مع ارتفاع درجات الحرارة في الصيف، يتعرض الكثير من الأطفال والكبار أيضاً لأشعة الشمس بشكل مباشر، سواء في الشواطئ، أو بالجبال أو في الشارع العام حتى. ومن أكثر المشكلات التي يخشى منها الأطباء والأهل، هي إصابة الأطفال بضربة الشمس. فما هي ضربة الشمس؟ وكيف يمكن تجنّبها؟ وماذا نفعل في حال أصيب بها أحد أبنائنا؟ تعتبر ضربة الشمس حالة طبية خطيرة، تنجم عن فشل المركز المنظم للحرارة بالمخ، مما يؤدي لرفع حرارة الجسم مع عدم وجود عرق، لذلك يلاحظ أن جلد المصاب أحمر وجاف، مع ارتفاع في درجة حرارته، وفي الحالات الضعيفة يشكو المصاب من الصداع والغثيان والدوخة والضعف العام. وقد يحدث أن تبدأ الإصابة بهبوط مفاجئ مع فقدان للوعي وسرعة وعمق في التنفس، بالإضافة إلى سرعة وقوة ضربات القلب، مع حدوث تشنجات، ويمكن أن تتلاشى هذه الأعراض ويعود الشخص إلى حالته الطبيعية، قبل أن يصاب بانتكاسة أخرى ويدخل في هذه الأعراض مجددا. ويجب أن تتسم عملية إسعاف المصاب بضربة شمس بالسرعة، مع نقل المصاب لمكان أقل حرارة، ونزع ملابسه مع إرقاده على ظهره ورفع رأسه وكتفيه قليلا، وإذا ماكان المصاب في حالة وعي فيجب إعطاؤه ماء أو مشروبا باردا مع تجنب المشروبات الساخنة أو المنبهة، أما إذا كان فاقدا للوعي فيجب أن يرش على جسمه ماء بارد مع العمل على نقله إلى المستشفى فورا و مراعاة استعمال وسائل التبريد أثناء النقل. بالمقابل يختلف الإنهاك الحراري عن ضربة الشمس، لكون المركز المنظم للحرارة في المخ يستمر في العمل، إلا أنه يتشابه معه في بعض الأعراض، وغالبا ما يحدث الإنهاك الحراري نتيجة التعرّض لأشعة الشمس، أو بسبب الجو الحار نسبياً مع وجود جفاف، أو بسبب قيام الشخص بمجهود عضلي كبير تحت أشعة الشمس أو في جو حار. وتتميز الأعراض السريرية للشخص المصاب بالإنهاك الحراري بالصداع ثم الدوخة والغثيان مع ضعف وعرق شديد ثم فقدان الوعي، كما تكون درجة حرارة الجسم طبيعية أو أقل من طبيعية، إضافة إلى اتساع حدقة العين، وسرعة أو ضعف نبضات القلب، ويمكن أن تصاحب هذه الأعراض تقلصات لعضلات البطن أو الأطراف. وتتميز عملية إسعاف المصاب بالإنهاك الحراري بضرورة نقله إلى مكان بارد، والعمل على خلع ملابسه وجعله في وضعية استلقاء على الظهر، مع إعطائه مسكنا للألم إذا ما كان يشعر به، وإذا كان المصاب في وعيه، فيجب إعطاؤه كمية كبيرة من السوائل الدافئة، مع ضرورة إضافة من ربع ولغاية نصف ملعقة صغيرة من الملح في كل كوب، ويعتبر هذا الإجراء من أهم الوسائل لعلاج المصاب مع نقله إلى المستشفى إذا لم يتماثل إلى الشفاء أو التحسن. وفي كل الحالات يجب عدم التعرض لأشعة الشمس لمدة طويلة خاصة في منتصف النهار، وتوعية أبنائنا بأهمية الشمس وفوائدها من فيتامين "د" وآثارها الايجابية على العظام والجسم، مع تنبيههم إلى عدم الإفراط في التعرض لها لتجنب الضربة الشمسية والإنهاك الحراري، أخذا بعين الاعتبار أن التعرض لأشعة الشمس قد يتسبب في الإصابة بالسرطان الجلدي بالنسبة للأشخاص الذين يتعرضون لأشعة الشمس لمدة طويلة من الزمن.