تحول مشروع توسعة المحور الطرقي الرابط بين جماعة أولاد عمران و مدينة سيدي بنور من نعمة الى نقمة، حيث ازدادت خطورته على مستعمليه و صار محورا طرقيا للموت المفاجئ . ففي الوقت الذي استبشرت الساكنة بمشروع توسعة وإصلاح المسلك الطرقي الرابط بين أولاد عمران و مدينة سيدي بنور و الذي أعطى اشارة انطلاق أشغاله منذ مايزيد عن سنة و نصف وزير النقل و التجهيز على مسافة يبلغ طولها حوالي 20 كلم، أصبح اليوم مثار سخط و تذمر للساكنة و مستعمليه من مارة و سائقين ، و تحول الأمل في تحقيق السلامة الطرقية و معها إقلاع تنموي للمنطقة إلى تذمر و استنكار لما أصبحت تشكله من تهديد على أرواحهم لتتحول بذلك إلى كابوس يقض مضجعهم، نظرا للعدد المرتفع لحوادث السير التي شهدتها هذه الطريق من جهة و ما طالها من إتلاف و تآكل لجنباتها و انتشار للحفر على امتدادها ما يؤكد غياب المراقبة الصارمة سواء على المواد المستعملة او طريقة الانجاز . جريدة الاتحاد الاشتراكي استمعت إلى الساكنة و بعض مستعملي الطريق ، حيث أكد سائق سيارة أجرة أن الطريق الرابطة بين أولاد عمران و سيدي بنور شكلت و مازالت، و بالرغم من الترقيعات المفضوحة، تهديدا حقيقيا لسلامة مستعملي الطريق، خاصة أنها ماازالت ضيقة وجنباتها حادة كما تغزوها الحفر، لا سيما أن هذه الطريق تعرف حركية كبيرة لشاحنات نقل البضائع والحافلات ، و تعد محورا رئيسيا يربط اقليمسيدي بنور بباقي الأقاليم كمدينة اليوسفية و آسفي و شيشاوة و أكادير و الصويرة ... صراحة ، يضيف سائق سيارة الأجرة ،على المسؤولين تحمل مسؤولياتهم و على رأسهم وزارة النقل و التجهيز فيما تعرفه هذه الطريق من حوادث مميتة . انطلقت أشغال توسعة المحور الطرقي في ظروف اتسمت باللامبالاة لغياب علامات التشوير من طرف الشركة ما تسبب في انقلاب عدد من السيارات منها سيارة دولة ، كما تسببت في إلحاق خسائر مادية نتيجة انكسار الزجاج الأمامي للسيارات بسبب الحصى المتطاير منها و تهالك جنباتها التي لم يتم الانتهاء منها سوى بضعة شهور ما أثار موجة غضب واستياء في صفوف المواطنين و المسافرين، وتزداد حدة مخاوفهم مع اقتراب فصل الصيف، بحيث يعرف هذا المحور الطرقي حركة دؤوبة وإقبالا كبيرا لأنه يربط الاقليم بأهم المدن الشاطئية كالوالدية و الجديدة و غيرهما . محمد البالغ من العمر 34 سنة سائق شاحنة من النوع الثقيل متزوج يقطن بمدينة اليوسفية ، يقوم بنقل السلع من مدينة الدارالبيضاء الى اليوسفية ، صرح للجريدة أن الطريق الرابطة بين سيدي بنور و أولاد عمران لا تحظى باهتمام الجهات المسؤولة إن على المستوى المحلي أو الجهوي أو الوطني بالرغم من عدد الحوادث المسجلة بها، و التي كانت أخطرها انقلاب حافلة خلفت 11 قتيلا و أزيد من 21 جريحا ، ناهيك عن حوادث مميتة أخرى ، لذلك أصبح الجميع ينعتها ب « طريق الموت « لغياب علامات التشوير بمجموعة من المنعرجات و قرب قناطر السواقي ، و يضيف محمد أن الاصلاحات التي عرفتها الطريق و عملية توسعتها لم تتم بالشكل المطلوب حيث مازالت التشققات و تآكل جنبات الطريق و انتشار الحفر بها ، و أن ما صرفت من أموال في تلك العملية ليس سوى هدر للمال العام ... المحور الطرقي الرابط بين مدينة سيدي بنور و جماعة أولاد عمران سيظل كابوسا يرافق مستعمليه راجلين كانوا أو سائقين ، و سيستمر في تهديد سلامتهم و حصد أرواح الأبرياء ما لم تتدخل الجهات المعنية و على رأسها وزارة النقل و التجهيز ، للقيام بالإصلاح الحقيقي بعيدا عن الترفيعات التي لا تخدم المواطنين في شيء .