تدخل الفنانة التشكيلية المغربية منى العمري، تجربة إبداعية جديدة، مليئة بأطياف تجريدية حالمة، وألوان زاهية، وأحلام لها أجنحة تطير، وذلك في معرضها الجديد برواق النادرة بالرباط، الذي افتتح الليلة الماضية (الأربعاء)، ويستمر حتى 30 من شهر غشت الجاري. في معرضها الجديد، الذي يقام تحت إشراف (رواق بدون حدود)، تقدم الفنانة منى العمري، ما جادت به ريشتها الفنية، من لوحات خصبة وجميلة، تجعل من الورود والأزهار والطبيعية تيمة واقعية، ومن المسحة التجريدية لغة سريالية، وإيحاء شعري رقيق، حيث في نصوصها المشوقة تناغي فيها الكثير من العوالم الدفينة التي تحلم بها الروح. إنها لوحات تتأسس على محاورة كينونة الطبيعة في عمقها التلقائي الحالم، ومن خلال الطبيعية تنكشف روح الفنانة وبياض مشاعرها، ورؤيتها الأحادية لهذا العالم، الذي يزهر بفيض من الأحلام الممتعة والمشوقة بعيدا عن لغة العنف والتشاؤم والأحزان. إن لوحات الفنانة التشكيلية، مهما كانت تحاكي واقعية العالم والموجودات، إلا أنها تبقى نوعا من الكائنات الجميلة الأليفة، ذات الدلالات العميقة، والتي تبشر المتلقي بكل الخير، إنها توحي أكثر من تقول الحقيقية بكل وضوح، ما يبرز قيمة نصوصها الفنية في بعدها السيميائي، في علاقتها بالطبيعة والوجود، والوجدان والإنسان. في تلك اللوحات المعروضة تحاور الفنانة بتقنية خلاقة أزهار الحديقة، تقدم للمتلقي باكورة أحلام في كل المواقيت، طيور ترفرف في الخيال، مزهريات خضراء مفعمة بفوح الرياحين، في لوحاتها أيضا، ينبع حلم أخضر من تلك الزوايا الظليلة، ينجلي صياد يرمي بصنارته في بحر الألوان بحثا عن اللؤلؤ والمرجان، وطبيعية ميتة وأخرى حية بكل ألوان الطيف، ترتسم كذلك جنة ضائعة تشمها على جبين الذكريات، طفل يناغي أمه عند الفجر، وأفكار تسمو الى الأعالي فتصير فراشات ونجوما. هكذا هي أعمال الفنانة منى العمري الجديدة، بعد عدد من معارضها الفردية والجماعية، عالم مثير للخيال، رقصات كاليغرافية بإيحاء الشعر، والنضم الجميل، إحساس رقيق بسحر اللون في علاقته بالريشة والطبيعة والوجدان، إنها بكل تأكيد، تجربة إبداعية نسائية متميزة، لها ما يبررها من الحضور القوي، ما يجعلها إحدى تجارب المستقبل التي تغرس في نصوصها سحر الفنون فتسقيه بشلال من الألوان المبهرة غاية في السحر والأناقة والإيحاء الفلسفي المبهر. ص.م