لم يتمكن جون تيري، قائد تشيلسي، من منع نفسه من الرد على منتقديه بعدما أحرز للمرة الرابعة لقب الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، عقب فوز ناديه 1 ? 0 على كريستال بالاس يوم الأحد. وتعرض تيري (34 عاما) قلب دفاع تشيلسي لانتقادات بداعي تراجع مستواه، قبل أن يعود جوزيه مورينيو لتولي تدريبه، لكنه شارك في كل دقائق 35 مباراة احتاجها تشيلسي لإحراز اللقب لأول مرة منذ 2010. وقال تيري بعد الفوز في ستامفورد بريدج، في إشارة إلى رفائيل بنتيز مدرب تشيلسي السابق، «شخص واحد قال إنه لم يعد بوسعي خوض مباراتين في الأسبوع الواحد، وهو يعرف من يكون، لكني لم أثبت فقط أنه على خطأ بل أثبت أن الجميع كان على خطأ.» وأضاف «أنا أواصل القتال وأبقى أشارك مع الفريق والأهم من ذلك أني أملك زملاء رائعين ومدربا رائعا من حولي. هذا ما أعيش من أجله، فقد كنت جامعا للكرات هنا.. قمت بطلاء الملعب وقمت هنا بكل شيء.» وتابع مدافع منتخب إنجلترا السابق «أول لقب للدوري كان استثنائيا بكل تأكيد، لكنه من المؤلم حقا قضاء أربع أو خمس سنوات دون الفوز بهذا اللقب، وبعد معاناة طوال العام والابتعاد عن الأهل بالسفر لخوض مباريات خارج أرضنا.» ولدى تيري سجل حافل مع تشيلسي، حيث ساهم بقوة في فوز فريقه بأول لقبين للدوري، تحت قيادة مورينيو في موسمي 2004 ? 2005 و2005 ? 2006 بفضل أهدافه الحاسمة وتدخلاته لمنع الأهداف من دخول مرماه، وكذلك ضربات رأسه البارعة، وبالتالي لم يكن غريبا أن يعود إلى التألق مع المدرب البرتغالي. وساهمت الثقة المتبادلة بين تيري ومورينيو في فوز تشيلسي بلقبي الدوري وكأس رابطة المحترفين، بعدما خرج من الموسم الماضي بلا ألقاب. وفي الواقع فقد تلقى العديد من اللاعبين الشبان في تشيلسي - الذين لم يسبق لمعظمهم الفوز بلقب الدوري من قبل - النصيحة والإرشاد من تيري ومورينيو في كل خطوة للفريق على مدار الموسم. ومنذ خسارة تشيلسي 5 ? 3 أمام توتنهام هوتسبير في أول يناير الماضي، لم يتعرض الفريق اللندني لأي هزيمة بالدوري، ولم يفكر مورينيو في الاعتماد على سياسة التناوب مع تيري كما كان يفعل بنيتيز خلال وجوده كمدرب مؤقت للفريق بموسم 2012 ? 2013. ورد تيري الجميل لمدربه بتقديم سلسلة من أفضل عروض مشواره. وفي سياق متصل، وفي خضم الاحتفال بهذا التتويج، بدأ المدرب البرتغالي، جوزيه مورينيو، التفكير بما ينتظر النادي اللندني في الموسم المقبل، حيث قال «يجب علينا أن نكون فريقا قويا، لأنه إذ لم تكن فريقا قويا فلن تحظى بفرصة إنهاء الموسم في أحد المراكز الأربعة الأولى، وهو الهدف الأول للفرق الكبرى في هذه البلاد»، مضيفا «عندما تقاتل من أجل المراكز الأربعة الأولى فستكون أمامك فرصة أن تتوج بطلا، وبالتالي علينا محاولة أن نكون فريقا قويا الموسم المقبل أيضا، محاولة أن نكون فريقا جيدا». وفي إطار مقارنته بين الفريق الحالي، وذلك الذي توج معه باللقب عامي 2005 و2006 في أول مغامرة له في «ستامفورد بريدج» قبل أن يرحل في 2007 بسبب خلاف مع المالك الروسي رومان إبراموفيتش، قال مورينيو: «هذا الفريق مختلف تماما. الدوري الممتاز مختلف وتشلسي مختلف والمنافسون مختلفون (عما كان عليه الوضع في تلك الفترة)». وواصل «بالنسبة لفريقي هناك العديد من اللاعبين الذين يفوزون بلقب الدوري الممتاز للمرة الأولى، وهذا أمر يجب أن يتعلموا كيفية القيام به». وفي رده على أنه أصبح الآن على المسافة ذاتها من العظماء ستان كوليس (توج باللقب أعوام 1954 و1958 و1959 مع وولفرهامبتون واندررز) والاسكتلندي بيل شانكلي (توج أعوام 1964 و1966 و1973 مع ليفربول) ومدرب آرسنال الحالي الفرنسي أرسين فينغر (توج أعوام 1998 و2002 و2004) من حيث عدد الألقاب، قال مورينيو: «سأحاول (الفوز) بآخر». وقد حذر مورينيو لاعبيه من ضرورة المحافظة على تركيزهم رغم الفوز باللقب، لأن بانتظارهم ثلاث مباريات أخرى هامة بالنسبة للفرق الأخرى في الدوري، وتجمعهم بليفربول ووست بروميتش البيون وسندرلاند. وتابع «ضد وست بروميتش، ستكون مباراة بين فريقين بطلين. نحن أبطال بطولتنا (بطولة الفرق الكبيرة) ووست بروميتش بطل بطولته (أي البقاء في الدوري الممتاز للموسم المقبل). لكن عندما نواجه ليفربول، فهذه المباراة ستكون مهمة بالنسبة لهم ولمانشستر يونايتد وتوتنهام وساوثمبتون» أي للصراع على المشاركة الأوروبية الموسم المقبل». وواصل «عندما نواجه سندرلاند (الذي يصارع من أجل تجنب الهبوط)، فقد تكون المباراة مهمة جدا بالنسبة لهم وبالنسبة لفرق أخرى. كأبطال، نحن أمام مسؤولية أكبر للعب بالطريقة التي خضنا بها مباراة كريستال بالاس، والتي كانت رائعة». ورد مورينيو على من وصف اداء فريقه في المراحل الأخيرة بالممل، قائلا: «أعتقد أننا قدمنا كل شيء منذ اليوم الأول. كل شيء تتطلبه كرة القدم من الفريق... نقوم بكل شيء يحتاجه الفريق ولهذا السبب نستحق تماما بأن نكون الأبطال وأعتقد بأن الجميع يعلم ذلك».