- عموما هو خوف من التفكير، هذه الخاصية التي تميز الإنسان عن باقي الكائنات ، غالبا ما يكون الخوف من التفكير مرتبطا بنوع من الخمول الفكري والاكتفاء بالجاهز من الأفكار دون محاولة فحصها من طرف الشخص ذاته ومن خلال مواقف وتصورات مخالفة.. فبالإضافة إلى الضغوطات النفسية التي يعرفها التلميذ والناتجة عن التخوف من موضوع الامتحان وكيفية معالجته.هناك مجموعة من العوامل التي تؤدي إلى الخوف من الفلسفة.إشاعة حول أن المعدل لا يحصل عليه إلا من كان فيلسوفا... - أعتقد أن الخوف من الفلسفة مرتبط بالأحكام المسبقة حول الفلسفة باعتبارها مادة عائق في اعتقاد الكثير ... حيث يتم ترويج أفكار غير حقيقية عن مادة الفلسفة، كاعتبارها بعيدة عن الواقع ، كلام فارغ... ، فيتموضع التلميذ منها موضع العداء..مما يتطلب تظافر الجهور لكي ترجع الأمور إلى نصابها.. - من الأحكام أيضا، أن التلميذ غالبا ما لا يحصل على نقطة إيجابية و أنها بالتالي تؤثر سلبا على المعدل العام للتلميذ ، مما يؤدي به إلى وضع حاجز نفسي تجاهها، ويفضل عدم حضور حصصها أو تفضيل التشويش على السير العادي للدرس أو الشرود، وهذا السلوك هو الذي يؤدي به غالبا إلى الحصول على نقط غير مرغوب فيها(مكيد الإشاعة..) - أعتقد كذلك أن الخوف من الفلسفة هو خوف من الكتابة المنظمة، التي تتطلب منهجية في الكتابة يتدرب عليها التلميذ ابتداء من الجذع المشترك (عن طريق الاستئناس بالمفاهيم الفلسفية ) والعمليات الفكرية الضرورية في كل تفكير فلسفي، إلى السنة أولى بكالوريا من خلال التمرن على تحليل النصوص الفلسفية ومناقشتها عبر كتابة منظمة، بالموازاة مع بناء ومعالجة مفاهيم مرتبطة به هو كذات ..ثم في السنة الثانية بكالوريا حيث بالإضافة إلى التمرن على تحليل النصوص ومناقشتها، يتمرن التلميذ على الكتابة في صيغة القولة المرفقة بسؤال، والسؤال المفتوح (دائما بالموازاة مع معالجة مفاهيم مرتبطة به كذات وبمحيطه وواقعه...) - أعتقد أيضا أن الفلسفة كمادة في الامتحان تتطلب الكفاية اللغوية من أجل تبليغ الأفكار والمعارف والمواقف ، فالتلميذ الذي لا يتمكن من الكتابة بلغة عربية واضحة وسليمة يستعصي عليه لا محالة معالجة موضوع فلسفي أو غير فلسفي.. - تشكل الفلسفة عائقا أكبر حين ينصاع التلميذ للأحكام ويعترف ضمنيا بعدم قدرته على التبليغ اللغوي.. فيؤدي به الأمر غالبا إلى الحفظ أو النقل الحرفي لمضامين جاهزة(الغش)، وأكبر عدو للتفكير هو الحفظ عن ظهر قلب ونقل مضامين جاهزة، دون محاولة فهم مطالب صيغ الأسئلة، حيث يقوم المترشح بسرد درس بكامله أو مقطع منه، بغض النظر عن متطلبات الفهم والتحليل والمناقشة.. - تعدد الكتب المدرسية يخلق هاجسا لدى التلميذ، بحيث يعتقد أنه سيمتحن في مواقف بعينها أو يتخوف من كون المصحح لا يراعي هذه التعددية، علما أن التلميذ في الواقع يمتحن في قدرته على معالجة الموضوع الذي اختاره فلسفيا في منأى عن مضامين فلسفية بعينها..فما يراعى بالدرجة الأولى هو قدرة التلميذ على فهم متطلبات الموضوع وقدرته على التحليل والمناقشة من خلال بذل مجهود فكري شخصي يعبر عن قدرة على التبليغ والتنظيم والمعالجة .. - هناك ترويج لإشاعات حول عدم التصحيح الملائم، وأن الأستاذ المصحح يكتفي بقراءة الأسطر الأولى والأخيرة من كتابة التلميذ أو لا يقرأ شيئا...وأن مزاج المصحح وذاتيته الخالصة هوما الذي يؤثرفي وضع نقطة إيجابية أو سلبية..وهذا غير صحيح بتاتا، مما يدعوني إلى محاولة إعطاء صورة مختصرة جدا عن ظروف التصحيح كما تتم بالفعل - لابد من الانطلاق من كون تصحيح امتحانات البكالوريا في جميع المواد تتم في ظروف موضوعية داخل مؤسسة تربوية، يحاول المعنيون ما أمكن توفير الشروط الضرورية لكي يكون التصحيح مناسبة فعلية لإعطاء كل ذي حق حقه، بحيث تكون كل ورقة تصحيح في حد ذاتها ?وإن كانت مجهولة من حيث عدم التعرف على صاحبها- فإنها ورقة معلومة من حيث مضمونها المعبر عن كفايات معينة أوغيابها - وأن النقطة تتراوح بين 20/20 و00/00 بمعنى أن التلميذ يمكنه أن يحصل على نقطة 20/20 إذا توفرت كل شروط الكتابة المنظمة ..علما أن التنقيط تجزيئي تراعى فيه مستوبات الفهم والتحليل والمناقشة والتركيب وكذلك الجوانب الشكلية من أسلوب ولغة.. وأن نقطة الصفر لا تمنح إلا في الحالات القصوى (كأن كون الورقة فارغة، أو خروج تام عن المطلوب ، أو ..) - أن التصحيح يتم من طرف أساتذة المادة (الفلسفة) بمعية فريق متتبع لعملية التصحيح مكون من مشرف وعضوين يتتبعون عن قرب عملية التصحيح ويسهرون على تحقيق مبدأ تكافؤ الفرص من خلال الحرص تطبيق متطلبات الأطر المرجعية للامتحانات والنصوص القانونية والتوجيهات المرتبطة بعملية التصحيح. ثلاث نصائح جوهرية - عدم الانزلاق بمحاولة المقارنة بين دروس الفلسفة عند أساتذة مختلفين، فطرق بناء الدروس قد تختلف من أستاذ وآخر دون أن يكون لذلك تأثير على جودة منتوج أحدهم على الآخر، لأن تجارب الأساتذة الفردية قد تختلف عن بعضها وتعتبر كلها صائبة، شريطة ألا تنزاح عن التوجيهات الرسمية (لأنها تكفل الوحدة داخل التعدد) وهذا نفس ما تكفله مضامين الكتب المدرسية..وبالتالي فإن الأستاذ أثناء تصحيح امتحانات البكالوريا يهتم بالدرجة الأولى بقدرات التلميذ على الفهم والتحليل والمناقشة والتركيب دون انتظارحضور مضامين بعينها .. - الابتعاد عن النماذج الجاهزة للكتابة الفلسفية لأنها لا تعبر عن كتابة شخصية، وبالتالي فالكتابة الجاهزة قد تؤدي إلى نتائج عكسية - التعالي عن محاولة الغش لأنه يضيع فرصة التفكير في الموضوع ومعالجته بشكل شخصي، ينم عن قدرات فكرية حقيقية. مفتشة مادة الفلسفة