تحت شعار: «الرياضة النسوية رافعة للتنمية: الاتحاد الرياضي الإسلامي الوجدي لكرة اليد نموذجا»، نظمت جمعية الشباب المتفائل بتعاون مع الاتحاد الرياضي الإسلامي الوجدي لكرة اليد-إناث، ندوة وطنية احتضنتها قاعة مدرسة الدراسات العليا للهندسة وشارك فيها أكاديميون وخبراء مغاربة وأجانب عملوا على إغناء فقرات الندوة بتجاربهم في القطاع الرياضي، ووضعوا الأصبع على مكامن الخلل الذي يعتري الرياضة النسوية في غياب تام لسياسة رياضية وطنية واضحة المعالم. وجاء تنظيم هذه الندوة إيمانا من الجهة المنظمة بما قدمته المرأة المغربية للقطاع الرياضي، من خلال تحقيق نتائج إيجابية في مختلف المحافل الوطنية والدولية، بالرغم من غياب الإمكانيات المادية واللوجستيكية، وخاصة في الرياضات الجماعية. وفي كلمة لها ذكرت رئيسة جمعية الشباب المتفائل فاتن بربوشة، بمسار المرأة الرياضية المغربية من خلال سرد أسماء عدد من البطلات اللواتي حققن نتائج مبهرة في مسارهن الرياضي كنوال المتوكل، فاطمة عوام، نزهة بدوان، زهرة واعزيز وحسناء بنحسي في ألعاب القوى، ومنى بنعبد الرسول في التيكواندو ونعيمة غواتي في الجمباز وبهية محتسن في التنس ووفاء العمري وهند بهاجي في الشطرنج وسارة البكري في السباحة وغيرهن من النماذج النسائية الرياضية الناجحة. الخبيرة في القانون والتدبير الرياضي والمديرة الإدارية السابقة لنادي المولودية الوجدية لكرة القدم، سميرة العبدي، قامت بتشريح الوضع الرياضي النسوي في البلاد انطلاقا من بحث أكاديمي اعتمدت فيه على الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والإدارية والقانونية للممارسة الرياضية، بدءا من التسيير الإداري للفرق والنوادي الرياضية الوطنية وكذا ضعف الإمكانيات المرصودة لهذه الفئة. كما طرحت بعض الإكراهات البنيوية التي تقف حجر عثرة في وجه الرياضة النسوية بالرغم من كل ما أنجز من إنجازات في هذا الإطار لتخلص في الأخير لمجموعة من الإجراءات العملية، العلمية والتقنية لتطوير هذا القطاع خاصة وأن المرأة مساهمة في المنظومة الرياضية المغربية إما في التسيير أو الممارسة. بينما اليزيد سعادي، عضو الاتحاد الدولي والإفريقي لكرة اليد، فأشار إلى الدور الذي لعبه الطاقم الإداري والتقني لفريق الاتحاد الرياضي الإسلامي الوجدي لكرة اليد إناث، هذا الفريق الذي كان مغمورا في بداية مشواره لكنه استطاع بفضل الإرادة والصمود أن يتحدى كل الصعاب ويحقق نتائج استثنائية جهويا ووطنيا ودوليا. وأشاد سعادي بفريق الاتحاد الرياضي الإسلامي الوجدي لكرة اليد إناث وبإطاره الإداري الشاب، وذكر بالمنجزات التي حققها الفريق عربيا ، حيث توج وصيف بطل العرب بالبطولة العربية للأندية البطلة بأبو ظبي شتنبر 2013، واحتل المرتبة الثالثة في دوري المجموعات بالبطولة العربية للأندية الفائزة بالكأس بالمهدية بتونس مارس 2014، وتتويجه وطنيا وصيفا لبطل المغرب بطولة وكأسا غشت 2014... ومن جهته، قدم رئيس الاتحاد نوفل قريش، مداخلة ركز فيها على الدور الذي يمكن أن تلعبه الرياضة النسوية في التنمية، وخلق دينامية رياضية داخل الأحياء المدارية من خلال إدماج عدد كبير من الفتيات ضمن الفريق سعيا لتطعيمه بعناصر جديدة تسير به نحو المحافل الوطنية والدولية. وأشار أيضا الى أنهم يعانون في الفريق إكراهات تتجلى في ضعف الإمكانيات المالية للمشاركة في المحافل الدولية ،إضافة إلى امتناع بعض العائلات عن السماح لبناتها الممارسات ضمن الفريق بالسفر إلى الخارج... أما كيفن ديكو، مدرب المنتخب الوطني الغيني لكرة اليد إناث والخبير الدولي في اللعبة، فأشار في مداخلته، الى أن رياضة كرة اليد النسوية بالدول الإفريقية تعرف بعضا من التطور وتحتاج لظروف سليمة للممارسة الرياضية، خاصة فيما يتعلق بالبنيات التحتية المناسبة والأطر التقنية المحترفة والقوانين المؤطرة لهذه الرياضة، مبرزا ما حققته منتخبات وفرق إفريقية من إنجازات ومنها الاتحاد الرياضي الإسلامي الوجدي لكرة اليد إناث.