شكلت الرحلة التي جمعتني بسائق «طاكسي أحمر صغير» وسط مدينة الدارالبيضاء، صباح الأحد الماضي ، أبهى صورة للجشع الذي يمكن أن يصيب بعض بني البشر لدرجة الإضرار بمن حولهم من الأبرياء! انطلق بي سائق الطاكسي الأحمر الصغير في حدود الساعة العاشرة و 20 دقيقة من «مارشي سانترال» في اتجاه شارع غاندي. كان شابا وسيما في عقده الرابع، شكله يوحي انه «من أطيب خلق الله»، اخترنا المسار بتوافق، فكان الأمر ، الى حدود الآن، ايجابيا. قبل الوصول الى نقطة نهاية الرحلة، استغل هذا السائق، الذي من خلال سلوكه يتحول بالنسبة لي من «بين أطيب خلق الله» الى « من بين أجشع السائقين» الذين يضعون ايديهم في جيوب الناس ل «سرقة مال» مستخلص من «مجهودهم الفكري والعضلي»! بطريقة ظن أنها ذكية، استغل هذا السائق «الوسيم»، لحظة مرور كرة أمام سيارة الأجرة التي نستقلها بالموازاة مع الشارع المحاذي لقاعة الرياضات بمركب الرياضي محمد الخامس، ليضغط على زر التسعيرة المزدوجة ويظهر ضوء أحمر، يعرف الجميع أنه تسعيرة (50 بالمائة) ثم ينتقل بسرعة لتحويل موجة الاذاعة.. لم يجرؤ على تقديم إيضاحات حول ماذا تعنيه هذه الاضاءة الحمراء، لأنه يعرف أنه «خرق القانون» وبدأ «بوضع يده في جيبي لسرقة مالي»، وانطلق في إبداء صرامة السائق «التقي» بالقول إن العداد جيد و أنه «عدادك منذ أن وطأت قدماك السيارة»! كانت السيارة من نوع «بوجو 205» أحتفظ برقمها وكان صاحبها متلبسا بالتحايل، بل الأنكى أنه طلب مني إذا لم أكن أتوفر على مال كاف لأدفعه إليه مقابل التوصيلة، فهو، الرجل الكريم جدا، سيسامحني، متناسيا أنه كان قد خطا الخطوة الأولى في «سرقتي»، ولربما فعل هذا مع العديد من الزبناء! كان الوقت ضيقا كي نحط الرحال بدائرة الشرطة غاندي لنضع النقط على الحروف، واخترت من خلال نشر هذه الواقعة، أن يعرف الناس جميعا، وفي مقدمتهم سائقو الطاكسيات، أن من بينهم من يسيء لهم ويلطخ صورة النزهاء منهم، و أن ينتبهوا الى أمثال هؤلاء الذين يستغلون «عداداتهم» للنفخ في «مواردهم المالية» دون وجه حق!