مما لاشك فيه أن لغة التعبير عن رأينا في خرجات الوزير محمد الوفا لا تقبل لغة الفعل السياسي كما هو متعارف عليه في أدبيات المعارضة، بل إن الرد على»فريد» المرحلة يستدعي منا البحث في لغتنا الساخرة التي تتلمذنا فيها على يد من خبروا دلالاتها العميقة تحسبا لزمن كالذي جثم على صدورنا حتى أصبحنا نبحث عن سبل الإنقاذ في كافة واجهاتنا بدءا بالاقتصاد مرورا بالمجتمع والسياسة وقوفا عند الفكر والثقافة، واضعين اليد على قلوبنا خوفا على وطن من رياح أضاعت أوطانا. لكن «فريد» المرحلة يضحكنا بالفعل، حتى نردد -عندما تتكاثر "قفاشاته" ? "كثرة الهم كتضحك" ، لكن الحمق جعله يركب فرس رئيسه في الحكومة ليتبورد بالخاوي، دفاعا عن وسام ناله يوم سجل في تاريخه، كعضو مستفيد جدا داخل أجهزة حزب الاستقلال، خيانته الكبرى من أجل الحفاظ عن مقعد في حكومة اختار حزبه مغادرتها، حينها سجلنا رأينا في ذلك وربطنا فيه الأخلاق بالسياسة، ومررنا الى المتابعة والمراقبة من موقعنا لنعد حجم التراجعات التي مست عملنا المؤسساتي الذي كنا تواقين أن يتعزز بالقوانين بعد دستورنا 2011. نسيناه ولم تعد حركاته الغريبة تعنينا، وأدخلناه إلى دائرة الباحثين عن كراسي للجلوس في الواجهة ولو أن الكرسي موضوعا فوق مستنقع قبله وهو يعرف أنه آت من البيت الحكومي الذي أتت المقاعد في الأركان والممرات وفي كل جزء حتى استعصى على مدبر البيت إيجاد مكان لوضع كرسي "وزير دو شؤون" لكي لا نقول مقايض تاريخه، وهو تاريخ يذكر له بحجم المناصب التي انتزعها قهرا ممن يستحقونها في حزبه . ولأنه لا فريق له، فقد اختار أن يتحايل على قول سردي للروائي بشعيب حليفي في روايته زمن الشاوية:"من لم تتزوج رجلا من الشاوية فلا ماضي لها ولا مستقبلا ولا حاضرا"، ليجعل من فريق العدالة والتنمية ماضيه وحاضره ومستقبله. وما كاد «وحيد» الحكومة يجلس على مقعد الاستضافة الرمضانية -بنكهة السياسة والجماعة-التي تأتي قبيل أيام من مجيء معلمه في الحكومة الى قبة البرلمان في الجلسة الشهرية التي قررت يوم الثلاثاء المقبل ، حتى بدأ في اخراج لسانه عن السكة التي كلف بالفعل بالمرور فيها، ولأنه يريد " رد الجميل لولي نعمته" فقد اعتبر ما سجله خبراء الاقتصاد في بلادنا ضربا من "تشوافت"، الشيء الذي نكرر فيه أنه يجهل أن خبراء بلادنا وكفاءات الوطن التي أنقذت البلاد من السكتة القلبية والباحثة اليوم عن مخرج لبلادنا من سكتة قلبية أكبر، عندما تتحدث عن الظرفية الاقتصادية فهي لا تعتمد إشارات "السبسي " التي أدخلها هو الى قاموس البرلمان في الزمن السيئ، ولا لغة " التشيار" بتوزيع الغمز واللمز في المواقع والمنابر الباحثة عن لحظات المتعة مع «مبسط» كتيبة بنكيران، ولا التحرش بتلميذات آتيات من الهامش، بل إن لغة الاقتصاد التي يوظفها خبراء بلادنا هي لغة العلم والمعرفة ولغة المختبر المحلل للمعلومات والمعطيات المادية للخروج بحقائق كان عليه أن ينتبه اليها من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه من الوضع الكارثي الذي تواجهه بلادنا بسبب التدبير العمومي الأعوج لحكومة أوصلتنا الى درجات الصفر التي تستدعي اليوم قبل أي وقت مضى إشارات الإنذار. كان عليه أن يراوغ قدر المستطاع، لأننا نتفهم المهمة التي كلف بها في دائرة أنشطة فريق البيجيدي، ونتفهم أكثر توظيف لسانه في تمرير بعد الحماقات التي يستعصى على بعض "أذكياء" فريق العدالة والتنمية تمريرها خصوصا بعض أزمة أفتاتي الذي نال جزء من خرجات محمد الوفا في نصحه بمراعاة الظروف التي يمر منها رئيس الحكومة، ليتحول بذلك محمد الوفا وزيرا للدفاع في كتيبة البيجيدي، وهي المهمة التي ستعززها الكتيبة في كافة الواجهات بعد لقاء الفريق نحو الحزب والجماعة والبرلمان من موقع الزمن التشريعي، لأن الكتيبة البجيدية استعصى عليها تعويض أفتاتي في المهام التي كان يقوم بها ، ولم تجد أمامها إلا " رويضة السكور" ريثما يتم إعداد " أفتاتيات" امتداد للزمن السيئ في دربنا. وقلبي على وطني.