الاسلام جاء من اجل حياة افضل ...ولم يات بما يمارسه بعض معتنقيه خطا او جهلا او انتحالا للصفة من القتل المتعمد تفجيرا وذبحا للمسلمين وللناس ... ..فكل عملية قتل اوترهيب او اكراه لايمكن ان تجبر المستهدفين من الناس على اعتناق عقيدة او مذهب او فكر ما... ان القران الكريم والكتب السماوية عندما وثقت لمحطات واحداث من التاريخ تعلق الامر باللحظات المشرقة والعادلة او الازمنة التي تشبع قادتها او اناسها بالفساد والجور والظلم بكل انواعه ...كان الهدف من ذلك ولايزال هو تبيان ان العدل لايبنى بالظلم و القمع والتسلط .. كما ان الايمان لايمكن ان يسمى كذلك ان كان بالالزام ولو كان لعبادة الواحد الاحد ..لانه في حكم الباطل ..فكما ان من اكره على الكفر ليس بكافر فكذلك الامر بالنسبة للكافر الذي ارغم على الايمان لايكون مؤمنا ... ان اعتقاد اي كان بانه مفوض من الله في الارض ليجعل الاودية انهارا دائمة الجريان بالدماء لضمان فرض الايمان وجعله محققا ...يتجاوز بهذا كل المسموح به شرعا ويتوهم انه قد يحقق ما «لم يتمكن «الانبياء والمرسلون المكلفون من الله بالوحي والمدعمون بارادة الله وتوجيهه والذين يعدون بعشرات الالاف من تحقيقه كما احبوا وتمنوا ... ولو تمعن كل هؤلاء في الحكمة الالهية في جعل البشرية شعوبا وقبائل ومللا ونحلا مختلفة اشكالهم والوانهم والسنتهم ومعتقداتهم ..وفي ايجاد اليات ثنائية من خير وشر وظلم وعدل وافساد واصلاح وصدق وكذب وافراط وتفريط وايمان وكفر ...الخ ثم جعل ميزان ذلك ومعياره العقل والشرع وسن قاعدة التدافع بين الناس للوصول الى الاصلح والاقوم والاحسن وتفضيل ان تكون الدعوة بالتي هي احسن ..لكانت المحصلة الخير والنفع للناس كافة ... ان كل المتنطعين والمتشددين الذين لايرحمون ولايتركون رحمة الله لينعم بها عباده والتي لم يمنعها سبحانه عن غير المؤمنين به بل جعل كل آلائه في الحياة الدنيا للناس جميعا وذلك من منتهى عدله .. فسلوك التكفيريين و.. لايمكن ان يفسر الا بانه اعتراض على ارادة الله وحكمته في الخلق.. ...ان الذين يبالغون في الشكليات لباسا ومظهرا بنية ان يبينوا للناس انهم هم وحدهم اهل السنة ..كما ان الذين يسعون لاظهار احسانهم وابراز ورعهم وتصنع خدمة الاسلام ..الخ ...حتى يقول الناس ما يريدون ان يسمعوا ..اسقطوا انفسهم في فخ اوضحه الاسلام ونبه الى مخاطره اي ابطال الاعمال ..فهم ارادوا ان يقول الناس عنهم انهم ..وانهم ...وقد سمعوا ما ارادوا ..سيكون جوابهم يوم الحساب لقد اخذتم اجوركم من الناس ولا اجر لكم عند الله ...ان كل من خالف عمله وكلامه حقيقة نيته وقصده ننصحه بان يعيد قراءة ماجاء بالكتاب والسنة في امثاله ويبادر بمراجعة وتغيير منهجية عمله ويصفي قلبه .... وحتى نفهم جميعا حقيقة الايمان نورد الحديثين التاليين ونترك للجميع التامل وتدبر المعاني واستخراج الاحكام الحديث الاول أخرج الإمام مسلم في صحيحه من حديث أبو هريرة رضي الله عنه: (( عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ فَقَالَ لَهُ نَاتِلُ أَهْلِ الشَّامِ أَيُّهَا الشَّيْخُ حَدِّثْنَا حَدِيثًا سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ نَعَمْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ .. إِنَّ أَوَّلَ النَّاسِ يُقْضَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَيْهِ رَجُلٌ اسْتُشْهِدَ فَأُتِيَ بِهِ فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا قَالَ فَمَا عَمِلْتَ فِيهَا قَالَ قَاتَلْتُ فِيكَ حَتَّى اسْتُشْهِدْتُ قَالَ كَذَبْتَ وَلَكِنَّكَ قَاتَلْتَ لِأَنْ يُقَالَ جَرِيءٌ فَقَدْ قِيلَ ثُمَّ أُمِرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَى وَجْهِهِ حَتَّى أُلْقِيَ فِي النَّارِ .. وَرَجُلٌ تَعَلَّمَ الْعِلْمَ وَعَلَّمَهُ وَقَرَأَ الْقُرْآنَ فَأُتِيَ بِهِ فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا قَالَ فَمَا عَمِلْتَ فِيهَا قَالَ تَعَلَّمْتُ الْعِلْمَ وَعَلَّمْتُهُ وَقَرَأْتُ فِيكَ الْقُرْآنَ قَالَ كَذَبْتَ وَلَكِنَّكَ تَعَلَّمْتَ الْعِلْمَ لِيُقَالَ عَالِمٌ وَقَرَأْتَ الْقُرْآنَ لِيُقَالَ هُوَ قَارِئٌ فَقَدْ قِيلَ ثُمَّ أُمِرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَى وَجْهِهِ حَتَّى أُلْقِيَ فِي النَّارِ وَرَجُلٌ وَسَّعَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَعْطَاهُ مِنْ أَصْنَافِ الْمَالِ كُلِّهِ فَأُتِيَ بِهِ فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا قَالَ فَمَا عَمِلْتَ فِيهَا قَالَ مَا تَرَكْتُ مِنْ سَبِيلٍ تُحِبُّ أَنْ يُنْفَقَ فِيهَا إِلا أَنْفَقْتُ فِيهَا لَكَ قَالَ كَذَبْتَ وَلَكِنَّكَ فَعَلْتَ لِيُقَالَ هُوَ جَوَادٌ فَقَدْ قِيلَ ثُمَّ أُمِرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَى وَجْهِهِ ثُمَّ أُلْقِيَ فِي النَّارِ )) الحديث الثاني ..عن أمير المؤمنين أبي حفص عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( إنما الأعمال بالنيّات ، وإنما لكل امريء مانوى ، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله ، فهجرته إلى الله ورسوله ، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها ، أو امرأة ينكحها ، فهجرته إلى ما هاجر إليه ) رواه البخاري ومسلم في صحيحهما . ورمضان مبارك سعيد ..نسال الله ان تتطهر فيه النفوس والقلوب والارواح وتنصلح الافعال والاحوال ..