نفذ تجار ممر الأمير مولاي رشيد المعروف بالبرانس، القريب من جامع الفنا ، يوم الثلاثاء 28 يوليوز 2015 ، وقفة احتجاجية مع إغلاق محلاتهم التجارية، تعبيرا عن غضبهم من تفاقم "حالة الفوضى و التسيب " التي غرق فيها الممر المذكور ، جراء استفحال ظاهرة الباعة الجائلين الذين باتوا "يحتلون الممر بكامله في ظل ضعف كبير للأجهزة التابعة للسلطة المحلية في صد هذه الظاهرة " . و قال المحتجون في بيان لهم "إن مهنيي و تجار ممر البرانس أضحوا شبه متأكدين بأن وضعية الفوضى و التسيب التي يعيشها فضاؤهم منذ مدة طويلة ، لم تلق أي تجاوب من طرف السلطات المعنية لكي تتدخل بشكل حازم و مستمر و نهائي " . و وجهوا خطابهم مباشرة إلى والي الجهة، متسائلين "عن مغزى ترك ممر الأمير مولاي رشيد في هذه الحالة الاستثنائية" ، التي وصفها البيان بكونها "متناقضة و شاذة ، دون باقي المناطق بالمدينة الحمراء التي أظهرت فيها السلطة حزما و تشددا إزاء ظاهرة احتلال الباعة الجائلين للملك العمومي" . و دعوا إلى التحرك بجدية ، و خاصة في الفترة المسائية حيث يحتل الممر بالكامل ، "عوض القيام بتلك الجولات الاستعراضية التفقدية لأسواق جامع الفنا بالنهار" . و اعتبر تجار ممر "البرانس" أن المشكل الأساسي الذي أدى إلى استفحال الوضع ، "يرتبط بسلوك السلطة و تعاملها مع الوضعية ، و ضعفها الشديد ، في التصدي له" ، وهو الضعف الذي لم يجدوا له تفسيرا و لا مبررا ، و" لا سيما و أن السلطات أظهرت إصرارا و حزما في التصدي لظواهر مماثلة بأسواق و شوارع و ممرات أخرى بالمدينة الحمراء " . هذا وقد سبق لولاية مراكش ، في عهد الوالي السابق محمد فوزي ، "أن عملت بحزم على تحرير ممر مولاي رشيد من الباعة المتجولين ، لكن هذا الحرص من قبل السلطة لم يستمر فعادت الأمور إلى حالتها الشاذة الموسومة بالفوضى و التسيب و خاصة في المساء" . و يعتبر ممر مولاي رشيد المدخل الرئيسي لساحة جامع الفنا ، حيث لا يتعدى طوله 300 متر و عرضه 12 مترا ، و يضم خمس "قساريات" إضافة لأزيد من من ستين محلا تجاريا على طول الممر ، و يخضع إداريا لإشراف ملحقتين إداريتين هما ملحقة الباهية و ملحقة جامع الفنا ، و يقول تجار المنطقة "إن التنسيق بين الملحقتين شبه منعدم ، أو في أحسن الاحوال عديم الجدوى التنظيمية ، و يعرف في المساء اكتظاظا كبيرا بفعل توافد مئات من الباعة الجائلين الذين يحتلون الفضاء بكامله ، و يضربون حصارا على المحلات التجارية" . و تشير بعض المعلومات إلى "أن بعض هؤلاء الباعة الجائلين هم أصلا من أصحاب المحلات في أسواق أخرى بمراكش ، وبعد أن يفرغوا من تجارتهم و يغلقوا أبواب متاجرهم ، يقصدون الممر، مستفيدين من الفوضى السائدة جراء صمت السلطة و عجزها عن إحلال النظام و تطبيق القانون ."