قبل أكثر من 400 مليون سنة، عاشت الكرة الأرضية أكثر فترة انتعشت فيها الأحياء البحرية، حيث كانت البحار والمحيطات تغطي مناطق تحولت اليوم إلى صحاري قاحلة، لكنها ظلت تحتفظ منذ تلك الحقبة، التي يطلق عليها العلماء الجيولوجيين اسم "الحقبة الأوروفيتشية"، بأسرار ذلك العالم، في انتظار أن يأتي علماء وباحثون ينفضون عنها الغبار ويرووا قصة كائنات استوطنت هذا الكوكب قبل مئات ملايين السنين. وهذا ما ينطبق على مستحاثة اكتشفها الباحث المغربي محمد بن مولى في منطقة فزواطة في الصحراء المغربية سنة 2000. ورغم أن المنطقة معروفة باكتشاف أعداد كبيرة من المستحاثات، إلا أن ما يميز هذا الاكتشاف هو العثور على نسيج لين محيط بالكائن البحري، وهو أمر نادر الحدوث. ولقد أثار هذا الاكتشاف اهتمام العلماء الباحثين، حيث حل البروفيسور فان روي، من جامعة يال، بمنطقة فزواطة، وعاين بنفسه غنى المنطقة ببقايا الكائنات البحرية خصوصا تلك التي تعود للحقبة الأوردوفيتشية، إذ لم يكتف بما اكتشفه الباحث المغربي بن مولى، وعمل على اكتشاف مستحاثات أخرى كالسلطعون الذي لم يكن العلماء يعتقدون أن موجود في الطبيعة منذ ذلك التاريخ.