فر حوالي 32 مهاجرا سريا من دول جنوب الصحراء، كانوا مرحلين على متن حافلة متوجهة بهم من مدينة طنجة إلى إنزكان بعد أن تم إفراغهم من المساكن التي كانوا يحتلونها بشكل غير قانوني بحي العرفان بمدينة طنجة. فبعد انقضاء مهلة وزارة الداخلية، حلت عناصر مختلطة للقوات العمومية في الساعات الأولى من صباح الأربعاء الماضي في عملية واسعة النطاق، وبحضور مراقبين حيث تمت عملية الإخلاء ممن تبقى من المهاجرين بعد أن فرت أعداد كبيرة منهم ليلا بأمتعتهم صوب غابات مسنانة والرهراه المحاذيتين للعرفان، في محاولة منهم للمكوث بمدينة طنجة والانتشار بأحيائها من جديد، خاصة وأن السلطات المحلية وضعت عدة حافلات من النوع الممتاز لترحيل ما يناهز 160 مهاجرا ومهاجرة نحو العديد من المدن المغربية أبرزها: وجدة ، أكادير ، تارودانت... خاصة بعد أن اندلعت مواجهات الاثنين الماضي بحي بوخالف بين مواطنين مغاربة ومهاجرين من جنوب الصحراء، بسبب احتلال الشقق. وزارة الداخلية، وفي بلاغ لها، أفادت أن عملية إخلاء الشقق المحتلة بشكل غير قانوني بحي العرفان انطلقت الأربعاء الماضي، في الساعة السابعة والنصف صباحا. وأسفرت عن إخلاء 85 شقة من محتليها، وذلك بعد أن تم إشعارهم سابقا. وذكر بلاغ للوزارة أنه تم خلال عملية تفتيش الشقق المحتلة، حجز قوارب مطاطية ومحركات ومجاذيف تستعمل خلال عمليات الهجرة السرية نحو الضفة الأخرى للبحر الأبيض المتوسط. وأشار المصدر ذاته إلى أن هاته العملية التي تمت بتنسيق بين مختلف الأجهزة المختصة، قد مرت في ظروف عادية، حيث لم يتم تسجيل أي حادث يذكر. عملية الإخلاء تمت، بحسب مصادرنا، بحضور ممثلين عن سفارات مجموعة من البلدان الإفريقية في محاولة من السلطات المحلية إبراء ذمتها، وحتى يراقب هؤلاء المنحى القانوني الذي تم خلال عمليات الإخلاء في حال تطورت الأمور إلى مواجهات بين المهاجرين السريين وقوات الأمن. من جهته، وفي إطار حرص السلطات المغربية على أن تتم العملية بشكل شفاف تفاديا لانتقادات حقوقية، تم إبلاغ السفارات الإفريقية المعتمدة ببلادنا حيث صرح سفير جمهورية غينيا بالمغرب، أبو بكر ديون، أن عملية إخلاء الشقق المحتلة بشكل غير شرعي بطنجة تمت في ظل احترام كرامة المهاجرين، ودون تسجيل أي حادث. وقال ديون في تصريح "إننا نقدر الطريقة التي اتبعتها السلطات المغربية خلال هذه العملية من البداية إلى النهاية"، مضيفا أن "عملية إخلاء الشقق المحتلة تمت في ظل احترام كرامة المهاجرين". وانتقد الديبلوماسي من جهة أخرى، احتلال الشقق من طرف المهاجرين قائلا: "إنه تصرف مؤسف، لاسيما في بلد يمد لنا يده ويقف دائما إلى جانب بلداننا"، معربا عن الأمل في عدم تكرار مثل هذه التصرفات مستقبلا. وحث ديون المهاجرين من إفريقيا جنوب الصحراء على الاستفادة من سياسة الهجرة الجديدة في المغرب، وتسوية وضعيتهم عن طريق سلك الطرق القانونية.