يجد صعوبة في فك طلاسم اللغة وقراءتها,لكنه أحرز على معدل 14.50 في امتحان الباكلوريا بعدما كان قد أحرز على معدل15.55 في أولى بكالوريا في شعبة الاقتصاد والتدبير. أكرم عبادي شاب قهر مرض الديسليكسيا ,التي تجعل المصاب بها عاجزا عن القراءة والكتابة,دون أن تنفي حقه في الذكاء والتميز. بعدما سمحت له مديرة أكاديمية الفداء درب السلطان بناء على المذكرة الوزارية, بمرافقة من يكتب له إلى قاعة الامتحان.وهو أمر يجب أن نحيي عليه المسؤولين عن الشأن التربوي الذين سمحوا لذوي الاحتياجات الخاصة بمرافقة مساعدين. حالة أكرم تؤكد أن الجميع سواسية في النجاح إذا كانوا سواسية في الفرص. قصة نجاح لم ترسمها إرادته فقط,بل رسمها إصرار مجموعة من الأفراد الذين آمنوا بحق الطفل في الحلم والنجاح,وبحقه الطبيعي في التعلم والتحصيل.أبواه ,طبيبته ومديرة المدرسة والأساتذة ومديرة الأكاديمية. هو من مواليد الدارالبيضاء 1998,كان يجد صعوبة كبيرة في فهم وقراءة الحروف ,لم يكن الأهل يولونه في البداية أي أهتمام إلا عندما التحق بالتحضيري الأول, حيث اشتكت معلمة الفرنسية من الصعوبة التي يواجهها في قراءة الحروف والمفردات والأرقام,واقترحت على الأهل بأن يعرضوا ابنهم على طبيبة مختصة في الترويض . بعد 20 حصة من دروس التعليم وإعادة التعليم , التحق بصفوف الابتدائي ,كان الأهل يدعمونه بدروس إضافية بالمنزل إلى أن اجتاز امتحان الشهادة الابتدائية بدون رفيق في الكتابة وأحرز على نتائج متوسطة . انتقل إلى القسم الاعدادي وبدأت الصعوية تكثر, لكن إرادته كانت قوية, طبيبته المختصة كانت معجبة بهذه الإرادة وكانت تعالجه بدون مقابل. بعد الإعدادي ,كبرت شكوى الأساتذة ,فتكونت بالمؤسسة خلية مساندة جمعت الأبوين والأساتذة والطبيبة النفسانية والمديرة وانكب الجميع على معالجة الحالة . تقدمت العائلة بطلب إلى مديرة الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الدارالبيضاء الكبرى من أجل تعيين مرافق أو مرافقة من اجل المساعدة في الكتابة, طلب منهم إجراء خبرة طبية عند طبيب الدولة المختص,واجتاز أكرم الامتحان الجهوي والوطني بنجاح . نجاح أكرم الذي يعاني من الديسليكسيا ,لم يكن ليتحقق لولا تظافر الإرادة أولا و مجموعة من الامكانيات المادية والمعنوية.التي قد لا تتوفر لغيره وتجعلهم يوصفون بالغباء. التاريخ الإنساني يشهد أن أشهر العباقرة الذين أحدثوا الفرق كانوا مصابين بالديسليكسيا, ولولا الإرادة والمساعدة لصنفوا في لائحة الأغبياء, منهم أديسون اتهمه مدرسوه بالغباء و طردوه من المدرسة فاضطرت أمه لتعليمه في البيت فأصبح من أعظم المخترعين , وأينشتاين وتشرشل, والت ديزني صاحب إبداعات الرسوم المتحركة, أغاثا كريستي كانت لا تستطيع الكتابة فأصبحت أشهر كاتبة بوليسية . على المسؤولين على الشأن التعليمي في بلادنا أن يولوا هذه الشريحة من المصابين عناية خاصة ,فبين العديد ممن صنفناهم أغبياء وطردناهم من المدارس , أذكياء وعباقرة مظلومون.