المكاتب بلغت نسبة التصويت 51،84 بالمئة من 7،5 ملايين ناخب مسجل، بحسب المحكمة الانتخابية العليا. وكانت نسبة المشاركة في 2011 بلغت نحو 70 بالمئة. ويتنافس في الاقتراع الرئاسي الذي ستجري الدورة الثانية منه في 24 اكتوبر 14 مرشحا. والمرشح الاوفر حظا هو الممثل الكوميدي اليميني جيمي موراليس (46 عاما) مرشح اليمين الذي لا يملك خبرة سياسية. وترجح استطلاعات الرأي حصوله على 25 بالمئة من الاصوات متفوقا على مانويل بالديزون (يمين 22،9 بالمئة) والاشتراكية الديموقراطية ساندرا توريس السيدة الاولى السابقة (18،4 بالمئة). وتم ايضا انتخاب 158 نائبا و338 رئيس بلدية. وكان هذا البلد الواقع في اميركا الوسطى عاش اسبوعا حافلا بالاحداث. فقد جرد الرئيس المحافظ اوتو بيريز المتهم بقيادة شبكة فساد داخل اجهزة الجمارك، الثلاثاء من حصانته للمرة الاولى في تاريخ غواتيمالا. وفي اليوم التالي قدم استقالته التي كان المتظاهرون يطالبون بها منذ اشهر. وامضى الجنرال السابق البالغ من العمر 64 عاما مساء الخميس ليلته الاولى في السجن حيث سيبقى موقوفا حتى استئناف الاستماع اليه الثلاثاء المقبل. وهذه القضية ليست سوى حلقة من مسلسل مستمر منذ ابريل يتمثل في تحقيقات مشتركة تقوم بها النيابة ولجنة الاممالمتحدة لمكافحة الافلات من العقوبة كشفت عدة فضائح فساد وكذلك حالة غير مسبوقة من الاستياء الشعبي. ومع تظاهرات سلمية تنظم كل يوم سبت احتجاجا على الفساد "تعطي غواتيمالا مثالا عالميا على التعبئة الشعبية" كما قال ادغاردو كال مونتويا المؤرخ في جامعة سان كارلوس. وقال "ادرك شعب غواتيمالا انه قادر على تحقيق تغييرات في حال تحرك ولن يتوقف الان". واثارت التطورات في قضية اوتو بيريز فرحا شعبيا لكن تزايدت الاصوات المطالبة بالذهاب ابعد من ذلك والتي تريد اصلاحا للنظام السياسي لتطهيره من الفساد الذي يشكل مصدر خمسين بالمئة من تمويل الاحزاب، حسب معهد اميركا الوسطى للدراسات الضريبية. لكن في الاشهر الاخيرة رفضت المحكمة الانتخابية كافة الطعون لتاجيل الاقتراع التي قدمتها احزاب الاقلية. ولم يتم تلبية مطالب اصلاح لمنع اعادة انتخاب رؤساء البلديات والنواب وتغيير ادارة الاحزاب والسماح بالتصويت في الخارج حيث يعيش 1،5 مليون غواتيمالي خصوصا في الولاياتالمتحدة. وتظاهر مئات الاشخاص بعد ظهر السبت في ساحة سيوداد في العاصمة غواتيمالا حيث صنعوا شاهدة تدين اقتراعا "ولد ميتا". وقد دعي الى تظاهرة جديدة صباح الاحد. واكدت ايفون الفاريز (63 عاما) الناشطة في الدفاع عن حقوق الانسان "كنا نريد ارجاء الانتخابات من اجل تعديلات في القانون الانتخابي لكن البرلمان رفض ذلك" مؤكدة انها لن تقترع. وقالت ماري دومينيك لانغلوا الباحثة في جامعة كيبيك في مونتريال التي امضت سنة في غواتيمالا "يقول المواطنون انهم يرفضون الانتخابات في هذه الظروف لان لا شيء سيتغير". ودعا الرئيس بالوكالة اليخاندرو مالدونادو الذي يشغل هذا المنصب حتى 14 يناير، في تغريدة على تويتر الناخبين الى التصويت بكثافة. وقال ان "من يصوت يملك دائما حقا اكبر في الشكوى اذا لم تنفذ الوعود». وقد جرت مواجهات مساء الجمعة بين مؤيدين لمختلف الاحزاب في سانتا بربارا (جنوب) اسفرت عن سقوط قتيل كما ذكرت السلطات.