احتفى الفنان البرتغالي إدواردو راموس خلال الحفل الفني الذي أحياه ضمن فعاليات مهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة بدار عديل بالمدينة العتيقة بالتراث الموسيقي التقليدي بالبرتغال وإسبانيا الذي يمتح من الأصول الفنية اليهودية السيفاردية كما أصل لها فنانون كبار شكلوا إضافات نوعية في مجال الفن والموسيقى . وقدم الفنان راموس مدعوما بصوته القوي ذي الرنات المتميزة وعوده الذي لا يفارقه خلال هذا الحفل الفني وصلات غنائية موسيقية زاوجت ما بين الموروث اليهودي السيفاردي كما تغنى به فنانو القرن الثامن عشر وبعض المقاطع الموسيقية العربية المدونة في التاريخ الفني للأندلس بالإضافة إلى مقطوعات غنائية قدمها باللغة التركية وعكست تمازج الموروث الفني لمنطقة حوض البحر الأبيض المتوسط. واستطاع الفنان راموس الذي يشارك لأول مرة في مهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة أن يسافر بالجمهور الذي تتبع فقرات هذا الحفل إلى الليالي المخملية الأندلسية والترانيم المستوحاة من الموروث الفني اليهودي كما تطور على يد كبار الفنانين بشبه الجزيرة الإيبيرية خاصة مع تنويعاته بالصوت والعزف في أداء مجموعة من المقطوعات الفنية التي تعكس تنوع التراث الموسيقي الأندلسي ذي الروافد العربية واليهودية والأوربية . ويعد الفنان إدواردو راموس المهووس بالبحث والتنقيب في التراث الموسيقي العربي واليهودي من أشهر الموسيقيين المختصين في الموسيقى الإيبيرية للعصر الوسيط خاصة تلك التي ترتكز على الموروث السيفاردي للأندلس والتي يعتبرها العديد من الباحثين والمهتمين أحد التعابير الفنية التي تعكس القيم الحضارية في مجال التسامح والتعايش التي كانت سائدة بين مختلف الثقافات والديانات خلال تلك الفترة. وكرس الفنان راموس موهبته الموسيقية لإعادة اكتشاف ذلك التراكم الفني الكبير الذي يميز الموسيقى التقليدية البرتغالية للتراث اليهودي السيفاردي في البرتغال ثم في إسبانيا قبل أن يهتم في وقت لاحق بدمج بعض القطع الموسيقية العربية التي كانت تشكل رافدا في الموروث الموسيقى للأندلس ضمن الأغاني التي يقدمها في مختلف المهرجانات واللقاءات الفنية التي يشارك فيها . وأحيى الفنان البرتغالي إدواردو راموس الذي عاش لفترة طويلة بأنغولا العديد من السهرات والحفلات الفنية بمجموعة من الدول خاصة بإسبانيا وبلجيكا وألمانيا وهو يهتم حاليا بإنجاز دراسات حول التراث الموسيقي الإيبيري للعصر الوسيط وكذا حول الموسيقى العربية واليهودية كما أبدع فيها السيفاريد . وتشكل الدورة 21 لمهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة مناسبة لإحياء ذاكرة العلاقات الروحية والثقافية التي كانت تجمع فاس وبلدان جنوب الصحراء من خلال تقديم مجموعة من الحفلات الفنية والسهرات الموسيقية التي تحتفي بالبعد الإفريقي لمدينة فاس . ومن بين الفنانين والفرق الذين يشاركون في إحياء سهرات وعروض هذه الدورة مجموعة جولي فاوليس (اسكتلندا) وأومو سانغاري (مالي) وتيكن جاه فاكولي (ساحل العاج) والثنائي روربرطو فونشيكا وفطومات دياوارا (كوبا ? مالي) وصونيا مبارك (تونس) وفادا فريدي (السينغال) بالإضافة إلى الفنانين بدر الرامي (سوريا المغرب) ومروان بنعبد الله (المغرب) ومجموعة زخارف (المغرب) وحسين الجسمي (الإمارات العربية المتحدة ) وغيرهم .