المغرب التطواني يفوز على مضيفه اتحاد طنجة (2-1)    المنتخب المغربي يفوز بكأسي البطولة العربية ال43 للغولف بعجمان    كندا تؤكد رصد أول إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة    المغرب يرفع حصته من سمك أبو سيف في شمال الأطلسي وسمك التونة الجاحظ ويحافظ على حصته من التونة الحمراء        التفاصيل الكاملة حول شروط المغرب لإعادة علاقاته مع إيران    أنشيلوتي يدافع عن مبابي.. "التكهن بشأن صحته الذهنية أمر بشع"    دينامية السياسة الخارجية الأمريكية: في نقض الإسقاط والتماثل    الأخضر يوشح تداولات بورصة الدار البيضاء    قمة "Sumit Showcase Morocco" لتشجيع الاستثمار وتسريع وتيرة نمو القطاع السياحي    الشراكة الاستراتيجية بين الصين والمغرب: تعزيز التعاون من أجل مستقبل مشترك    انتخاب لطيفة الجبابدي نائبة لرئيسة شبكة نساء إفريقيات من أجل العدالة الانتقالية    وسط حضور بارز..مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة تخلد الذكرى الستين لتشييد المسجد الكبير بالعاصمة السنغالية داكار    الجزائر تعتقل كاتبا إثر تصريحاته التي اتهم فيها الاستعمار الفرنسي باقتطاع أراض مغربية لصالح الجزائر    كرة القدم النسوية.. توجيه الدعوة ل 27 لاعبة استعدادا لوديتي بوتسوانا ومالي        اغتصاب جماعي واحتجاز محامية فرنسية.. يثير الجدل في المغرب    الحسيمة تستعد لإطلاق أول وحدة لتحويل القنب الهندي القانوني    هتك عرض فتاة قاصر يجر عشرينيا للاعتقال نواحي الناظور    مكتب "بنخضرة" يتوقع إنشاء السلطة العليا لمشروع أنبوب الغاز نيجيريا- المغرب في سنة 2025    استغلال النفوذ يجر شرطيا إلى التحقيق    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الأحد    "مرتفع جوي بكتل هواء جافة نحو المغرب" يرفع درجات الحرارة الموسمية    حفل يكرم الفنان الراحل حسن ميكري    نمو صادرات الصناعة التقليدية المغربية    موتسيبي "فخور للغاية" بدور المغرب في تطور كرة القدم بإفريقيا    معهد التكنولوجيا التطبيقية المسيرة بالجديدة يحتفل ذكرى المسيرة الخضراء وعيد الاستقلال    انخفاض مفرغات الصيد البحري بميناء الناظور    بوعشرين: أصحاب "كلنا إسرائيليون" مطالبون بالتبرؤ من نتنياهو والاعتذار للمغاربة    المعرض الدولي للبناء بالجديدة.. دعوة إلى التوفيق بين الاستدامة البيئية والمتطلبات الاقتصادية في إنتاج مواد البناء    بعد متابعة واعتقال بعض رواد التفاهة في مواقع التواصل الاجتماعي.. ترحيب كبير بهذه الخطوة (فيديو)    محمد خيي يتوج بجائزة أحسن ممثل في مهرجان القاهرة    اعتقال الكاتب بوعلام صنصال من طرف النظام العسكري الجزائري.. لا مكان لحرية التعبير في العالم الآخر    الطيب حمضي: الأنفلونزا الموسمية ليست مرضا مرعبا إلا أن الإصابة بها قد تكون خطيرة للغاية    ترامب يعين سكوت بيسنت وزيرا للخزانة في إدارته المقبلة        19 قتيلا في غارات وعمليات قصف إسرائيلية فجر السبت على قطاع غزة    مثير.. نائبة رئيس الفلبين تهدد علنا بقتل الرئيس وزوجته    فعالية فكرية بطنجة تسلط الضوء على كتاب يرصد مسارات الملكية بالمغرب    الوزير برّادة يراجع منهجية ومعايير اختيار مؤسسات الريادة ال2500 في الابتدائي والإعدادي لسنة 2025    اختفاء غامض لشاب بلجيكي في المغرب    "السردية التاريخية الوطنية" توضع على طاولة تشريح أكاديميّين مغاربة    ضربة عنيفة في ضاحية بيروت الجنوبية    "كوب29" يمدد جلسات المفاوضات    عندما تتطاول الظلال على الأهرام: عبث تنظيم الصحافة الرياضية    كيوسك السبت | تقرير يكشف تعرض 4535 امرأة للعنف خلال سنة واحدة فقط    بنسعيد: المسرح قلب الثقافة النابض وأداة دبلوماسية لتصدير الثقافة المغربية    موكوينا: سيطرنا على "مباراة الديربي"    مهرجان "أجيال" بالدوحة يقرب الجمهور من أجواء أفلام "صنع في المغرب"    مندوبية التخطيط :انخفاض الاسعار بالحسيمة خلال شهر اكتوبر الماضي    طبيب ينبه المغاربة لمخاطر الأنفلونزا الموسمية ويؤكد على أهمية التلقيح    الأنفلونزا الموسمية: خطورتها وسبل الوقاية في ضوء توجيهات د. الطيب حمضي    لَنْ أقْتَلِعَ حُنْجُرَتِي وَلَوْ لِلْغِناءْ !    تناول الوجبات الثقيلة بعد الساعة الخامسة مساء له تأثيرات سلبية على الصحة (دراسة)    اليونسكو: المغرب يتصدر العالم في حفظ القرآن الكريم    بوغطاط المغربي | تصريحات خطيرة لحميد المهداوي تضعه في صدام مباشر مع الشعب المغربي والملك والدين.. في إساءة وتطاول غير مسبوقين !!!    في تنظيم العلاقة بين الأغنياء والفقراء    سطات تفقد العلامة أحمد كثير أحد مراجعها في العلوم القانونية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



متسللة داخل الجحيم السوري

قررت الكتابة ضد النسيان والكذب والخسارة والتواطؤ، قررت الكتابة لأن الأسوأ
ربما لازال قادماً ليس
فقط في سوريا ...
هذا الكتاب ربما يلخص معركة شعب عازم على إنهاء دكتاتورية عمرت 40 سنة . شعب يتطلع للحرية، لكنه يغرق يوماً بعد آخر في الجحيم أمام أنظار مجتمع دولي غير مبال ...
هذا الكتاب هو حكاية ربيع سوري بدأ كميلاد للحرية لينتهي في خراب جهادي
له أبعاد وتداعيات
إقليمية ودولية ...
«قبل أن انشق، شاركت في العمليات التي جرت في درعا كنت من ضمن أوائل الجنود الذين دخلوا المدينة. كنت شاهدا مباشرة على اغتيالات وعمليات اغتصاب وأعمل تعذيب جنسي في حق شبان. جرائم ارتكبها رئيسي شخصيا وأمام أعيني، القائد عبد الكريم أدنت كل هذا في محضر، لكن لم يتعرض رئيس لأي عقاب من القيادة. بالمقابل، تم إرسالي أن إلى مركز التحقيق 293 الخاصي بالضباط واعتقلت بتهمته التعاطف مع المتظاهرين، أنا رائد ورموابي في السجن ستة أيام مصفد اليدين».
هنا في الرستن، كانت لما سيعرف فيما بعد الجيش السوري الحر، أولى الخطوات، حيث تأسس في يونيه 2011، انضمت حركة الضباط الأحرار (التي كان مؤسسها لاجئا في تركيا وهو الليوتنان كولونيل حسيني هرموش أعلن انشقاقه في يونيه 2011، وسيتم اختطافه في تركيا يوم 29 غشت وأعيد إلى سوريا حيث أعدم في يناير 2012) انضمت حركة الضباط الحرار يوم 23 شتنبر الى تنظيم الجيش السوري الحر الذي تأسس يوم 29 يوليوز انطلاقا من التراب التركي. كان ذلك ضربة موجعة للنظام. فالرستن كانت دائما مشتلا ومعقلا نسبيا رئيسيا للجيش السوري والجنرال مصطفى طلاسي الرجل القوي في الجيش لعشرات السنين. من أبناء المدينة، وبالتالي ساهم وساعد في ترقية أبناء منطقته من الجنود السنيين داخل جهاز عسكري تتحكم في دوالييه الأقلية العلوية، والوضع الذي كان يتمتع به الجنرال مصطفى طلاسي، كواحد من أقرب المقربين من الأسد الأب، اعطى دئما للضباط المتحدرين من الرستين نفود لم يكن يحظى به باقي الجنود السنة. لكن المدينة بصدات تتحول الى أول معقل للمقاومة المسلحة للنظام، تحدي يضطلع الضباط الأحرار بكامل مسؤوليته وليس فقط باسم حماية السكان. فسوريا حافظ الأسد وبشارة الأسد لم تعد سورياهم، والجيش الذي دجنه الريسان بشكل مغرط، لم يعد جيشهم.
قطيعة تتجاوز أسبابها العميقة حدود البلد وإطار الثورة، بل تجد جدورها في تعقيد الصراع القائم منذ 1948 بين اسرائيل والدول العربية، فالقولة الشهيرة لوزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنري كسينجر، في الشرق «لا حرب بدون مصر ولا سلام بدون سوريا» لخصت لفترة طويلة موازين القوة المتدخلة، في الصراع الرامي الى تعزيز الأراضثي العربية المحتلة من طرف اسرائيل، وحل القضية الفلسطينية الشائكة، ولكنها تفسر كذلك، الدور الذي لعبته سوريا كعامل عدم استقرار على المستوى الجهوي لاسيما بعد وصول حافظ الأسد للسلطة سنة 1970.
قبل اتفاقيات كامب دفيد التي وقعت وضعت أسس السلام بين معر وتل أبيب تحت إشراف الولايات المتحدة في عهد جيمي كارتر سنة 1978 كانت مصر هي أهم قوة عسكرية قادرة على التأثير ولو نسبيا، من الناحية العسكرية في ميزان الصراع مع اسرآئيل، مع ما يعنيه ذلك من تضحيات وإذا كان هذا الاتفاق بين مصر واسرائيل والموقع في واشنطن سنة 1979 أثار موجة تنديد وإدانة في الشرق الأوسط، فلأنه أقرها هذه »سلام منفرد« بين اسرائيل ودولة عربية لم تخرج فقط عن الصف وكسرات صف الوحدة المفترض أنه يشكل الثوة، ولكنه بالاضافة إلى ذلك حرم الأطراف لاعربية الزخرى من أهم حليف لهم.
على المستوى العسكري، تحييد مصر سيعني أن تحرير الأراضي العربية المحتلة من طرف اسرائيل لم يعد ممكنا تحقيقه بالسلاح بل عبر مفاوضات محتملة، قد تطول إلى ما لا نهاية، وتسيير في كل الأحوال ضد مبادئ من لا يريدون الاعتراف بدولة اسرائيل، على الأقل قبل استعادة جميع الأراضي المحتلة، وعلى المستوى الدبلوماسي وعلى افتراض قبول مبدأ مفاوضات السلام الذي سيفرض نفسه في النهاية، فإن غياب مصر يحرم المفاوضين العرب من ورقة أساسية.
وبالتالي وبعيدا عن المبادئ القومية والوطنية الكبرى، فإن سوريا ستركز كل سياستها الخارجية حول تجميع المكاسب الاستراتيجية حتى يستعملها بأفضل شكل ممكن خلال المفاوضات. وضعت يدها علي لبنان حيث تدخلت عسكريا سنة 1976 في بداية الحرب الأهلية بطلب من اليمين المسيحي للبناني الذي كان في وضع عسكري سيء أمام القوى التقدمية اليسارية حلفاء منضمة التحرير الفلسطينية التي جعل منها النظام السوري بشعاره الدائم، لكنها تراجعت للنسيان مؤقتا، نظرا لأن الأسد الأب كان مرير القضاء علي منظمة التحرير الفلسطينية وزعيمها ياسر عرفات الذي رفض دائما وصاية دمشق. وصاية ستمارس بشكل صارم على لبنان طيلة 29 سنة.
خلال المفاوضات الاسرائيلية السورية التي بدأت سنة 1991 وجمدت منذ لك الحيش ستشكل الورقة السورية ورقة رابحة مهمة بالنسبة لدمشق. التي كانت تستعمل حزب لله ومعركته المشروعة لتحرير جننوب لبنان من الاحتلال الاسرائيلي، وسترهن وقف المقاومة اللبنانية بانسحاب اسرائيل من الجولان السوري المحتل منذ 1967 »آل الأسد جعلوا من جيشنا جيش طفيليات، يحتج الرائد يعرب تكتك أحد الضباط الثمانية المنشقين المتحصنين في ضيعة الرستن. إنهم أآقوياء ببطولات وتضحيات الآخرين، استحوذوا عليها دو حياء. لقد جعلوا لبنان تحت أيديهم ذبحوا هناك الفلسطينيين، ويريدون استعادة الأراضي السورية بالوكالة. ذات يوم اغارت الطائرات المقاتلة الإسرائيلية على إحدى نقطنا السعكرية قرب الجولان المحتل. اخبرت قيادتي على النور، كان بامكاننا إصابتها بالمضادات، لكن التعليمات كانت كالعادة: «نحتفظ لأنفسنا بحق الرد في الوقت المناسب» مقاومة الأسد هي كذبة كبرى لم تعده تضحك أحدا عندما بدأت عمليات اغتيال المدنيين السوريين! كذبة كبرى لم تستخدم سوى لتبرير حالة الطوارئ المعمول بها في سوريا منذ 1963، كما لو أن سوريا لاتزال في حرب ضد اسرائيل!
في العراق، تدخلت سوريا لفترة لطويلة بشكل أو بآخر في قضايا هذا البلد. شجعت عبور المقاتلين الجهاديين لحدودها ما بين 2003 إلى 2011 لقتال القوات الأمريكية في العراق، وفي نفس الوقت فرضت دمشق نفسها كمحاور لا يمكن تجاهله في مجال الحرب علي الإرهاب، من طرف الولايات المتحدة التي وجدت نفسها غارقة في المستنقع العراقي. كان كبار المسؤولين الأمريكيين يتسابقون الى دمشق لمناقشة القضايا الأمنية في العراقي. كان كبار المسؤولين الأمريكيين يتسابقون الي دمشق لمناقشة القضايا الأمنية في ازلعراق التي كان بشار الأسد يملك بعض أهم خيوطها، وقضايا الاستقرار في لبنان الذي يبقي منطقة نفود وساحة تصفية حسابات بالنسبة للنظام السوري بعد انسحاب قواتته من التراب اللبناني سنة 2005.
قوة سوريا ستتلخص مع مرو الوقت في قدرتها على إحداث الضرر والتدخل في الشؤون الإقليمية فالنظام السوري الذي أكد براعته في فن شن الحروب بالوكالة والمناورة من خلال خلق عدم الاستقرار والانقسامات لكي يفرض نفسه فيما بعد كوسيط، وهو بذلك أثار اعجاب من رأى في بشار الأسد استراتيجيا داهية وزعيم قومي حقيقي. وفي نفس الوقت إدانة من يؤدون ثمن لعبة الشطرنج الإقليمية التي يلعبها.
أشرف الاستجواب على النهاية، وبينما كنت أصور بعض المشاهد الصامتة للضباط اقترب مني الجنرال طلاس وهو يبتسم لحق به على الفور الرائد تكتك »انت من أصول مغربية؟« سألني هذا الأخير »نعم، وكنت أريد أن أقول.. هل تعلم هناك أشخاص في المغرب يحملون اسم تكتك انه اسم عائلي نادر هناك«» هنا ايضا هذا الإسم غير معروف كثيرا تكتك يرن هذا الإسم قبل اسم احمق.
ولكن في الحقيقة يجب ان يكون الانسان مجنونا فعلا لكي يتجرأ على تحدي هذا النظام!« الدعابات التي كنت نتبادلها اوقفها تدخل الضابط المكلف بالاستخبارات داخل كتيبة الضباط الاحرار في الرستن ويلقبونه القبطان ب »صوفيا لن يمكنك العودة وحدك مع المدنيين الذين رافقوك حتى هنا. سيتعين علينا مرافقتك. علينا التحرك بسرعة. الدبابات تعيد انتشارها بينما كانت الساعة تشير الى الواحدة صباحا. هذا أمر غير معتاد. بدون حمايتنا، قد تستقطين مباشرة في فم الذئب.
أمر القبطان رجاله باخفاء أسلحتهم وبعض القنابل في اكياس بلاستيكية. وبينا كان يحمل بندقيته الكلاشينكوف على كتفه. طلب مني الركوب وراءه على متن دراجته النارية ودعنا من سيصبحون قريبا أبطالا وطنيين وانطلقنا في ليل دامس وأضواء دراجتنا مطفأة بعد رحلة لمدة عشر دقائق. اوقف القبطان فجأة دراجته التي كانت تسير في المقدمة بعيدا عن الآخرين. واقترب مشيا على الاقدام من ملتقى طرق قبل ان يعود بسرعة ادراجه ويأمر مجموعته بالسير في طريق عبر الحقول لتفادي المدرعات التي كانت قريبة في أراضي مكشوفة في عمق البادية، كنا نسير بسرعة وراء رجال القبطان.
وصلتا قرب منزل معزول دخلناه متسللين بعدما اخفينا دراجاتنا وراء جدار يحيط بالمنزل المتواضع، فتح لنا المزارع وابنه الطريق للدخول بعد عناق سريع مع القبطان. وحول شاي ساخن استعدنا بعضا من أنفاسنا أحد أصدقاء عمر تمركز فوق سطح المنزل لمراقبة ورصد تحركات الدبابات وبعد انتصار لعدة ساعات، تلقى القبطان مكالمة يخبره بأن الطريق سالك وان الفئران تنام في جحورها الحديدي«.
وصلنا الى منزل والدي عمر فجرا منهكين. وبالكاد نمت ساعتين حتى دخلت والدته الأميرة الغرفة التي كنت أنام فيها وأيقظني مذعورة.
- بسرعة، استيقظني، لابد أن ترحلي مع عمر الجيش قادم. ماذا؟ كيف علمت بذلك؟
- أخبرنا النظام يعرف أين يختبئ الضباط الاحرار. الهجوم وشيك الجنود يستعدون لدخول الرستن. عليهم ان يمروا عبر المدينة للوصول الى مزارع الرستن لقد قطعوا خطوط الهاتف هم يقومون بذلك قبل الهجوم على أي بلدة.
كتن جاهزة خلال دقائق، ولكن كل الاستجواب الذيا جريته مع الضباط الاحرار مايزال في الكاميرا التي وضعتها في حقيبتي، الظهرية بينما كانت أميرة تزود عمر ببعض حبات التفاح و قنينات الماء.
ارحلوا، بسرعة!« صاح صاحب المنزل، اذا ما فتشوا ووجدوا صحفية فرنسية في بيتنا. وانتهى أمرنا. لقد بدأت الشكوك تراودهم بخصوص عمر.. وفي كل الاحوال. صحفي أو غير صحفي، لابد له أن يرحل عندما سيصلون سيعتقلون كل الشبان الذكور« هذه الملاحظة الاخيرة نبهت الام التي طلبت من حمودة الابن الاصغر في العائلة وعمره 21 سنة. الاسراع بتغيير ملابسه للرحيل معنا »خذوا معكم الصغير، لن يجدوا سوى الشيوخ في هذا المنزل«.
بعد 20 دقيقة دخلت قوات الجيش مدينة الرستن وقامت بعمليات تفتيش ومداهمة قبل أن تتوجه نحو ضواحي المدينة هناك حيث قابلت الضباط الاحرار قبل ساعات. ورغم المواجهات العنيفة بين الطرفين. لم تسجل أية خسائر في صفوف المنشقين. لكن الضابط تكتك تم اعتقاله من طرف الجيش. نقل الى دمشق تم الى سجن العيدانية وتعرض هناك لابشع انواع التعذيب ولم يفلت من الموت الا بفضل قوة اقناعه التي مكنته من اقناع رؤساءه بانه تم اختطافه من طرف الضباط الاحرار. ومع ذلك قضى أزيد من سنة في سجون الاسر تم افرج عنه في اطار عملية تبادل للاسرى بين النظام والجيش الحر، ظهر من جديد في الرستن علي رأس كتيبة جديدة.ل كن هذا المقاوم سيصاب في الرأس وسيتم نقله الى تركيا للعلاج هناك.. ثم عاد عمر ذلك الى المعركة بعزيمة لا تلين. اما الكابتان فلن يحضى بهذا الحظ. سيقلت على أيدي جنود النظام.
يوم 18 مارس 2012 ستفقد الرستين ايضا متمردا اخر جسد بالنسبة للكثيرين الاخلاق في المعركة: الرقيب امجد الحميد مؤسس أول كتيبة في سوريا، عشية وفاته، ندد أمام حشد من سكان الرستن، بالتجاوزات التي ارتكبها بعض المدنيين المسلحين واعتبر ان هذه العناصر الخارجية عن السيطرة تشكل عبئا خطيرا على حركة الثورة.
»انهم لصوص، شبيحة، كان يصبح عبر مكبر صوت أمام حشود غاضبة، السلاح يجب ان يستخدم لمحاربة النظام وليس لسرقة السيارات والاختطاف او اغتصاب نساء الطوائف الدينية الاخري. هذا ليس من اعرافنا. من يريدون ركوب سيارات ما عليهم سوى مواجهة جنود بشار وبعيدا عن المدنيين! والا فلتبعدوا، لاننا قادرون على سحقهم أينما وجدوا« وذكر الضابط في سباق رفضه لدعوات بعض الشيوخ السوريين في المنفى الى الجهاد، ان رجال سوريا الاحرار لم ينتظروا الشيوخ للقيام بواجبهم«.
وبعد مرور 24 ساعة على تحديراته، سيسقط الرائد امجد الحميد برصاص مهاجمين مجهولين. كتيبته ستتحتم جماعة اسلامية باغتياله. والرجل الذي تقاسم معنا قهوته تحت القمر في ضواحي الرستن وهو يطلب منا تذكر هذه اللحظة الساحرة اذا ما سقط شهيدا، لن يكون اول ضحية ولا آخر ضحايا عواقب وتبعات انزلاق ثورة، تنتج مع استمرارها، افضع الانحرافات الضابط الحر بالرستن سيلقبه اصدقاءه بالشهيد بين نارين.
في طرابلس عاصمة شمال لبنان، التقيت صدفة بمناسبة تحقيق عسكريا عاملا في مدخل الرستن ليلة استجوبت الضباط الاحرار، الماجور سامي الكردي الذي انشق عن وحدتها فيما بعد، سيحكي لي تفاصيل تلك الليلة من الجانب الاخر، جانب النظام »فيما يخصك انت صوفيا، أخبرونا ان صحفية فرنسية تثير الفوضى في الرستن وأمرونا باحضارها حية أو ميتة. عندما التحقت بالمنبثقين تمنيت سرا ان أكون أنا من يعثر عليك لاحذرك وأخرجك من المدينة على الفور.
الماجور، الذي سيتم دبح صهريه ردا على انشقاقه والذي سيصبح الناطق الرسمي باسم الجيش السوري الحر لمنطقة حمص. قبل ان يلجأ الي فرنسا (كاين) مع عائلته، اكد لي انه خلال صيف 2011 تزايدت شهرة الرستن وجلبت عشرات المنشقين من مختلف مناطق البلاد وتجمع حوالي 1000من المتمردين في المدينة سيجعل منها مسرحا لواحد من أوائل المواجهات المهمة بين الضباط الاحرار والجيش النظامي هذا الأخير الذي يريد استعادة السيطرة على الرستن باسرع ما يمكن شن يوم 27 شتنبر، الى بعد ستة أسابيع على مروري هناك، هجوما واسعا على المدينة بالقصف بالطائرات والمدافع وقذائق الدبابات الثقيلة.
وفي نفس تلك الفترة سيتم اعتقال عمر عمر بالرستن وسيعذب على يد رجال المخابرات السورية لكونه سهل لقائي مع الضباط الاحرار، وحتي قبل الافراج عنه. أخبر ابن أخيه انه مبعوث عنه لنفس الاسباب ولكونه اشتغل مرافقا لصحيفة معادية لسوريا. سيدخل عمر في سرية لكنه سيعتقل في النهاية وسيعذب ويرمي به في السجن حيث لازال هناك.
شريط فيديو صور بالرستن منط رف مصورها، ويلخص اليوم المصير الذي ينتظر النضال السلمي في سوريا وفي نفس الوقت الفرجة والمرح العنيد لدي السوريين. ثلاثة متظاهرين وحيدين في شوارع خالية ومدمرة بالقصف بينما يقوم رابع بتصويرهم مركزا على اللافتة التي يرفعونها والتي كتبوا عليها »ما تبقى من الشعب السوري. يريد اسقاط النظام«! السلمية ماتت وانتهت. تكلمت الاسلحة، وسيفعل الرعب المتراكم والرغبة في الانتقام من الجانبين سيتحول العنف المسلح الي ابشع الفضاعات. لقد انفتحت العلبة وخرج المارد من القمقم.
دجنبر 2011
تسلحت المعارضة وانتقلت إلى منطق الهجوم. بالنسبة للجنود المنشقين، لم يعد الأمر يتعلق فقط برفض أوامر القيادة أو حماية المدنيين، بل بالمواجهة المباشرة مع جنود النظام. وبدأ هذا التطور يتصاعد تدريجياً. بدأ بكمائن هدفها الاستيلاء على أسلحة وذخيرة دوريات الجيش النظامي، وسيتواصل هذا التصعيد من خلال هجمات بهدف وقف تقدم قوافل الدبابات التي كانت ترسل كتعزيزات من دمشق نحو المدن المتمردة، ليصل هذا التطور إلى شن عمليات هجومية متنوعة.
وبعد أشهر من الاحتجاجات السلمية لسكان من كل الشرائح الاجتماعية صدحت بأعلى صوتها أنها سلمية رغم شراسة القمع الذي كانت تواجهه، ستنزلق البلاد تدريجياً إلى حرب أهلية. خسارة رهيبة سببها عدم تحرك المجتمع الدولي وتعنت النظام السوري.
وكنتيجة لهذا التطور، فتح الجيش السوري صفوفه أمام المتطوعين المدنيين، وبدأت أعداده تتزايد بسرعة. ولو أن المقاتلين الأجانب لم يلتحقوا بعد حتى تلك المرحلة بصفوف المقاتلين السوريين. بالمقابل، كان نظام بشار الأسد قد طلب دعم حلفاءه الاقليميين الأقوياء: إيران وحزب الله اللبناني.
المعارضة السورية المسنودة من المدنيين، حققت مكاسب على مستوى الفعالية، كانت تستولي على أحياء وأجزاء من المدن، وتقاوم، وكان حي »بابا عمرو« في حمص عنواناً يصور ما آل إليه الصراع، حيث يسيطر رجال الجيش السوري الحر على هذا الحي لعدة أشهر، وأعلنوه »منطقة محررة« في نهاية سنة 2011. وكانت استراتيجية النظام تتمثل في شطب وإحراق المناطق التي سيطر عليها الجيش السوري الحر، من أجل منع وحداته من أية استمرارية ترابية، سياسة الأرض المحروقة ستبرر بالنسبة للمتمردين عسكرة الثورة بشكل أقوى.
في منتصف دجنبر، كانت الأنباء القادمة من سوريا تتحدث عن هجوم وشيك لجيش النظام ضد حي بابا عمرو، قررت الذهاب هناك، على أمل أن ألتحق بالحي المتمرد وقت الهجوم. وكانت خطتي البديلة تتمثل في قضاء أسبوع إلى جانب مقاتلي الجيش الحر في بابا عمرو الذي يضم مقر قيادة كثيبة مهمة في منطقة حمص. كنت آمل أن ألتقي هناك النقيب عبد الزراق طلاس، الضابط المنشق الذي التقيته في الرستن في غشت الماضي، حتى أتمكن من فهم الطريقة التي تطور بها طلاس ورفاقه، والتأكد ميدانياً ما إذا كان الجيش السوري الحر يسير نحو الحرب الأهلية.
لم يعد بإمكاني دخول سوريا إلا بطريقة سرية، فترة بعد اعتقالي بمطار دمشق في غشت 2011. اتصل بي عمر ليخبرني أننا نحن الإثنين مبحوث عنا من طرف عناصر مخابرات القوات الجوية. وتأكد من الأمر باطلاعه على مستوى صفحة خاصة على الفايسبوك ينشر عليها باستمرار المنسقون لوائح الأشخاص المبحوث عنهم، حتى يتأكد النشطاء إن كانوا موجودين على لوائح المطلوبين، كان اسمي واسم عمر على تلك اللائحة جنباً إلى جنب تحت القرار رقم 23184. ومنذ ذلك الوقت، دخل عمر الى السرية، وأجبر على العيش مختبئاً طيلة أشهر قبل أن يعتقل قرب دمشق.
وبالنسبة لي لم يعد ممكناً الدخول إلى سوريا بالطرق الشرعية. عاودت الاتصال بالمهربين الذين تمكنت بواسطتهم من التسلل مرة أولى إلى البلد لمدة 10 أيام في منطقة حمص في أكتوبر الماضي، رفقة زميلتي مانون لوازو قصد إنجاز تحقيق لفائدة قناة فرنسا 2، أخبرت كذلك بعض النشطاء السوريين الذين حذروني من المغامرة، برأيهم، هذه الرحلة الجديدة تعني الانتحار نظراً لوضعيتي.
شرحت لهم بأن تحركاتي ستكون محدودة، وأني أنوي الذهاب مباشرة للقاء رجال الجيش الحر في بابا عمرو، وأنني على العموم محمية بوضعيتي كصحافية فرنسية، أجابني أحدهم قائلا: »فرنسية أو غير فرنسية، لا يهمهم الأمر، رجال النظام يكرهونك ويريدون رأسك، رأسك غالي في سوريا، إذا ما وضعوا عليك يدهم، سيقطعونك أجزاء وسيرمونها في نهر العاصي، وسيخبرون سفارتك بأنك قتلت على أيدي الإرهابيين«. لا يهم، كنت أثق جداً في شبكتي من المهربين أوصى
بهم بعض السياسيين اللبنانيي المعارضين لنظام بشار الأسد، وقبل شهرين تمكن رئيس الشبكة أبو رائد خلال دقائق ومن لبنان ارسالي على متن سيارة إلى زقاق في حمص، حيث تركنا لحالنا أمام باب »بيت آمن« كان مغلقا وعلى بعبد بضعة أمتار من حاجز للشبيحة، بسبب تهور مناضل وضع فيه كل الفريق ثقته، ورجال أو برائد فعالون سيدخلون إلى التراب السوري وسيسلموني إلى الجيش السوري الحر.
اتصلت بالمنتجين الذين اشتغل لحسابهم في باريس كانوا دائما يساندون مشاريعي لكن هذه المرة نصحني رئىس التحرير وديا بنسيان سوريا لفترة وأخذ بضعة أيام عطلة في نهاية هذه السنة.
15 دجنبر 2011
انتظرت صديقتي كارولين بوارون في مطار بيروت ورغم التحديات قررت السفر كارولين مصورة مرموقة تريد تغطية الثورة السورية سترافقني، قبل ذلك كان ضروريا المرور عبر منزلي ليضع ساعات لتأكيد الموعد مع المهربين، والتحقق من المعدات وحفض بعض الأرقام الهاتفية وتوديع أبنائي الوداع، سرنا في الطريق في اتجاه »مقيبلة« وهي قرية جنودية تقع في منطقة وادي خالد، في أقصي شمال لبنان وللوصول كان لابد من تفادي نقط تفتيش الجيش اللبناني الموالي جزئيا لحزب الله حليف نظام بشار الأسد، ومند اندلاع الثورة يحاول الجنود عزل منطقة وادي خالد عن باقي التراب اللبناني لاحتراء اللاجئين السوريين الذين يصلون إلى لبنان بأفواج متزايدة والحد من اتصالاتهم مع وسائل الاعلام الأجنبية، ويحاول الجيش اللبناني وقف تسلل المقاتلين إلى التراب السوري، لكن دون فائدة ومهربنا كان مبحوثا عنه بتهمة تهريب السلع، ولذلك كنا مجبرين على القيام بعد مناورات وأخد مسالك ملتوية قبل الوصول إلى وجهتنا.
وصلنا في نهاية المطاف إلى مقيبلة دون مشاكل، سكان القرية الواقعة على بعد 300 متر من الحدود مع سوريا موالون كليا للثوار، وبيت محمود خزعل عمدة البلدة سابقا وعراب الثورة هناك، ممر ضروري »السيد العمدة« كما يناديه سكان البلدة، في الخمسين من عمره رجل بشوش يتصرف ويتكلم كرب أسرة مسؤول.
قاعة الاستقبال بمنزل الرجل وكالعادة مسرح لزيارات متنوعة وعديدة لاتنتهي: فارون من الجيش النظامي السوري لاجنود يبحثون عن سكن، نشطاء مكلفون بنقل الأغذية والأوية إلى حمص، ومنطة والد خالد تشكل قاعدة خلفية حيوية بالنسبة للمعارضة السورية.
حل الليل منذ ساعات عندما أخبرنا المهرب أننا سنطقع الحدود ابن العمدة السابق، بشار الذي يطلب منذ اندلاع الثورة مناداته باسم »بشير« اقترح أن يرافقنا نقطة العبور السرية بين البلدية، حيث كان مهرب آخر سوري في انتظارنا على الجانب اللبناني.
بعد بضع دقائق بالسيارة وصلنا وأضواء السيارة مطفأة على الجانب اللبناني من وادي النهر الكبير الذي يفصل بين بلدة مقيبلة والقرية السورية »مشايرفة« خلال ثوان ودعنا مرافقينا تم تبعنا أ[مد المهرب مرافقنا الجديد قطعنا الوادي في صمت وكانت كل واحدة منا تحمل حقيبة ظهر فوق رأسها كان مجرى المياه ضعيفا لكنه كان باردا جدا، وقد تعرض النهر الكبير بالأخص لعمليات تلغيم عدة مرات منذ بداية الثورة مهربنا السوري لا يتعدى عمره 20 سنة كان متوثرا كان يتقدم بسرعة دون أن يلتفت إلى الوراء، ثم يقول بعض الجمل غير المسموعة جيدا، وهو مازاد توثرنا »ابقوا ورائي وحاولا أن تتفادين الأحجار التي تتحرك والتي ليست راسخة في التربة فتحتها يخبأون ألغامهم!«.
وصلنا بسرعة إلى الضفة الأخرى أي التراب السوري ودون أن ينتظرنا أو يتأكد بأننا قادرات على مجاراته رغم ثقل حقائبنا الظهرية سار أحمد في أرض رطبة وصخرية محاطة بأسلاك شائكة وسط ظلام دامس، كانت حقائبنا تعلق في الأغصان وتعرقل تقدمنا الذي أصبح يتم في أراض ملشوفة. سيارات رباعية الدفع تسير بلا أضواء على طريق اسفلتية بمحاذاة الأرض التي نسير عليها، كلما اقتربت سيارة عسكرية كان أحمد ينبطح أرضا ويأمرنا أن نفعل نفس الأمر، حالة الارهاق التي تظهر على مرافقنا تعطي صورة كافية عن الحالة داخل البلد، أخيرا وصلنا إلى منزل أول سرعان ما غادرناه إلى مسكن ثان كان هو منزل أحمد، كان يعيش به رفقة والديه وشقيقه حسن، شاب في 25 من العمر مبحوث عنه أيضا بتهمة التهريب.
كان علينا انتظار طلوع النهار لمحاولة التسلل الى بابا عمرو وبعد ان جففنا سراويلنا التي بللتها مياه النهر. مددنا ارجلنا قرب مدفئة خشبية مصدر الدفء الوحيد في البيت المتواضع نمنا بملابسنا وتخلينا عن مرين تغيير الملابس للنوم أو أخذ حمام في مثل هذه المساكن التي يصعب فيها الخلوة والتي لا يمكن الاغتسال الا بصعوبة في هذه الحمامات التركية المشكوك في نظافتها اضافة الى أنه يتوجب علينا مغادرة المكان على الفور في حال حدوث مشكل.
16 دجنبر 2011، مشيرفة
صباح اليوم التالي. حاول حسن الذي يتحاشى التحرك في السيارة لكي لا يتم اعتقاله في حواجز التفتيش حاول العثور على شخص موقوف ليقودنا حتى بابا عمرو . العديد من المرافقين المحتملين جاؤوا للقاءنا، لكنهم كانوا يرفضون المهمة. نقل امرأتين اجنبيتين بحقائبهما المليئة بالمعدات الصحفية مهمة مستحيلة بكل بساطة خاصة وان مداخل حمص تتحكم فيها قوات الجيش النظامي منذ الفجر كما هو الامر كل جمعة. لمحاولة الحد من المشاركة في المظاهرات التي تجري بعد صلاة الجمعة.
بدأنا نفقد الامل في الوصول الى بابا عمرو قبل نهاية النهار، عندما زارنا ابو عادل وهو ساطئق طاكسي خرج مؤخرا من السجن. الرجل السيتين قضي عقوبته ولم يعد مبحوثا عنه. قبل نقلنا الى بابا عمر بشرط ان نضعا لحجاب حتى لا نثير الانتباه وان نحمل معداتنا في حقائب قديمة من الثوب على أن نتوصل بحقائبنا الفارغة لاحقا، ولميد من الاحتياط سيكون امامنا راكب دراجة نارية للمراقبة و الرصد.
ركبنا السيارة وسرعان ما وجدنا انفسنا على الطريق السيار المؤدي الى حمص بعد حوالي ربع ساعة من السير، رن هاتف سائق الطاكسي انه مرشدنما صاحب الدراجة النارية. توقف السائق بسرعة على جانب الطريق لا يمكن التقدم الجيش يوجد على بعد 500 متر مختبئا تحت جسر على الطريق من الجهة التي نسير يفها اقترح علينا ابو عادل النزول من الطاكسي وقطع الطريق بسرعة وتجاوز الحاجز العسكري مشيا على الاقدام كما لو اننا عابرات محليات. رفضنا هذه المغامرة مخافة ان يتم مع ذلك اعتقالنا.
قرر سائقنا العودة في الاتجاه المعاكس وابتعد بسرعة من المنطقة. كانت الشاحنات تمر دون ان تكرث بنا ولا بالمخالفة التي نرتكبها. توقف على بعد كلمتر ليستعيد افكاره واقترح علينا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.