شيّعت جنازة الفنان المصري ونجم هوليود الراحل عمر الشريف، أمس الأحد 12 يوليوز 2015 من مسجد المشير طنطاوي بضاحية التجمع الخامس بالقاهرة. وقد توفي عمر الشريف صباح الجمعة 10 يوليوز عن عمر يناهز 83 عاما في إحدى مستشفيات حلوان، جنوبي العاصمة المصرية القاهرة بعد صراع مع المرض. وعانى الممثل المصري من آلام في القلب خلال الفترة الماضية، إضافة إلى كونه كان يعالج من داء الزهايمر وبعض أمراض الشيخوخة، وقد تم نقله مؤخرا إلى مستشفى "بهمن" للطب النفسي بضاحية حلوان التي وافته المنية فيها. وصرح ستيف كينس، وكيل أعماله، بأن عمر الشريف تعرض لأزمة قلبية بعد ظهر الجمعة أثناء وجوده في إحدى مستشفيات القاهرة، علما بأن نجله طارق أعلن في شهر ماي الماضي إصابته بمرض الزهايمر. ونشر حفيد الشريف نبأ وفاة الفنان الذي عانى من المرض (الزهايمر) في الفترة الأخيرة. وكانت رحلة الراحل عمر الشريف حافلة في مجال العمل السينمائي في مصر والعالم. وقد ولد الراحل عمر الشريف بإسم "ميشيل ديمتري شلهوب" في الإسكندرية في أسرة ميسورة الحال لأب لبناني يُدعى "جوزيف شلهوب" يعمل بتجارة الأخشاب هاجر من زحلة بلبنان إلي مصر في أوائل القرن العشرين. والدته "كلير سعادة" من أصل لبناني-سوري. تربى عمر الشريف على الديانة المسيحية بمذهبها الروماني الكاثوليكي ودخل "كلية فيكتوريا" الإنجليزية بالإسكندرية حيث مارس الرياضة بانتظام ومنها بدأ شغفه بالتمثيل أيضًا. ومنها إلى جامعة القاهرة حيث درس الرياضيات والفيزياء. بعد تخرجه من الكلية عمل لمدة 5 سنوات بتجارة الأخشاب مع والده قبل أن يقرر دراسة التمثيل في "الأكاديمية الملكية للفنون الدرامية" بلندن. جاءته الفرصة للتمثيل بالفعل حين عرض عليه المخرج "يوسف شاهين" الفرصة لبطولة فيلمه الجديد "صراع في الوادي" عام 1954 أمام "فاتن حمامة" واختير له إسم "عُمر الشريف" الذي عرف به لبقية حياته. نجح الفيلم نجاحًا كبيرًا في شباك التذاكر وبسرعة تصاعدت نجوميته حيث شارك في الفترة من 1954 حتى عام 1962 في أكثر من عشرين فيلمًا سينمائيًا. نشأت علاقة حب قوية بينه وبين "فاتن حمامة" وتزوجها عام 1955 بعد أن اعتنق الإسلام في نفس العام. وقاما معًا بالتمثيل في خمسة أفلام كان آخرها هو "نهر الحب". في عام 1962 كان ميعاده مع الشهرة العالمية للمرة الأولى حين وقع اختيار المخرج الانجليزي "ديفيد لين" عليه للقيام بدور في فيلمه الجديد "لورانس العرب". أصبح الفيلم فور إنتاجه أحد أفضل الأعمال السينمائية العالمية، ويُعد من أفضل ما أنتجته السينما البريطانية على الإطلاق، وفورًا حاز أداء "عمر الشريف" على ترشيح لجائزة الأوسكار لأفضل ممثل في دور مساعد وفاز عن نفس الدور بجائزة "الكرة الذهبية" رفيعة المستوى ومعهما على شهرة عالمية. توالت بعدها الأعمال السينمائية العالمية وبعدها بثلاث سنوات كان ميعاده مع أحد أشهر أدواره في "الدكتور جيفاكو" من إخراج "ديفيد لين"، حيث فاز عن دوره بجائزة "الكرة الذهبية" للمرة الثانية لأفضل ممثل في دور رئيسي. وبسبب صرامة نظام جمال عبد الناصر" في إصدار تصاريح السفر والخروج من مصر، قرر عمر الشريف أن يستقر في أوروبا عام 1965 بشكل نهائي، الأمر الذي أثر على زواجه من "فاتن حمامة" وأدى إلى انفصالهما عام 1966 ثم طلاقهما بشكل نهائي عام 1974. ومن الستينات حتى بداية التسعينات، ظل مقيمًا خارج مصر ومنشغلًا بأدواره العالمية في السينما الأمريكية والأوروبية التي قدم خلالها أدوارًا كثيرة ومتنوعة بين الحربي والدرامي والكوميدي، حتى استقر بشكل نهائي في مصر في بداية التسعينات. خلال مشواره الفني الطويل والمميز، حصل عمر الشريف على عدد من أرفع الجوائز السينمائية قاطبًة. لم يتزوج ثانية منذ انفصاله عن "فاتن حمامة" وله من زواجه منها ابن واحد هو "طارق" وله حفيدان هما "عمر" و"كريم".